عذرا لكِ يا عراق .. يا من اخترعت الكتابة .. ويا من وصلت ذروة نظم مباني حضاراتك الهندسية لدول المشرق والمغرب لتصبح دولاً ومدناً يتباهى بها كل من نظر اليها .. يا من علمت الدنيا عن كيفية الزراعة وطرق التداول التجاري .. ويا من سنية القوانين والشرائع ، واخترعت علوم الرياضة والطب ، والهندسة وعلوم الفلك ، والتقويم والساعات ، وشُيدت مدارس العلم والمعرفة .! .

عذرا لك يا عراق الحضارات .. وحضرت جلالتك تواجه اكبر ( تسونا مي ) السقوط ( الفكري ) بعد احتلال ارضك وثرواتك وأنهارك وسمائك بالاحتلالين ( الامريكي ) و ( الصفوي ) الفارسي الذي جرف ( عقول ومفكرين ومبدعين وعلماء وأطباء ومهندسين وأساتذة اجلاء وضباط وطيارين ) منهم من قضى نحبه جراء هذا الفيضان الغادر ، ومنهم من لجأ لدول المهجر ، ولم يبقى منهم إلا القلة القلية على ارضك مركونين في ملاجئ الغرف يتضرعون الى البارئ ( عزوجل ) ان يحفظهم من عواقب هذا الفيضان المدمر .

لقد اصبح ( السقوط الفكري ) ومن بعد احتلالك بالاحتلالين اعلاه وبجميع نواحيه ( الاخلاقية والاجتماعية والدينية والسياسية والعلمية والثقافية والعسكرية .وو.. الخ ) من أبشع السقوط ( الفكري ) الذي مرَّ عليك ، وحين اقول هذا ليس اجحافا بمن هو فوق ارضك من ( البشر ) مع احترامي لأحرارهم وحرائرهم الذين باتوا قلة قليلة في هذا الزمن الاغبر الذي جعلك منك يا عراق الحضارات ان تكون تحت مطرقة ( امريكا ) وسندان ( ايران ) و ( المرجعيات ) الصفوية وأحزابها السياسية الموالية لها في المبدأ والعقيدة ومن والاها من العرب ( الانتهازيين - النفعيين ) والأقليات والطوائف والأديان المؤمنة با ( الدولار ) و ( الدينار ) و ( الجاه ) الخسيس قبل الايمان بالله والوطن مع احترامي لأحرارهم وحرائرهم .

وإلا .. كيف تفسر انتماء وولاء العشائر ذو الانساب العربية رغم معرفتها بعداء ايران التاريخي لشعب العراق ، وما قامت من قتل مئات الالاف من ابنائهم في الحرب العراقية الايرانية وصفحة ( الغدر والخيانة ) عام 1991 ودورها الرئيسي بالاحتلال العراق ، وما قامت به من دور تخريب وقتل منظم ونهب كافة ممتلكات المصانع والمعامل الاستراتيجية ؟.. وكيف تصف الذين يأتمرون بأوامر القادة الصفويين لقتل ابناء هويتهم وبحجج محاربة الارهاب ؟.. وكيف تفسر تباهي الكثير منهم بأبنائهم وأشقائهم الذين راحوا ضحية ( الفتوة ) الصفوية وبحجة محاربة الارهاب ايضا ؟.. وكيف تفسر قناعتهم بإرهاب ( داعش ) التكفيري وعدم قناعتهم بإرهاب ميليشيا ( الحشد ) الطائفي الصفوي الذي يعتبر الوجه الثاني لداعش ؟....

وكيف تفسر سكوت ورضا وخنوع اهلك عن العطل الرسمية طوال ايام السنة التي توقف المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية والمعاهد والكليات والمستشفيات وجميع دوائر الحكومة وبجميع عناوينها مع توقف جميع الخدمات الضرورية لإدامة حياتهم ، وتحرم محافظاتهم ما عدى ( كربلاء والنجف ) من القدرة الكهربائية وبحجج مأتم قتل سيدنا ( الحسين ) سلام الله عليه حتى ينتهي لتعاد الكرة بألاربعينية ثم تعاد بمآتم ( الزهراء ) وهلم جرى .. الى اخر حفيد من احفاد مآتم ال البيت الاطهار .. ولا اعرف ما سيظهر مستقبلا من قوائم جديدة تضم مآتم من تآمر عليك يا ( عراق ) وعلى امتك من الخونة والعملاء الذين افتوا بنحرك ونحر اهلك وأبنائك ابتداء من المقبور ( الخميني ) ومن لف لفه والى اصحاب ( العمامات ) السوداء المعروفة بالمرجعيات ( الصفوية ) التكفيرية في ( قم وطهران والنجف الاشرف وكربلاء ) نزولا الى احفاد احفادهم رجالا ونساء وبدون استثناء سواء كان ( سياسي فاسد ، ام راد ود ، ام " مطبرجي " ، ام " مطيرجي " ، ام مغني ، ام راقص ) ، سواء كانوا مع الذين وقفوا مع ايران في الحرب العراقية الايرانية ضدك ، او من الذين كانوا يستجدون على ارصفة وحانات الدول الغربية ؟..

وما هو تفسيرك يا عراق الحضارات عن الجهلة الذين يمارسون البدع الفارسية التي يروج ويثقف لها ( معممي ) المرجعية الصفوية في العراق وإيران ليصل بهم الحد وأمام العالم المتحضر ان يغسلوا ويدلكوا وينظفوا ثم يقبلوا ( احذية ) و ( شحاطات ) الزوار الإيرانيين الانجاس !!!؟..

وكيف تفسر هذه الظاهرة المؤلمة التي اجرحت وأحرجت تاريخك العظيم والعالم يشاهد ضباط ومراتب ( الجيش ) الطائفي المنشغلين كل واختصاصاتهم ( الطائفية ! ) وليس ( المهنية ) ، فمنهم من يلطم ويطبر بالزناجيل والقامات في المعسكرات الثابتة والمشتبكة مع اهلك الحقيقيين !، ومنهم من يلطم في دوائر الجنسية ! ومنهم من يرقص و ( يبزخ ) في السيطرات الداخلية الموجودة في بغداد والمحافظات العراقية ، ومنهم من يمتد الواحد بجنب الاخر ليداس با ( القنا در ) و ( الشحاطات ) الايرانية ، ومنهم جالسين على الارض يحملون على رؤوسهم ( اواني ) مملوءة با ( القز القرط ) ويتوسلوا بالزوار الايرانيين وغيرهم عسى ان تدخلهم هذه البدعة الفارسية الجنة ؟!!!!!..

وماذا تفسر لاف الروابط الخاصة بألا فلام التي تظهر التعذيب وحرق العراقيين والتمثيل بجثثهم ونهب وسرق اموالهم وممتلكاتهم المنشورة عبر جميع وسائل الاعلام الاجنبي والعربي وشبكات التواصل الاجتماعي وبحجج محاربة الارهاب !!! .

فاسمح لي يا صاحب حضرة الجلالة ان اختم رسالتي لأقول فيها .. عذرا لك يا عراق .. وعذرا لحضاراتك التي حكمت وعلمت الدنيا ، وأنتما متألمان على ما جرى على ارضك الطاهرة من انحطاط وسقوط فكري وأخلاقي واجتماعي وسياسي وثقافي وإعلامي وعسكري طائفي .. وو.. الخ من بعد احتلالك .. الله في عونك .. والرحمة الرحمة لكل من حكمك منذ تشكيل الدولة العراقية ولغاية سقوطها بالاحتلالين الامريكي والإيراني .. والله في عون كل من سيحكمك من احرارك الوطنيين !!..