شبكة ذي قار
عـاجـل










ليس على المرء جناح فيما فكّر وقدر وسعى لينال ويحقق ويصل لمبتغاه بعيدا عن التأثير او التقليل من كفاح واصرار الاخرين للنيل من عزائمهم او تمني زوال ماهم فيه من نعم وعطاء وخير ونماء وقدنهانا الله سبحانه وتعالى عن الحسد ومحاكاته والسير في خطاه ففيه تزول النعم ويكثر الهم ويكبر الأثم ويظهر الندم فالحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب . اذ ان من طبع اهل الحسد نعوذ بالله منهم المكابرة والمعاندة ورجاء زوال نعمة الغيروبركات الله فيهم وأظهار مساويء الناس وكتم محاسنهم فأن وجدوا شرا اذاعوه وامعنوا فيه وزادوا عليه ونشروه وأن وجدوا في طبائع الناس وخواطرهم خيرا كتموه اوأحسانا اخفوه ومحو محاسنه وغطّوه .يقول أبو العباس محمد بن يزيد المبرد

عين الحسود عليك الدهر حارسة تبدي المساوىء والأحسان تخفيه
يلقاك بالشر يبديه مكابرة والقلب مظطعن فيه الذي فيه
وقد بلغ محمد بن عبدالله الطاهر ان قوما يحسدونه فقال
ان يحسدوني فأني غير لائمهم قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا
فدام مابي وما بهم ومات أكثرهم غيضا بما وجدوا

اما الغبطة فهي ان يتمنى الأنسان ما لغيره من خير دون ان يتمنى زواله فلا بأس ان ينظر الأنسان الى ماحوله ليرى اسباب تميزهم وعلو شأنهم ورجاحة افكارهم وسمو خلقهم ومكانتهم وعندما يرغب المرء في صناعة حياته من جديد عليه ان يراجع نفسه ويحسب خطاه ويهتم بشأنه ويعمل بجد ومثابره لينال اعلى الدرجات ويصل الى ارقى المراتب بجهده وجهاده فالله قد وهبنا المؤهلات وانعم علينا بالقدرات وفتح لنا المسالك للوصول حسب الأصول وتجاوز العقبات والفصول لكي لا نقنط ولا نيأس من فضل الله المتقرب لنا بالنعمة والبركات والمُحسن علينا بالرضا والقبول ان ابتعدنا عن الخطايا والمنكرات وآمَنّا بأننا قادرين على تحسين احوالنا وفق ما نستطيع وما نهيء لذلك بينما الحاسديتمنى زوال نعمة غيره وحصرها بين ثناياه دون اي نازع انساني وتفكير منطقي بحقوق الأخرين والحسد ظاهرة منتشرةاليوم في مجتمعاتنا وسلوكية فردية سلبية فتاكة وخطيره تنذر بشؤم وقلق وأختلال واضح في مقاييس نظم تفكيرنا وهواجسنا ومضرة كبيرة لنفوسنا وحاجاتنا ومخالفه لشرعنا وديننا الذي يدعو الى التعاون والتآزر و الأيثارمن خلال ماورد في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة ، وسيرة السلف الصالح وأسباب انتشار مثل هذه الخصال المذمومة متعددة، وكلها تعود إلى الإنسان نفسه، وطريقة تفكيره ، وحسن تصرفه وواقع نظرته فالحسد آفة خطيرة ومرض يصيب العقل والضمير والمشاعر اعاذنا الله وأعاذكم منها ومن شرور الحاسدين ومكر الماكرين

. فالأمنية الأولى الغبطة مباحة ومشروعة بينما الثانية الحسد معيبه ومهلكة ومشينةفدع الخلق للخالق وأبتغي مما آتاك الله الخير للآخرين كما تتمناه لنفسك وارضى بما قسمه الله لك وكن شاكرا لفضله ونعمه ولا تحسد الآخرين على منالهم وتنافس معهم بالسعي للوصول الى ماهو افضل وأعد له العدةحتى تنال ما تريد والله الموفق





السبت ٢٨ محرم ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / تشرين الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاكر عبد القهار الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة