شبكة ذي قار
عـاجـل










( ان لم تستطيع قول الحق فلا تصفق للباطل ) الشعراوي

الإرهاب : ( كل عمل يروع فرد او جماعة او دولة خارج اطار القانون والشرائع من اجل تحقيق أهداف ) .

الإرهاب كذبة : يبقي التعريف ناقصا وما لم يتم تشخيص أدواته ومن هم الإرهابيين هل فرد ام جماعة ام دولة وهذا يدل على ان كلمة الإرهاب لم يعرفها العالم القديم والمعاصر وإنما هي كذبة أطلقها من يريد ان يسوقها لتحقيق أهداف وغايات غير شرعية وغير قانونية وكذلك للتغطية على بعض الأعمال العدوانية ضد الدول والشعوب والتدخل في شؤون الداخلية للدول واستهداف ديانات ومعتقدات وقوميات لها تاريخ وجذور وتراث اثري الإنسانية في حقبات متعاقبة عندما كان المجتمع الدولي يتصارع بفعل الجهل والغرور وحب السيطرة اي لا وجود لشرائع وقوانين تلزم تنظيم المجتمعات ، اي هناك حقد وخوف تنتاب بعض القوى الكبرى من تجديد انبعاث بعض الأمم العريقة وإعادة مكانتها وفعلها وتأثيرها في العالم وانحسار وتقوقع وتراجع القوى التي ظهرت وصعدت بطرق الحرب والعدوان وأصبحت هي من تقود العالم ولا يروق لها ان تنافسها اي قوى ، وفي رأس الاستهداف الأمة العربية بكل تراثها الغني وحضارتها الراقية وإنسانيتها الخلاقة ودينها السمح واعتبروها العدو رقم واحد اذا ما أتيح لها ان تعيد دورها وتأخذ مكانتها عندها تكون هذه القوى الطاغية في تراجع وانحسار بل نهاية التسلط والعدوان لذا فسيستمر الصراع والاستهداف للأمة العربية ما دام هناك سلبيات وإخفاقات ومواطن ضعف خلقتها للأسف قيادات في الأمة ابتعدوا عن فكر ومبادئ العربية والإسلامية وأصبحوا في غيابة القوى الكبرى المتصارعة المتضادة في الفكر والسياسة على كيفية السيطرة واحتواء الدول والشعوب ، بعد ان صدق واقتنع الكثير من رؤساء حكومات الدكتاتورية في العالم بهذه الكذبة وللأسف كان نصيب القادة العرب حصة الأسد في هذا التصديق لأ سباب خاصة بهم وبحكمهم حيث استغلوا هذه الكذبة بمواجهة والقضاء على خصومهم وتصفية القوى الوطنية التي تتقاطع مع سياستها في ظل تهمة جاهزة هو الإرهاب وهكذا حققت القوى الكبرى أول هدفها بظهور صراع بين القوى الوطنية المناهضة للحكومات العميلة الإطماع الاستعمارية واشعال الاضطرابات وعدم استقرار وبذلك حقق الأعداء وبدون خسائر تصفية القوى الوطنية وكذلك ولاء وطاعة الحكومات للدول الاستعمارية مقابل حمايتها وتقديم الدعم السياسي ولاستخباري .

الإرهاب صناعة :
بعد ان استنفذت الكذبة صلاحيتها وأدت غرضها بدأت مرحلة صناعة الإرهابيين مستغلة حالة التوترات والحروب التي تعيشها منطقة الشرق الوسط منها العربية والإسلامية وأول دعم واسناد وتأييد للحركات الجهادية التي قدمته امريكا والحلف الأطلسي هو في أفغانستان وكانوا يسموهم المجاهدون الأفغان ضد الاحتلال السوفييتي السابق وجمعوا وسهلوا وصول متطوعين من كافة إرجاء العالم الى ان أصبحت القاعدة ذات قدرات وشان وهرب السوفييت من أفغانستان وفرضوا حكومة لا تحظى بتأييد أغلبية الشعب الأفغاني وخاصة المجاهدين واستمر الوضع غير مستقر ورجع أعداد كثيرة من المتطوعين الى بلدانهم وخاصة الدولة الأوربية وحصلت بعض الأعمال الانتقامية وهي ما سمية الإعمال الإرهابية وهو مدبر قادته المخابرات الأمريكية لزعزعة الاستقرار في أوربا وإقناعهم بان هذا الوضع هو سببه الإرهاب وعلية لابد ان تحصل على تأييد وإسناد لسياسة وإستراتيجية أمريكا في نهجها بالسيطرة على العالم وخاصة المناطق الحيوية في الشرق الأوسط والتخلص من بعض الأنظمة التي تقاوم سياستها الاستعمارية أمريكا في الحرب على ما يسمى الإرهاب ، فكان لها أن تحدث كارثة رهيبة تهز العالم لكي تبدأ بتنفيذ خططها العدوانية وكان لها أن دبرت عمل إرهابي من صنع المخابرات الأمريكية وتكييف التقنية العالية في التنفيذ وهي أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001 الذي انهار برجي التجارة العالمية في نيويورك وكانت التهمة جاهزة ومعد سلفا ان الحادث عمل إرهابي دبرتها القاعدة بقيادة أسامة بن لادن صنيعته المخابرات الأمريكية دون علمه ، وكست تأيد العالم وحشدت الدولة عند البدء بالحرب العالمية ضد الإرهاب اول ضحايا هذه السياسية العدوانية كانت احتلال أفغانستان ومطاردة مجاهدي الأمس إرهابيو اليوم وكان ذلك عام 2002 ، وأما الهدف الثاني والاهم في هذا الاستهداف هو القضاء وإسقاط قادة الحزب والدولة في العراق لأنه أخطر وأصعب تحدي تواجهه ضد سياستها العدوانية الا وهو العراق وقيادته وحزبه بذرائع باطلة يعرفها العالم هي أسلحة الدمار الشامل وضلوعه في الإرهاب وكان لها أن تتحدى العالم وتضرب القوانين الدولية وتشن الخرب على العراق وتحتله وتنهي دولته تحت صمت دولي رهيب تجاوز حد الخيانة والجبن ، ليصبح العالم بعد تدمير العراق ساحة مستباحة للإرهاب وتنامي تنظيمات مسلحة في معظم منطقة الشرق الأوسط العربية منها والإسلامية ليتهموا زورا وبهتانا العرب والإسلام بكونه مصدر الإرهاب في كيفية السيطرة وترتيب خارطة للشرق الأوسط كما رسمت من قبل الحكومة السرية التي تقود العالم ، وبد ثبت عمليا عدم صحة الأسباب التي أدت الى جريمة احتلال العراق من أسلحة دمار شامل وضلوعه بالإرهاب لذا أرادت أمريكا ان تخلط الأوراق وتصرف نظر العالم عن جريمتها بالاحتلال قامت بخلق فوضى وشرعت بالقتل وجعلت العراق ساحة مستباحة لمن يريد ان يصفي حسابات وقد كانت شركات الحماية الأمنية ( إفرادها من المرتزقة ومن المجرمين من كافة أنحاء العالم ) التي استخدمتها أمريكا وجلبتها الى العراق أول مجموعة إرهابية لها قانونها وحصانتها تقتل وتتجول وتعتقل وجرائمها لا تعد ولا تحصى ، وكما سمحت او غضت النظر عن دخول القاعدة الى العراق مما أدى ذلك خلق الطائفية بحيث بات العراق على حافة الحرب الأهلية لولا رعاية الله والغيار من الحكماء والعقلاء ولكن حصل شرخ في بنية المجتمع العراقي وفقدت الثقة والأمان مكونات الشعب العراقي ، مع هذا استمرت أمريكا المحتلة بممارسة سياسة التدمير الكلي للعراق لتنطلق منه الى باقي دول المنطقة فظهرت تنظيمات الدولة الإسلامية ( داعش ) بديلا للقاعدة لاستكمال خيوط الجريمة التي بدأتها وهنا أصبح العراق فعليا وعمليا منقسم الى فئات كل فئة لا تؤمن للأخرى وتسمى باسم طائفتها او قوميتها او دينها ونسوا او تناسوا انهم عراقيون الانتماء والأصل ، وقد انعكس معاناة ومأساة العراق على الأمة العربية كلها بل الإسلامية فدب بشكل واسع وعميق الشقاق والافتراق والتشرذم في كيفية الوصول او على الأقل صياغة قرارات واتخاذ مواقف لمصلحة الأمة في حل اي مشكلة او خلاف وهي تدرك ان هذا هو بفعل قوى خارجية ولكن التزمت الصمت والسلبية وقفزوا على طموحات وإرادات ومطالب الشعب والاستخفاف بمشاعره العظيمة بأن الأمة العربية أمة واحدة وان المصير العربي واحدة والأمن القومي العربي لا يتجزأ فأي استهداف او عدوان يقع على أي قطر من أقطار الأمة هو عدوان واستهداف وخطر ينذر للأمة العربية كلها ، ليس من الحكمة والغيرة العربية والشرف أن تترك سوريا بعد العراق ليتلاعب بمصيرها الأعداء ويقرروا الحل ويرسموا خططهم في كيفية الانتهاء من هذا الهدف لينطلقوا الى باقي الأهداف في الأمة ، اليس من المعيب والسخرية لقادة الدول العربية أن يستنهض ويبادر بل يثور من قادة الدول الغير عربية في الدفاع ومد يد المساعدة الى حلب المأساة التي حركت ضمائر وغيرة البعيد والغريب ، وقادة العرب غافلين لا بل مستغفلين ، وقاصرين لا بل مسيرون ومأمورين ، وتائهين لا بل متيهين ، وبعيدين لا بل مبعدين ، لك الله يا شعبنا العربي الصامد الصابر المجاهد على هذا البلاء الذي ابتليت به ، فالعيون التي لا تدمع لا تخشع ، والقلب الذي لا يحب لا يرحم ، واليد التي تأخذ ولا تعطي لا بد من قطعها ، والله اعلم بما ستأتي به أمريكا بعد داعش استكمال مشروعها ألتدميري للعروبة والإسلام .

الإرهاب ردة فعل :
أمريكا ابتكرت وصاغت وسوقت الإرهاب الى الدول والشعوب ونتج عنه دمار وتشريد وضياع وظلم واستغلال وقهر وحرمان وظلم وطغيان ومأساة جماعية نادرا ما شهده العالم ومع هذا أمريكا تنادي وترفع شعارات حقوق الإنسان والحرية والعدالة وهي غارقة في الأجرام والتجاوز على حقوق الأمم والشعوب ، إذن ماذا تنتظر أمريكا هل تكافئها الشعوب وتنحني لها وتبارك فعلها ؟ علما أن أمريكا مازالت تنتظر انجاز حلمها في السيطرة على العالم واستعباد الشعوب ولكن الله كان لها بالمرصاد يمهل ولا يهمل قال تعالى ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) حيث ردت سهامهم الى نحورهم وجعل الله الخيبة والخذلان لمشروعهم الخبيث حيث تنامي القوى المعارضة واستنفرت ونهضت الشعوب بعد إدراك الحقيقة والمعانات والظلم التي وقع عليها فكانت ردة الفعل القوية ضد من ابتكر وصنع وسوق الإرهاب فتمت مواجهتها بمقاومة واسعة وشرسة ضد إرهاب أمريكا وكما استهدفت أمريكا بإرهابها الإجرامي الشعوب فانها اليوم تستهدف من قبل مقاومة تقابلها وتكافئها وتعاكسها في الغاية والهدف والأسلوب اي انها وليدة ردة فعل طبيعية لفعل مشين وعدوان سافر وصلف ، أن المرحلة القادمة هي مرحلة الشعوب في محاسبة كل من أجرم واعتدى بدون حق ولا شرعية واستهوته العظمة والقوة المجردة من الأخلاق والقيم فهي ساقطة لا محال لان الطبيعة والمنطق العقلاني يبرهن ان الشعوب ممكن ان تقهر وتخسر ولكنها لا تنهى ولا تمحى والقوى مهما بلغت فهي دوما سائر في الضعف بل الزوال الحتمي والتاريخ خير شاهد على ذلك .

تشير الأحداث المتسارعة بأن هناك بداية لمرحلة جديدة لصالح الشعوب ونهاية او تراجع وتقهقر القوى المضادة كانت دولا او حكاما ، لذا يتطلب اتخاذ وتغير مواقف من كافة القوى على الساحة تجنبا لحدوث مأساة أسوء وأكبر من الوضع الحالي :

1- التنسيق والتفاهم العاليين بين القوى الوطنية الرافضة للهيمنة الاستعمارية ومن كافة الأطياف فالهدف واحد والعدو واحد .

2- المبادرة بالتحرك والتفاهم من كافة التنظيمات الشعبية لدول المنطقة من اجل رسم سياسة موحدة تقف ضد المشروع الاستعماري التي تقوده أمريكا مع إذنابها في المنطقة .

3- تشكيل تجمع شعبي من كافة دول المنطقة للتحرك على المنظمات الدولية والإقليمية والعربية لشرح إبعاد وحجم المؤامرة التي تنفذها أمريكا في المنطقة بحجة الحرب على الإرهاب من اجل الحصول على قرارات تأييد لقضية شعوب المنطقة والتنديد الإدانة لأمريكا ومن سائر بركابها .

4- ومن اجل احتواء الكارثة ومنعها قبل فوات الأوان ندعو كل من :

• حكام دول المنطقة المصالحة مع شعوبها ومغادرة تنفيذ سياسة أمريكا العدوانية والتخلي عن اي تعهدات والتزامات مضرة بشعوبها ، لانكم ستكونون في حالة لا يحسد عليها ، تخلي وتضحية أمريكا بكم ومحاسبة شعوبكم لكم .

• اما أمريكا عليها ان تدرك ان العدوان والظلم لا يدومان أبدا وان الباطل خارج شريعة الله وقد حصل ذلك ولتدارك والتكفير عن الذنوب هو ان تبادر الى تصحيح مسارها والتخلي عن أهداف الغير شرعية لكي تكسب رضا الله وشعوب المنطقة واحترام العالم لمواقفها والمحافظة على مكانتها وسمعتها بعد ان تلوثت بفعل جرائمها .





السبت ٢٤ ربيع الاول ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / كانون الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو نهاد العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة