شبكة ذي قار
عـاجـل










البعث العربي حركة تاريخية ) لأنها امتلكت تفسيراً واقعياً خاصاً لواقع الأمة وهو ما عبر عنه القائد المؤسس حين قال : ( هناك شيء آخر يجدر بالبعثيين أن يعرفوه وهو أن لحركتهم منطقاً خاصاً لأنها انبعثت من قلب العروبة ومن أعماق التربة العربية ومن صميم مشاكل أمتنا، فهي حركة صادقة أصيلة، لها موقفها الخاص كالكائنات الحية، التي تنمو حسب قوانين التطور ).

هذه الخصوصية أناطت بحركة البعث دوراً تاريخياً أطر الثورة العربية في صيغة منطقية شاملة موحدة، كما أسبغ على العروبة مفهومها الحديث .. وبذلك رد البعث على الواقع السلبي الذي أحاط بالأمة، وتجاوز كل الصيغ والأشكال والأطر الفكرية والسياسية التي كانت سائدة آنذاك .. وفي ذلك يقول الرفيق أحمد ميشيل عفلق ( رحمه ا لله ) : ( لقد قُدر لحزب البعث الاشتراكي أن ينقذ الأجيال القادمة من الضياع بين العصبية الإقليمية والثورة الأممية ووضعها في صميم العمل التاريخي عندما وضح لها الحقائق التالية :

1 – ثورية المرحلة، وعقم الاعتماد على التطور والإصلاح الجزئي.
2 – واقعية الثورة وطابعها الاقتصادي واعتمادها على جماهير الشعب.
3 – وحدة الأهداف الثورية، وتفاعلها والتأثير المتبادل للنضال التحرري والنضال الاشتراكي والنضال الوحدوي.
4 – شمول القضية، وترابط مصلحة الشعب العربي في جميع أقطاره وضرورة توحيد نضاله.
5 – الحرية كأعمق أساس وأقوى دافع. واعتبار القومية صورة حية عن الإنسانية واعتبار الأمة مسرحاً لتحقيق القيم الإنسانية ).

انطلاقاً من ذلك فقد اعتبر حزب البعث العربي الاشتراكي أن إستراتيجيته، كما أوضحها التقرير السياسي للمؤتمر القومي العاشر : ( هي بناء المجتمع العربي الاشتراكي الديمقراطي الموحد ..... أما على مستوى الأهداف المرحلية فإن المهام تتضح من خلال تحديد المسائل القومية المصيرية والتي تنتظر الحل السريع كقضية فلسطين ومواجهة الغزو الاستيطاني في الخليج العربي وإلغاء القواعد العسكرية الموجودة في بعض الأقطار العربية ).

واعتبر البعث أن الإستراتيجية القومية هي تحليل لمجمل الظواهر السياسية والاجتماعية في مرحلة معينة من مراحل التطور العربي منطلقاً من نظرية ثورية ( تدخل ساحة التطبيق ( توجيهاً ورقابة ) تحت قيادة مركزية موحدة ) .. موضحاَ : ( أما الاستراتيجيات القطرية فهي تحليل لظروف الأقطار العربية يستهدف اكتشاف الأشكال المحددة للقوانين العامة التي تحكم تطور المجتمع العربي في تلك الأقطار ) .. إذن ( الإستراتيجية القطرية هي تفرع من الأصل القومي وليست قاعدة انطلاق للوصول إلى الإستراتيجية القومية ) .. معتبراُ أن : ( أخطر ما يهدد وجود هذا الحزب ورسالته أن يأخذ المعنى القومي فيه طابع تجميع التجزئة ).





الثلاثاء ١٥ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الثائر العربي عبد الله الحيدري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة