شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يكن الهدف هنا ..هو رثاء الشهيد الرئيس صدام حسين ولا بكاءه، فالراحل لم يكن مما يرثى او يبكى، ولم تكن هي مناسبة لاستذكار مناقبه وما قدُمه للامة والوطن فهو مفخرة ورفعة رأس ليس للعراقيين والعرب حسب وانما لكل الشرفاء والاحرار والوطنيين في العالم اجمع ،اذ كان الفارس والذائد بكل غيرة وشجاعة ورجولة عن عز وحق وحقوق العرب والعراقيين، والمدافع عن كل قيم النبل والانسانية ،والقائد العربي الشهم الذي لم تستطع كل وسائل الاعداء في الشيطنة والاعلام المضاد في ان تصمد امام عظمة هذا النموذج الفذ من القادة العرب ،وهذا ما تناولته اقلام الكثيرين خلال السنوات العشر الماضية ،فهو خالد وعزيز في حياته وتأصل ذلك حتى في رحيله، رجل اذهل العالم بمشيته وابتسامته وهو يتقدم نحو حبل المشنقة ،سافر الوجه والجلادون مذعورين باقنعة سوداء ومن حضر من المتسلطين لم يجرأ على النظر اليه ،فلاذوا كلهم في زوايا المكان المظلم، قرأ الشهادتين بكل راحة وحيا الامة وابناء شعبه وهتف لفلسطين الحبيبة التي لم ينسه هول ورهبة الموت ذلك ؟!! فهو من نذر نفسه وقدم روحه قربانا لهذا الايمان، فصدام حسين خط خلوده بدمه الطاهر وبمسيرة حافلة من النضال وبتاريخ مشرف ،وبه كان العراق والعرب شامخين عزيزين لايجرأ احد، بوجود عراق صدام حسين، على الاعتداء اوالاساءة اليهما وحتى عندما اثخن العراق بالجراح وادمي بحروب واكثر من عدوان مسلح وبالتآمر وبحصار مقيت جائر لـ 12 عاماً ،ومنذ ثمانينات القرن الماضي ،وها هو الحال المزري برحيل فارس الامة اذ استأسد الكلاب واستباحوا العراق واستهانوا بالامة واستضعفوها وتناهشتها انياب الغزاة "صار الاعاجم اهل الدار وانقلبت ... حال البلاد وصار الاهل اغراب " وراح ملالي طهران يتحدثون ، خاسئين ،عن ( بغداد ) عاصمة امبراطورية فارس التي يحلمون بها والتمشدق من ان 4 عواصم عربية اضحت تحت سيطرة دولة ولاية الفقيه؟!! فالراحل الخالد معروف بخصاله وشجاعته ،وصورته البهية امام الموت التي تملؤنا فخاراً وزهواً وتلجم كل الافواه وتخرس كل الالسن التي تحاول النيل من عراق الراحل الخالد. .

ان ما اردناه هنا ،وفي استذكار الحدث الجلل،هي القيام بتتبع وتقصي كل ما وقع تحت ايدينا مما صدر من اعترافات من الدوائر المعادية عن العدوان الخطأ ضد نظام الرئيس صدام حسين والعراق الذي غزوه بمبررات واهية واكاذيب اعترفوا ببطلانها ،ومن المعترفين والمعتذرين فهم كثر،ابرزهم قادة الغزو المجرم ( جورج بوش الابن ) الرئيس الامريكي و ( توني بلير ) رئيس الحكومة البريطانية انذاك وفضيحته الكبرى بصدور تقرير لجنة ( تشيلكوف ) البريطانية والذي ادان بلير وبوش وكل من شارك في الغزو والاحتلال مؤكداً ان ".. العراق ولا صدام حسين كانوا يشكلون اي خطر على احد ،وان الحرب فاقدة الشرعية وانها جريمة دولية و ان المشاركين فيها مجرمو حرب ؟!!" وان هؤلاء يتحملون نتائج هذا الخطأ الكارثي على شعب العراق و المنطقة العربية والشرق الاوسط خصوصاً والعالم عموماً حيث راح ضحيته الملايين بين قتيل ومصاب ومشرد ومهجر فضلاً عن اغراقه المنطقة والعالم بالارهاب،وادناه نجمل حصيلة المتابعة بالنقاط التالية :ـ .

1ـ نشرت نيويورك تايمز في ايلول ـ سبتمبر الماضي خبراً جاء فيه :ـ "ان 107 مليون شخص يضعون صورة صدام حسين على واجهة حساباتهم ، وصدام حسين اشهر شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي". .

2ـ قا ( ل جواد ظريف ) وزير خارجية ايران بعد تبادل الاتهامات بين الرياض وطهران حول اساءات الحجاج الايرانيين في فريضة الحج، قال في حديث لنيويورك تايمزفي 14 /9 مهدداً.. " ان امراء الرياض يواجهون مشكلة رئيسية تتمثل في عدم ادراكهم بعد ،ان صدام حسين قد مات منذ سنين ولا يمكن اعادة الزمن" انه اعتراف بان الراحل والعراقيين كانوا حماة للعرب ومصداً بوجه اطماع ايران وغيرها. . 3ـ وفي كتابه ( استجواب الرئيس ) الذي سيصدر قريباً قال مؤلفه ( جون نيكسون ) ضابط المخابرات الامريكية الذي حقق مع الرئيس صدام حسين وحضر عملية الاعدام..قال :" ان صدام اكد لي ان امريكا ستفشل ولن تستطيع حكم العراق" وانه شخصياً " يحترم الطريقة التي استطاع فيها صدام من الاحتفاظ بالعراق كدولة متماسكة متعددة الاطراف"وعن مشهد الاعدام قال :ـ" لقد صدمني ان صدام كان اكثر ثباتاً وتماسكاً من جميع من كان في غرفة الاعدام " وتساءل بغضب " هل ان ارسال شبابنا ليموتوا من اجل هذا المشهد؟ وهل هذا هو العراق الجديد الذي وعد به الرئيس بوش "! .

 4 ـ الرئيس المنتهية ولايته ( اوباما ) وفي خطاب وداع الامة الامريكية في الجزء الخاص بالعراق قال :" ان سلفي بوش بدأ بتحرير العراق وانا اكملت حتى لاتتكرر جرائمه الوحشية كالاسر البابلي ؟! " .

5ـ وفي مقال تحت عنوان ( صدام حسين وراء صاعقة بريطانيا ) نشر في 3 / 9 جاء فيه.. :"ان خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي وقبله الازمة المالية العالمية والحروب الضاربة في الشرق الاوسط تتحمله امريكا وسببه الاطاحة بنظام صدام حسين" وعزا عدد من المفكرين الامريكان ..تدهور العالم بسبب سياسة امريكا ازاء العراق وصدام حسين منذ عام 1990 . .

6ـ مجلة نيويورك تايمزفي مقال جاء فيه .." اذا كان صدام حسين قد قتل 50 ألف عراقي فاننا ذهبنا الى العراق وقتلنا اكثر من 200 ألف عراقي ،وفقدنا 5 ألاف مع اصابة اكثر من مليون امريكي، كما كلفتنا الحرب 6 تريليون دولار،فيما كسب ( ديك تشيني ) نائب الرئيس 39 ملياراً".

 7ـ الجنرال ( ويسلي كلارك ) قائد الناتو الاسبق اقر ان .." الحرب على العراق ليس له مبرر شرعي او دولي وانما من اجل الهيمنة الامريكيةـ الاسرائيلية ـ الصهيونية المطلقة وتحويل العالم الى جمهوريات موز خدمة لمافيا المال العالمية"! .

8ـ مرشح الرئيس الامريكي الجديد ( رونالد ترامب ) للامن القومي ( رودي جولياني ) قال.."تغيير نظام صدام حسين بهذه الطريقة سهًل الطريق امام الاحزاب الاسلامية المتشددة للسيطرة على مفاصل الدولة تزامناً مع محاولات الكرد التوسع جغرافياً على حساب المناطق الاخرى" .

9ـ هذا على الصعيد الدولي اما عربياً ورغم الاعلام العدواني الموجه.. الا ان الحديث عن الراحل الخالد صار يسمع في اكثر من فضائية ويقرأ في اكثر من صحيفة ومجلة وصارت صوره ترفع في العواصم الاخرى،والاعتراف بان مؤامرة غزو وتدمير العراق وازالة نظام صدام حسين هو سبب ما لحق بالامة العربية من مهانة واستضعاف ومن استهتار واطماع توسعية ايرانية يواصل فيها ملالي طهران من قضم اجزاء من جسد الامة لا بل محاولة ابتلاع بلدان باكملها وضمها وادعاء انها جزء من امبراطورية فارس، وعلى صعيد الداخل والشارع العراقي ورغم عنف الاجراءات وبشاعة تعامل السلطات والميليشيات المرتبطة بايران وحرس قاسم سليماني ..فان الدعاء بعودة نظام الحكم الوطني والترحم على تلك الايام وكيل السباب والشتائم للمحتلين وسلطتهم العميلة صار مادة يومية تسمع حتى على الفضائيات التابعة للاحزاب الطائفية! وصارت الشعارات والهوسات على شاكلة " عكبك صدام انذلينه" و" منصورة يابغداد، منصورة ياصدام"وغيرها تسمع وبقوة في كربلاء والناصرية ميسان والجنوب عموماً . ان الشهيد الخالد ورغم مضي عشر سنوات على رحيله ..مازل مؤثراً وسيظل عنواناً للرجولة والشجاعة وموضع فخار ومباهاة . .





الاربعاء ٢٨ ربيع الاول ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / كانون الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو خلدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة