شبكة ذي قار
عـاجـل










لاشك أن الكل يتفق بان الأمة العربية تعيش آسوا مرحلة في تاريخها المعاصر وأن التحديات الأمنية والسياسية بلغت ذروتها في الخطورة مما يدفعنا جميعا إلى استنهاض قيم الرجولة واتخاذ الموقف المناسب والتاريخي لفعل شئ يحفظ ما الوجه . وفي نفس الوقت الجميع واعي ويدرك من المسؤول وأبعاد المؤامرة ولا يحتاج الفرد اليوم المزيد من التحاليل السياسية والدروس والعبر بقدر ما يحتاج إلى عمل ثوري منظم يوقظ الضمائر ويستنهض الهمم ويحارب كل أشكال التسيب والهروب من المسؤولية . فالواقع أثبت أن لا أمل في ما تبقى من الأنظمة العربية ولا أمل في الأحزاب والمنظمات التي استفادت من الوضع الحالي واختارت أن تقبل بما تمنحه السلطات الحاكمة من مزايا وامتيازات جعلتهم يديرون ظهورهم عن القضايا المصيرية للأمة العربية وبالتالي لا ننتظر منهم أن يصنعوا الحدث ويفاجئونا بمواقف وعمل يرقي إلى مستوى التحديات ، وكما يعلم العام والخاص أن هؤلاء جميعا ساهموا بشكل أو بآخر في صنع هذا الواقع بما فيهم من يصفون أنفسهم بالمحايدين. كثيرا هي الفضائيات التي تطرح وتناقش واقع الأمة وآلاف من المحللين من يدلون بدلوهم ولكن المرحلة تتطلب الكلام القليل الهادف والعمل الكثير المنظم وخاصة أن الأغلبية من هذا الإعلام العربي يضلل ويشوه في الوقت الذي كان من الفروض أن يكون وسيلة لتوعية الجماهير وقول الحق والوقوف إلى جانب قضايا الأمة المصيرية . صحيح أن الخونة والمفسدون يملكون كل الوسائل المتطورة ويملكون المال الكافي لنشر الفساد وشراء الذمم ويلقون الدعم والحماية من القوى الخارجية المعادية للأمة مما ألحق الضرر بأغلبية الشعب العربي المتمثل في الطبقة الكادحة والمتوسطة والشباب البطال ومعهم بطبيعة الحال حزب البعث العربي الاشتراكي ، الذي يناضل من أجل تحقيق أهداف تتنافى مع مشاريع التهديم والتقسيم والسيطرة التي تتبناها القوى الفاسدة والاستعمار والصهيونية مما جعل البعث يعاني الإقصاء ويدفع ثمنا غاليا من التضحيات الجسام مثله ومثل بقية الشعب العربي الذي يعاني التقتيل والتهجير والتجويع في سوريا والعراق واليمن وفلسطين.

إذن فالعوامل المشتركة بين البعث والشعب العربي كثيرة وكبيرة وعظيمة وبالتالي لا يوجد أي تناقض بين أهداف البعث ومصالح الشعب فهما مشتركان في المعاناة ومشتركان في الأهداف هذه هي الحقيقة الموجودة على الأرض فلا تستطيع قوى التضليل والتشويه والاجتثاث أن تغطيها أو تحجبها ألا على النفوس المريضة . فلا حياة للبعث إلا في وسط الشعب ولا أمل للأمة العربية إلا في البعث ،هذه قناعة راسخة كرسها نضال البعث عبر مسيرته الحافلة بالمنجزات التي حققها والمعارك التي خاضها والكل يعلم الوثبة التي وقفها الشعب العربي من المحيط إلى الخليج في أم المعارك مع العراق رافعا صور الشهيد صدام حسين لأن المعركة كانت معبرة عن آمال الملايين في الحرية والانعتاق من الهيمنة الأمريكية الصهيونية والأنظمة الرجعية التي ساندت العدوان على العراق كما يعتز الشعب العربي بالمنجزات التي حققتها تجربة البعث في العراق وكانت بحق مفخرة لهم جميعا . إذن فالمتشككين في هذه العلاقة المبدئية بين البعث والشعب العربي عليهم بمراجعة ما بأنفسهم من عوائق ذاتية تمنعهم من الخروج من دائرة التردد والاستكانة والجبن. لاشك أن أكبر تحدي يواجه المناضلون البعثيون في الوطن العربي هو مخاطر التفرقة الدينية والعنصرية في إطار تنفيذ مشروع تجزئة المجزأ وعليه فالخطاب الذي لابد أن يصل بقوة في وسط الجماهير هو الخطاب الوطني لترصيص الجبهة الداخلية لكل قطر ونشر ثقافة الوحدة وشرح ما تقوم به المقاومة العراقية بقيادة المجاهد الرفيق عزت إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي في مواجهة مشروع التقسيم الذي تقوم به الصهيونية والنظام ألصفوي الإيراني على أسس مذهبية وعرقية .

الجماهير العربية تعي اليوم الخطورة من مشاريع التقسيم وتعي جيدا القوى المنفذة له مما يستدعي تصعيد النضال لإشراك القوى الوطنية المخلصة والمواطنين الصادقين في مجابهة هذه المشاريع وزج الخييرين من أبناء الأمة في مشروع الوحدة ولا يمكن الوصول لهؤلاء إلا بالنزول إلى الميدان والعيش مع الجماهير . فالقوى الفاسدة في الأمة تعيش كذلك في وسط الجماهير ولكنها منظمة ممثلة في عصابات تجار المال السياسي تسعى جاهدة على تكريس هذا الواقع المؤلم باعتباره مناسبا لها للبقاء على قيد الحياة . وبالتالي فالنضال هو السبيل الوحيد لتوحيد وتنظيم صفوف الرافضين لهذا الواقع والمتضررين منه وهم الأغلبية. يوجد في تاريخ الأمة المعاصر الحافل بالثورات العظيمة والرموز والقادة الوطنيين يمكن استحضارها اليوم لإحياء القيم الوطنية الصحيحة التي تحاول القوى المشبوهة تغييبها.

ثورة الجزائر وثورة يوليو في مصر وثورة 17/30 تموز 1967 في العراق وقادة ورموز مثل جمال عبد الناصر وهواري بومدين وصدام حسين والملك فيصل ومنجزات وطنية مثل تأميم النفط في العراق والجزائر وتأميم قناة السويس وانتصار العرب على الكيان الصهيوني عام 1973 وهناك طبعا رموز ومنجزات في الكثير من مناطق الوطن العربي لا يمكن حصرها فهي كلها عوامل من شانها أن تستنهض القيم الوطنية والثقة في قدرة الأمة على الانتصار وتقويض عوامل الضعف . النضال هو الحياة الصحيحة للأمة العربية وهو المؤشر الحقيقي على نوعية الرجال المؤمنين بالله والوطن والشعب فلا مكان في صفوف البعث إلا للمؤمنين بالأمة العربية ورسالتها الخالدة ولا مكان للبعث إلا في وسط الجماهير العربية التي تنتظر من يقودها إلى بر الأمان .





الاربعاء ٢٧ ربيع الثاني ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / كانون الثاني / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب س . ع / الجزائر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة