شبكة ذي قار
عـاجـل










أراني حائرة ماذا سأكتب عن رحيل عام 2016 والوطن العربي يتعرض لأعتى هجمة استعمارية منذ استقلاله، لإعادة احتلاله ولتقسيم المقسم منه إلى مشيخات طائفية .. كالعراق وسوريا وليبيا واليمن وبقية أقطاارنا العربية، وكما أعلن مدير الإستخبارات المركزية الأمريكية السي أي إيه (جون برينان) ومدير الإستخبارات الفرنسية ( برنار ماجوليه) خلال مؤتمر عقد في 27 / 10 / 2015 في جامعة جورج واشنطن من العام الماضي بأن سايكس - بيكو .. انتهت مدته .. والمنطقة مقبلة على مشروع شرق أوسطي جديد سيتم تنفيذه بعد حين، وسيطلق عليه إسم جديد هو إتفاقية (باجوليه برينان) وسيعلنان وفاة إتفاقية سايكس - بيكو رسميا .. وولادة الإتفاقية الجديدة .. والوزيران ينتظران حتى تأمرهما بلدهما، أمريكا وفرنسا .. لتوقيع المصيبة القادمة علينا من المتحضرين ليعطوها إسمها الذي سيسجله التاريخ الأسود لسياسة الساسة الطامعين بنا.

وسجل يا تاريخ أجل سجل الخراب والدمار والمشردين والقتلى والمعتقلين والمعاقين والمنكوبين والدمار والدماء والظلم الذي أحاق بأهلنا جراء ما فعلته الدول الاستعبادية بأبناء الشعب العربي في العراق أولاً، ثم في سوريا وليبيا واليمن .. العراق الذي تم العدوان الآثم عليه عام 1991 وبعد ذلك كان حصاره الظالم الطويل ثم غزوه الغاشم .. وبعد العراق جاء الدور على سوريا ثم ليبيا وبعدهم اليمن تلك الدول أصبحت عارية حتى من ورقة التوت، ودون جيوش قوية لتدافع عنها وعن حدودها وتحمي ساكنيها من الطامعين ..

ولقد صنع الطغاة الارهاب والدواعش ليصبح المشجب الذي يبيح لهم تدخلهم العسكري البري والجوي بوقاحة .. مع إدخال الإمبرياليين للمتطرفين إسلاميا وللمرتزقة والحشاشين والمافيات والصهاينة والفرس إلى أرضنا العربية وتزودوهم بألاسلحة وبالمال مع فتح المجال لهم ليتحركوا أينما يودون ليقاتلوا ويقتلوا من يودون من العرب على الهوية .. والمخططون الخبثاء الذين يعملون على تقسيم الوطن العربي.

يصبون الزيت على النار بإعلامهم المسيس والهادف لإحباطنا نفسيأ ولتسليمنا بالواقع المر والمرعب .. أجدني بعد التغلغل الإيراني في العراق واحتلاله ونشر الميلشيات الصفوية على أرضه، وبعد التدخل الروسي في سوريا صديقة إيران، وبعد تمرد الحوثيين في اليمن أترحم على روح المرحوم جلالة الحسين بن طلال الذي حذر من أطماع ايران التوسعية ومن المثلث الشيعي القادم إلينا ووقوفه الجريء مع العراق خلال حرب الثماني سنوات، ولم يذهب إلى حفر الباطن لانه كان سياسياً عميق و بعيد النظر.

زبدة الكلام هذا بعضا مما حدث ويحدث على أرضنا العربية ولا يتسع المجال لكتابة كل ما حدث من مصائب وكوارث في هذه المقالة .. لكن هذا ما وصلت إليه أمتنا العربية من ذل وهوان لغاية الأن.

الكرة الأرضية لا تمشي لكنها تدور .. العراق سيبقى في مكانه .. كذلك سوريا وليبيا واليمن ووطننا العربي من الماء إلى الماء .. والطامعين مهما قسموا وتقاسموا أرضنا العربية ترفض .. وشعبنا العربي سيرفض التقسيم دون شك .. ووطننا العربي يعج بالأبطال المقاومين لأي خرائط جديدة سيفرضها الغزاة علينا وعلى أرضنا الرافضة لتمرير تدميرهم لنا ولمصيرنا!

يبقى الأمل بإفشال مخطط التقسم الجديد رديفا لهذا الزفت الذي سيفرضه علينا الغرب .. لقد انتهى عصر العبودية والإستعمار للشعوب يا محترمين .. ومع قدوم العام الجديد كل عام والجميع بخير .. وحمى الله الأردن من أعداء الإنسانية والذين يحاولون العبث بأمننا .. والرحمة لأرواح شهداءنا. والأمل بعام جديد ستشرق فيه شمسنا العربية من جديد رغما عن أنوف الإمبرياليين.
 





الاربعاء ٢٨ ربيع الاول ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / كانون الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نوال عباسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة