شبكة ذي قار
عـاجـل










على تخـوم الموصـل تجمعت جيوش متعــددة الجنسيات والمشـارب والاهـداف، سـبقهـا اعــلام صـاخب في ديباجات ومضامين متضـادة المعـاني و جميعهـا تتمـيـز ببـاطنيـة النـوايا وراء مـشاركتهم في الحرب على المـوصل والتدليس الاكبر جاء من قبل حكومة العبادي والامريكان والايرانيين فيما يخص مشاركة المليشيات التابعة لقاسم سليماني حيث تدرجت التصريحات من رفض المشاركة الى الغموض وتلاها الاعلان السافر بالمشاركة مع تصريحات وقحة للانتقام من اهل الموصل طائفيا .

إن ما يسوقونه من اهداف الحرب على الارهـاب لا يستقيم مع الواقع لان الخطاب بـدء تصاعديا حتى احتدام المعارك التى اصبحت حصيلته الاعلامية هجوما طائفيا متوعدا بالويل والثبور لاهل الموصل وذلك لاجبار ودفع اكبر عدد من اهالي الموصل للنزوح وترك الديار خوفا من بطش المليشيات كما حدث في الفلوجة وصلاح الدين وغيرها ، وهُجرت عوائل كثيرة بدون دخول مناطقهم اي معارك ، وفتح ممرات لهم لصيد الشباب واعتقالهم وقتلهم والاعتداء على كبار السن واهانة العائلة العراقية والمساس بكرامتها وجعلهم يفترشون الصحراء ويحفرون قبور مستقبلهم بيدهم تحت وقع الضرورة من اجل البقاء المذل على الحياة .

إن احاطة الجيوش المتعددة بابواب مدينة الموصـل والاستعدادات لايواء اكثر من مليون نازح خارج محيط المدينة او خارج حدود المحافظة والذي حضرت له القوى الاقليمية و حكومة اقليم كردستان العراق والامم المتحدة ومنظمات انسانية عديدة غير عراقية هو مؤشر ينذر بالخطر الكبير الذي يواجه مصير محافظة نينوى وليس مركزها مدينة الموصل فحسب . في الوقت الذي تُصرح كل الاطراف المهتمة بالشأن الانساني !ّعن عدم قدرتها على التعاطي مع الموجات الكبيرة من النازحين التي ستتدفق عند احتدام المعارك وهذا يوحي لنـا ان الاعداد التي سوف تهجر مدينة الموصل كبيرة جدا ولا تقل عن 90% من سكانها بالاضافة الى اعداد اخرى من الاقضية والنواحي المحيظة بمدينة الموصل . فلكل حملة عسكرية منظور استراتيجي واهداف تعمل لتحقيقها منها المعلن للاستهلاك الاعلامي والتعبئة الشعبية ودعم روح القتال والاهداف الغير معلنة تلك التي يسعى اليها المتابع والمهتم بالشأن العراقي والاقليمي. وبما إن المعركة تتشابك فيها الاهداف وتعددت فيها الرايات فهي معركة اممية واقليمية بامتياز فليس من المعقول ان يكون الهدف هو ابعاد تنظيم ارهابي من مدينة الموصل. أليس بالامكان تمكين أهل الموصل ودعمهم وهم الاقدر على القيام بهذا العمل ، وتجارب حرب الشوارع على رفوف مكاتب القادة العسكريين الامريكان والايرانين وغيرهم ، الا انهم يريدونها حربا ضد الوجود العربي الاصيل لمحافظة نينوى في حال نجاحهم من تدمير مدينة الموصل الحدباء .

إنهــا معركـة تفريغ الموصل واجزاء كبيرة من محافظة نينوى لجعلها ارض بدون شــعب ليكن مُيسرا التفاوض عليها بين الاطراف المشاركة جميعا وهذه هي نظريـة الصهيوني المسيحي انتوني أشلي كوبر 1843 والتي دعى فيها باعطاء فلسطين لليهود باعتبار ارض فلسطين بدون شعب ، لليهود كشعب بدون ارض واستثمرهذه النظرية زعماء الحركة الصهيونية اسرائيل زانجويل و ثيودور هرتزل في بداية القرن العشرين لتهجير شعب فلسطين واحتلال ارضه . اليوم تستعيد الصهيوفارسية افكار انتوني أشلي لجعل نينوى ارض بلا شعب يسهل اقامة اي كيانات غير عربية حسب قوة الارادات الاستعمارية المشاركة في الحرب او ما يطلق عليه معركة الموصل .

تجارب المعارك في الحروب ضد مدينة واحدة يتكفل بها جيش واحد وقلما تواجد جيشين ضد مدينة حتى في الحربين العالميتين الاولى والثانيـة لم يحدث هذا ،فمـا بـالك بهذا العدد الكبير للدول المشاركة وتنوع التعبئة العسكرية وتفاوت القدرات النارية لكل جيش ،لكنهم يتناغمون في السماء والارض رغم تصارع مصالح الاطراف المشاركة . وهذه الاطراف المختلفة تدرك مصالح ونوايا بعضهم البعض ، لكنهم تركوا الخوض بالتفاصيل حتى اكتمال الهدف الاستراتيجي من معركة الموصل وهو ان تصبح الارض بــدون شــعب عند ذاك يعتبرون المفاوضات بينهم امرا ممكنا وهذا ما كشف عنه وزير خارجية روسيا عن وجود طـاولة مفاوضات لمستقبل المنطقـة تشارك في القوى الكبرى والاقليمية باستثناء اصحاب الارض في سوريا والعراق . بزعمهم انها أرض بدون صــاحب .

لقد هيئ كل طرف خرائطـه وفقا لاجندتـه المعدة سلفا وتنوعت بين حدود الدم و وحدود دولة الفقيـه وحدود المصالح الاقتصادية وحدود النفوذ السياسي والعسكري الاستراتيجي . كل هذه الخرائط لا تاخذ بعين الاعتبار حق اصحاب الارض ولكل منهم حجتـه التي خطــها بـدمـاء ابنـاء نينـوى . وقد لا تكتمل المفاوضات المزمع عقدها بينهم الا بعد انتهاء معركة الرقة التي بدءوا جميعهم التحضير لها لتكون المفاوضات نهائية على ترسيم حدود المنطقة من جديد .

إن النصـر دائمـا للشعوب ، وعدالة قضيـتنا كشمس تـموز والعالم الحر يعرف تماما هذه الحقيقة الشاخصة امامه وهو يتفحص المشهد العسكري والسياسي الغريب العجيب المتجحفل ضد مدينة الموصل . واذا راود العتات والطغاة حلم تغير خريطة المنطقـة سـتُرد عليهم جميعـا بنتائج لا يدركها الا الباري عز وجل أولهـا الانهيار الاقتصادي لهم جميعا و أوسطها تدمير تركيبة مجتمعاتهم وآخرها حـرب تدميريــة بينهم تقــع في اراضيهــم .

فهـل ستنجح معركــة تفريــغ المـوصل إذا مـا توحـدت قوى الثورة المناهضة للاحتلال الصهيوفارسي في المنطقة ؟؟





الخميس ١٠ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاهين محمد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة