شبكة ذي قار
عـاجـل










في مطلع السبعينيات من القرن الماضي نجح العراق بتأميم النفط ، وخلاصه من احتكار شركات النفط الغربية للثروة العراقية ، وتمكن النظام الوطني استحداث تنمية حقيقية في جميع مفاصل الحياة العراقية من زراعة وصناعة وتجارة ، إلى جانب توفير احتياجاته الامنية لجيشه الوطني ، الذي تمكن من حماية العراق من الاستهداف الفارسي المجوسي ، وفوق كل ذلك نهضة علمية تربوية ، امتلك فيها العراق جيش من العلماء كانت نسبتهم أعلى من نسبة وجود العلماء في بعض الدول المتقدمة ، فقد حرص العراق في التركيز على التنمية البشرية ، فالإنسان هو أداة التنمية وهو هدفها .

كان العراق يسير بخطوات حثيثة نحو الخلاص من دائرة العالم الثالث بسبب ما أنجزه من تنمية مادية وبشرية ، وهما عماد التنمية ، ولا بديل لوجودهما من أجل الوصول إلى قفزة نوعية لاحداث الاهداف الوطنية والقومية ، هذه القفزة التي أحدثها النظام الوطني كانت عدواناً صارخاً بالنسبة للكيان الصهيوني والمتحالف مع الغرب ، وتحديداً الادارة الامريكية ، لأن واحدة من أهداف الكيان الصهيوني جعل البلاد العربية تعيش في حالة من التخلف والتبعية ، حتى لا يشكل خطراً على الوجود الصهيوني في فلسطين المحتلة من جهة ، وعلى المصالح والنفوذ الغربي من جهة أخرى ، فمشكلة العرب في صراعهم مع أعدائهم تكمن فيما يعانون منه ، من تجزأة وتبعية وتخلف .

في ضوء ذلك تم تجنيد نظام ملالي الفرس المجوس الذين جاءت بهم امريكا بعد أن إنتهى دور الشاه المقبور ، فكانت أولى شعارات الملالي تصدير الثورة رغم أن الثورة المزعومة لم توطد أقدامها بعد في ايران ، فجاء العدوان الايراني والذي امتد ثماني سنوات لم يتوقف إلا بتجرع كبيرهم كأس سم الهزيمة على أيدي أبطال العراق ، وعندما فشل توظيف نظام الملالي ، جاء دور الكويت ودول الخليج العربي التي ساهمت في العدوان الثلاثيني والحصار الجائر ، ومع صمود العراق وفشل كل سياسات استهدافه ، كانت عملية الغزو والاحتلال المباشر تحت ذرائع واهية ثبت حجم كذبها وتلفيقها .

في عملية الغزو والاحتلال جاءت جموع العملاء والخونة ممن ركبوا الدبابة الامريكية ، فعاثوا فساداً في كل مفصل من مفاصل الحياة ، ونهبوا ثروته ، وشردوا شعبه ، ومزقوا نسيجه الاجتماعي بعد أن اسقطوا نظامه السياسي ، واعدام رئيس الدولة في عملية محاكمة صورية تلفيقية يندى لها جبين البشرية ، ولكن العراق بأبنائه الغر الميامين وبمقاومته الباسلة لم تستكين أمام الهجمة الشرسة ، فكانت أسرع مقاومة يصنعها العراقيون لا بل البشر ، وتمكنت مقاومتهم الباسلة من فرض عملية الهروب على الامريكان، ولكنهم قبل أن يرحلوا قدموا العراق لقمة سائغة لملالي الفرس المجوس، الذين يضمرون الحقد لا على العراق فحسب بل على العرب والاسلام ، رغم ادعاءاتهم برفع الشعارات الاسلامية الكاذبة ، لأنها مغلفة بطائفية مقيتة وبأهداف قومية فارسية عدوانية ، تريد تحقيق طموحاتها القومية على حساب العرب بشكل خاص .

ومع فشل حكام المنطقة الخضراء ، وعودة الجمهوريين إلى البيت الأبيض سال لعاب الادارة الامريكية لثروة العراق والعمل على نهبها ، وهاهي تحاول العودة العسكرية بالتدريج ، وتسيير العملية السياسية بما يخدم مصالحها وأهدافها ، فكان أول ما بدأت به هو العمل على استغلال ثروة العراق النفطية ، والعمل على توظيف الشركات الاحتكارية الامريكية بعد اسناد عملية الاعمار لشركات النهب والاحتكار من خلال نظام المنطقة الخضراء ، الذي لا يهمه من بيع العراق إلا ما يحصل عليه من فتات موائد امريكا والكيان الصهيوني .

عادت امريكا للعراق لنهب ثروته النفطية التي تمكن النظام الوطني من إنتزاعها من فم الشركات النفطية الاحتكارية ، ومكنته من إنجاز تنمية حقيقية ، فعملاء المنطقة الخضراء لم يكتفوا بنهب العراق والعمل على تدميره وتشريد شعبه وتمزيق نسيجه الاجتماعي ، لا بل عادت إليه بالاستعمار الجديد الذي لا يهمه إلا الثروة التي تدر على شركاته الاحتكارية بكل ما تحتاجه ، ضاربة بعرض الحائط كل المصالح الوطنية التي تكمن في استملاك الوطن لثروته الوطنية ، وحريته في اتخاذ قراره بما يخدم مصالح شعبه ، فهاهو رئيس وزراء المنطقة الخضراء يوقع عشرات الاتفاقيات مع الامريكان بشركاتهم الاحتكارية تحت يافطة اعادة الاعمار .

dr_fraijat45@yahoo.com





الخميس ٢٣ رجــب ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة