شبكة ذي قار
عـاجـل










لايخفى على احد سواء في داخل العراق او خارجه ظروف تشكيل مايسمى بالحشد الشعبي ومن اين أتت الفتوى وبأي مناسبة وبأمر من وتحت أي ظروف؟, فكل الامر بات مكشوفا اليوم للقاصي والداني ولكن لنشرح اكثر لمن يغيبهم الفرح الموهوم, ونقول أتت الاوامر من ايران وتحديدا قاسم سليماني المسيطر الاول والاخير على مقاليد كل شئ في العراق للمراجع في العراق بأن يفتوا بتشكيل قوة موازية لما يسمى الجيش العراق تحت مسمى"شعبي" لجذب الفئات العراقية كافة بشكل ظاهر وباطن الامر هو لجذب الفقراء والعاطلين عن العمل من اهلنا في جنوب العراق واللذين تم تجويعهم عن قصد لسنوات طويلة ابتداءا من 2003 ولغاية معلومة حتى يتم تجنديهم بتشكيلات مشابهة لموضوع مقالنا, الهدف من تشكيل هذه القوة هو محاربة الارهاب والذي كان قد ابتلع ثلث مساحة العراق في حينها , واخذ الامر شكل فتوى دينية انساقت وراها العقول البسيطة والايادي العاطلة لندخل في عصر جديد من عسكرة المجتمع وزرع الروح الطائفية وشق الصف الوطني بشكل اكبر وجر الشعب العراقي الى حروب داخلية اكثر ومأسي اقسى.

انضم تحت لواء الحشد مايقارب المئة وعشرون مليشيا ومن يقوم بقيادة الحشد وتوجيهه عن بعد قاسم سليماني ويقوده فعليا اعتى العملاء داخل العراق واكثرهم فجورا وتباهيا بأتباع الجار الايراني الصديقين اللدودين ابو مهدي المهندس المطلوب دوليا بعدة جرائم ومجرم الحرب هادي العامري , اضف اليهم عدة قادة للمليشيات الفرعية واللذين كان لهم الدور الكبير والفعال في عمليات الاختفاء القسري والذبح والقتل خلال السنوات الممتدة من 2004 وحتى 2010 واللذين تلقوا تدريبات عالية المهارة في ايران وجند على ايديهم الاف الشباب المغرر بهم واللذين لم يقتصر تأثيرهم على الداخل العراقي بل عملوا على تجنيد وتدريب المخربين لضرب الامن في كل من البحرين واليمن , كما ان تلك المليشيات عملت بشكل فاعل على الارض السورية بحجة حماية المقدسات هناك وفعلت مافعلت خاصة في معارك حلب وحمص واطراف دمشق.

كل ذلك معلوم لاغلبنا ومن لايعلم فليراجع الاسطر اعلاه ويقارنها بما هو منشور على صفحات الصحف المحلية والمواقع الالكترونية المحايدة , ولكن الغريب ان تقوم حكومة الاحتلال الخامسة بأضعاف مايسمى بالجيش العراقي اكثر وتقوية مليشيا الحشد على حسابه , ابتداءا من ترك الجيش المهزوم في كل من الموصل وتكريت والانبار على حاله , لابل يتم تجهيزه بأردئ الاسلحة وضمن عقود تسليح فاسدة لاسلحة تعتبر خارج نطاق الخدمة منذ سنين ومن مناشئ غير معروفة وغير معتمدة , الى سن قانون الحشد والذي شرعن وجود الحشد قانونيا وحماه من اي مسائلة, الى التصريح الذي صرح به رئيس الحكومة المليشياوية البارحة بأنه سيقطع اي يد تمتد للحشد الشعبي بسوء رغم كل الجرائم التي قامت بها هذه المليشيا وقادته من قتل وسلب ونهب وتغيرات ديموغرافية واستيلاء على بيوت وعقارات المواطنين واعدامات ميدانية على اسس طائفية عرضت اغلبها على التلفزة الفضائية فنحن لانتهم احد باطلا , وهنا ماصرح به رئيس الحكومة الطائفية يدل على امرين:

اولهما , انه يبعث برسالة صريحة جدا لأي تقارب عربي بأنه لن يتخلى عن مليشياته وهو يعلم علم اليقين ان اغلب الدول العربية تتحفظ على ماتقوم به هذه المليشيا من اعمال ترتقي كلها لجرائم ضد الانسانية , وهو يقول لهم بكلام مبطن انا من دون مليشياتي لاشئ وقد جائتني الاوامر ان لا اتخلى عنهم واذهبوا واشربوا من البحر .

وثانيهما : انه الغى اي دور لما يسمى الجيش العراقي الحالي هذا ان اعتبرنا الاخير هو جيش وطني يدافع عن حدود الوطن ويذود عن كرامته بتجرد وبدون اي انتماءات لاحزبية ولاطائفية ولاقومية, علما ان ما معلن اليوم هو ان الجيش العراقي هو من يقاتل في معركة الموصل.

فلماذا هذا التخلي عن الجيش مقابل الحفاظ على الحشد الشعبوي , نقول ان العملاء عندما اتوا الى العراق على ظهر الدبابة الامريكية كانوا يعلمون جيدا انهم لاحاضنة شعبية لهم ولاتأييد شعبي لهم , وبدا الامر جليا يظهر سنة بعد الاخرى من عمر سنين الاحتلال الخمسة عشر من تذمر المواطنين وسخطهم المتزايد , فكان لابد من وجود ذريعة ومبرر وكذلك خلق لأمر واقع , فكان المبرر هو الارهاب الذي خلقوه وغذوه هم بأنفسهم وكلنا يعلم من باع محافظات العراق ولم بيعت وتحت اشراف من , والنتيجة كانت انشاء مليشيا الحشد التي اصبحت اليوم امر واقع تقرر مصير الوطن والمواطن بل امتد تأثيرها وتصريحاتها الى خارج الحدود وصارت تهدد وتضرب كما تشاء ايران وارادتها , وهنا نقول ان حكومة الاحتلال الخامسة هي بأمس الحاجة لوجود هذه المليشيا لكي تثبت وجودها وتديمه بحجة الارهاب وهي لاتحتاج الى جيش وطني او حتى شبه وطني لانها لن تضمن ولائه ولو كانت هي من شكله .





الاربعاء ٨ رجــب ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب احفاد حمورابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة