شبكة ذي قار
عـاجـل










كيف السبيل الى انقاذه وابعاد شبح الخطر المحدق به ؟ حقا ان الوضع خطير جدا والمؤامرة كبيرة وذات اطراف متعددة وكل طرف يسعى لاشعال الوضع وخلق تراكم من الخلافات والصراعات والاحتراب كي يستطيع التحرك وتنفيذ مشروعه بحرية وهذا الامر يتمثل في كل من ايران واسرائيل وامريكا , فاسرائيل تبحث عن عوامل تحقق استقرارها والحفاظ على كيانها من التفتت او حتى الصراعات الداخلية التي تؤدي الى النزوح الذي هو عامل ضعف وبالتالي هو تهديد للمسعى الاسرائيلي الاستيطاني الاحتلالي , فاشعال المنطقة في حروب لها اول وليس لها اخر يصب في مصلحة الكيان الاسرائيلي ويعطي لها فرصة سانحة للبناء والتوسع واتخاذ كل التدابير التي تخدم مشروعها في تحقيق دولة اسرائيل العظمى , لذا فهي تدعم التطرفات وتشجع التناحرات في المنطقة الامر الذي يستنزف كل الطاقات العربية الفاعلة وغلق ابواب التحرك لكافة القوى الوطنية بالتعاون مع القوى العميلة والنفعية , اما الطرف الايراني فلديه مشروع لا يقل اهمية عن المشروع الاسرائيلي , ايران تطمع بتحقيق دولة او امبراطورية فارسية تستحوذ على الساحة العربية ولديها مشروع اغرائي تحت ستار الدين حيث تصطف مع اطراف شيعية متطرفة ضعيفة الوطنية والانتماء القومي فتعمل على خلق ميليشيات مسلحة تثير الشغب والاحتراب بين قوى الشعب العراقي والسوري واليمن وهي ساعية للتحرك على بقية الدول العربية , فامر الفوضى والتناحر مهم جدا لها مما يجعلها تمد وتدعم كل القوى المتناحرة ومن كل الاطراف حتى بعضها سنية تستغل المؤسسة السياسية بان تجعلها في خدمتها من الترغيب والترهيب معا , وقد استعرت المنطقة وخصوصا العراق _ سوريا _ اليمن _ البحرين _ لبنان وهذا بالتاكيد سينسحب على البقية وهو عامل اضعاف وتفرقة وتفكيك لحمة الشعوب وقواها الوطنية , فهي تضرب عصفورين بحجر واحد , الاستنزاف والتفتيت , استنزاف طاقات الدول المادية والعسكرية وحتى العلمية , وكذلك تفتيت قواها الوطنية بالاقتتال والسجون والملاحقة التي تؤدي الى شرذمتها وانهاء دورها الفاعل مما يفرغ الساحة فتستطيع ايران التحرك وباقل الخسائر المادية والبشرية لانها تستخدم البديل من الداخل والمشروع الايراني مشروع احتلالي خطر جدا اكثر مما هو الاسرائيلي رغم انهما حليفان ويسعيان لتقسيم المنطقة وتاريخ ايران مع العرب وبالذات العراق يمتد الى اكثر من اربعة الاف سنة وايران تنظر للعرب على انهم استلبوا سطوتها واجتثوا امبراطوريتها الفارسية اثناء الفتوحات الاسلامية في عهد الخليفة عمر ابن الخطاب ( رض) وما بعده فالعداء الفارسي متاجج على طول المسيرة رغم دخول ايران الاسلام والمبني على تهديم الدولة الاسلامية العربية من داخلها وهذا ما حدث فعلا ابان عهد البرامكة ثم الهيمنة الصفوية واقتطاع عربستان وغيرها اجزاء من العراق ثم الجزر الثلاث الاماراتية والهيمنة في البحرين والحبل على الجرار , اما الدور الامريكي فمتعدد الاغراض والاساليب :

1- السعي لحماية ودعم اسرائيل وهو يتطلب من امريكا تشجيع ايران للتغلغل داخل المنطقة وباتفاقات وبرنامج خاص وقد تكون هناك خطوط حمراء غير مسموح لايران تجاوزها وهي ما تتعلق بمصالح امريكا الاستراتيجية وحماية اسرائيل .

2- الهيمنة الامريكية : فامريكا كدولة كبرى تسعى لبسط نفوذها في المنطقة العربية كونها منطقة ستراتيجية وغنية بالنفط والكبريت ناهيك عن الموقع الحيوي في القارة الاسيوية التي تربيط بين كل من افريقيا واوربا وبقية القارات المهمة , فهي حلقة وصل مهمة لدول الغرب بالشرق وهذا امر مهم بالنسبة لامريكا وحلفائها اضافة الى ان امريكا بحاجة الى القواعد العسكرية في المنطقة لاغراض الحرب الباردة وقد تكون الساخنة مع دول كبرى كالصين وروسيا وتركيا وغيرها , هذه وببساطة هي وراء ما يحث في المنطقة العربية وياجج صراعاتها , ما هو المطلوب لاخماد هذا البركان المستعر ؟ هناك عوامل كثيرة ولكنها صعبة بسبب التركيبة السياسية للمنطقة العربية وتعدد القوى المتضاربة مع بعضها البعض , الامر الذي يؤدي الى ضعف القرار او اتخاذه , الذي ينقذ هو اصطفاف كل القوى وتوحدها لمنع التوسع الايراني والاسرائيلي واستغلال كل الطاقات العربية ابتداءا من الفرد وتحشيدها ضد المشاريع الايرانية والاسرائيلية والامريكية والغربية بشكل عام والسيطرة على التنمية الاقتصادية وبرنامج النفط والتوسع في التصنيع لتحقيق اكبر قدر من الاكتفاء الذاتي العربي و دعم الاحزاب ذات الافق القومي الاستراتيجي وتوسيع دور المقاومة العربية ضد كل مراكز التخلف والتبعية الاجنبية واعطاء دور بارز للاشعاع الفكري العربي والمتمثل في الوحدة والتلاحم ورفض التجزئة الفكرية والقطرية والعمل على التوحيد في المنهج الذي يضمن قوة عربية قادرة على الحماية الذاتية وحماية حقوقها الانسانية والقومية والوطنية , نعم هي صعبة ولكن الشروع بها كهدف ومشروع عربي انبعاثي ثوري لاعادة الحياة والصحة للوضع المتهاوي في الساحة العربية ووضع مناهج توعووية تبدا بالجيل الناهض والعمل على تحصينه وزرع بذرة التحرر وروح الانتماء القومية بصيغته الانسانية، والقومية باعتبارها مسرح للعمل الانساني بعيد عن العرقية المتزمتة بل القومية المنفتحه والمتفاعلة مع كل قوى التحرر الثورية وذات الاتجاه الانساني من اجل تحقيق السلم العالمي واعادة شان الانسان كقوة فاعلة , نعم عمل شاق ولكن لابد من وضع الخطوات التي تقودنا للتواصل من اجل اطفاء هذا البركان الذي قد ياتي لا سمح الله على كل المنطقة اذا ما اهمل وتخلى الكل عن دوره القومي الانساني .





الاحد ٢٤ ربيع الثاني ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / كانون الثاني / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو سرحان الزيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة