شبكة ذي قار
عـاجـل










لا يزال الوطن يزداد سوءا يوما بعد الاخر منذ اليوم الاول للإحتلال الغاشم الذي مر عليه اكثر من 13 عاما مضت كالهشيم تؤجج ناره لتحرق الارض بساكنيها , ليستعمرها الغربان وليسود فيها نهج المغول وثقافة الهمجية .

مر الاحتلال على وطني فعانى من ويلاته ومصائبه بعد أن كان يرتقي بالسكينة والحياة , لم يرضوا رفعته بل اسقمتهم عزته فغارت ايديهم حقدا تنوي خرابه , وها هو اليوم يرتع تحت اسرهم , بعد ان قيدوه بحكومة عميلة ليرزخ تحت شر حكمها .

وكما هو معلوم فإن اول هدف يسعى المستعمر لتحقيقه هو احلال الفساد وتثبيت وجوده داخل المجتمع لتسهيل السيطرة عليه , ومن هذه الافات التي يزداد تغلغلها بين طيات مجتمعنا المحافظ من جراء هذه الخطط السامة هي افتي الالحاد وزواج المتعه , وما لهذه الضواهر من اثر سلبي كبير على تقاليد العراق الاصيلة وجب التصدي لها بمختلف الاشكال .

فأما عن سبب الانحدار فلا يغيب عن ذهن أي عاقل , فلم تكن مثل هذه الظواهر معروفة لدى العراقيين حتى عام 2003 وسيطرة الحاقدين على سلم بلاد فكسروا درجاته ليمنعوا بذلك أي رقي من الممكن حصوله طيلة فترة حكمهم , وحيث إن نسبة الالحاد داخل فئة الشباب لا تزال في بدايتها فإن التطور الذي تسير عليه لا ينبئ بخير ونحن لسنا ضد تحرر الفكر والارادة وانما اعلنا حربنا على الافكار الدخيلة المزروعة جبرا بواسطة العملاء لغرض تدمير التراث الحضاري لنسيجنا الإجتماعي القويم , مثل هذه الظواهر المدعومة لغايات دنيئة لابد من أن تحارب فبقائها لا يعنى سوى زوال تقاليدنا وإعدامها علناً , وقد اشارت تقارير كثيرة الى إزدياد نسبة الالحاد لتصل ما يقارب الـ32% بين اوساط الشباب جراء انعدام الوعي الثقافي والتخريب الديني المنتهج في وطننا المحتل اضافة الى استغلال قضايا الدين من قبل مشايخ الدولار لأحل الترابح بالكسب الحرام , اضافة الى قلة التوعية الدينية الصحيحة وسوء فهم المعنى الجوهري للدين والدنيا وإزدياد حدة الإصطراع الطائفي وارتكاب الجرائم بإسم الدين , كما إن سوء الوضع الاقتصادي وأثره على طريقة التفكير السليمة وسيطرة الم البطالة على واقعهم وسط تجاهل اصواتهم وإهمال وجودهم من قبل الحكومة العميلة , الامر الذي دفع بغالبية هؤلاء الشباب نحو هذا الطريق للإبتعاد عن المسميات الطائفية

اما عن انواع الزواج التي اصبحت شعبيتها تقاس بدرجة تنوعها فلها اسباب منها ما ذكر سابقا كإستغلال الدين وتشويه المعنى الحقيقي للعفاف والستر حتى اصبحت المرأة اليوم في بعض مجتمعات العراق سلعة تضرب في الاسواق مقابل مبالغ تقاس بمواصفات معينة وطغت هذه الظاهرة في محافظات الجنوب اكثر من غيرها هذه البيئة التي كانت يوما مضرب للأصالة وقيم البداوة العربية الاصيلة تحتلها اليوم اخلاق الصفويين وامراضهم وربما إن قلنا أن المرجعية الصفوية التي تستولي على النجف هي اساس كل هذا فلا مبالغة , فمثل هذا الامر معروف بين جدران المدينة , تجري احداث جرائمهم تحت سقف حوزتهم ذات التعاليم الصفوية وتحبك خطط نشر هذه الأمراض في شوارعها العريضه بعد أن كانت ضيقة أيام النظام الوطني , ومن منا لا يتذكر عندما علت اصوات الشرفاء منادية بإنقاذهم من فجور الحوزة الايرانية واجبارها لنساء العفاف على هذا النوع من الزواج , كما وإن ظاهرة زواج المتعة قد اخذ منحى رسمي بإنشاء منظمات وجمعيات لهذا الغرض هذه المؤسسات التجارية تتخذ من الدين ستارا لأعمالهم الدنيئة و جميعها عبارة عن فروع رسمية للمصدر الرئيسي الكائن في مدينة مشهد الصفوية ومن المعلوم أن مدينة مشهد هي الاولى عالميا بهذا المرض حتى وصل الامر الى اصدار تحذيرات من ازدياد نسبة الانحراف وجهل معرفة انساب الاطفال ( أولاد الحرام ) حيث إن أغلب هؤلاء الاطفال يبعثون لمدارس النهج الصفوي لينهوا دراسة تعاليم شعوذتهم لتتوج هذه البذور الفاسدة بعمامة ولقب سيد او مولى , ومن هذه الجمعيات واولها في العراق الجمعية التي اشتهرت بتسمية ( طريق الايمان )؟ جعلت من خدعة ( وقاية الشباب من الانحراف ) شعارا لها , لهذه المؤسسة فنادق انشإت لخدمة هذا الانحراف حالها كحال ( بيوت الدعارة ) , ولكن من المستغرب إن ازدياد نسبة الاقبال عليها من قبل المغرض بهم وضعاف النفوس في ازدياد مستمر هذا الامر لا يشير الا على ضعف التوجيه التربوي والأسري لفئة الشباب , وغير هذه الامراض الدخيلة على وطننا الكثير مما يخجل لسان الشرف عن ذكرها .

والحل لكل ذلك معروف فما أن تقتل الافعى من رأسها حتى زول سمها ويأمن شرها ولا حل إلا ذلك وإما أن تترك فلا رخاء يحل علينا ولا سلام يسود , وها هم لا يزالون حتى يومنا هذا يفسدون الارض بأفعالهم الدنيئة بلا مانع يردع طغيانهم حتى انتشرت افاتهم بين عامة الشعب تفتك به كالطاعون تحت انظار ورعاية حكومة الخيانة , تهتز لجرائمهم قلوب الوطنيين ولكن الصمت المطبق يحكم موقف الشعب والخوف الاعمى يسيطر على مشاعرهم والوطن ينحدر بسرعة نحو حافات الهاوية .

ولكن يبقى الامل مشعلا يبعد عن الوطن ظلام التخاذل ليعيد العدالة لمسارها , وما الامل الا بصحوة الشباب ففيهم يزرع الحق لينبت أشجار ثمرتها وطن حر محرر , وحتى ذلك الحين سنبقى ثابتون على مبادئنا التي تهدف الى عراق خالي من مفاسد الإحتلال وافات الخنوع .





الجمعة ٦ محرم ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / تشرين الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مهند الدوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة