شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة : العمل الأعلامي أخطر من العمل العسكري .. وما ترسمه السياسة والدبلوماسية قد يخربه الأعلام .!!

في مقال نشرته الشرق الأوسط للكاتب الأيراني المعارض "أمير طاهري" بتاريخ 9 / 06 / 2017 تحت عنوان ( أسئلة لن يستطع الجنرال ماتيس الأجابة عنها ) .. يستعرض طاهري في مقالته الأحداث الراهنة الساخنة، ويثير عددًا من الأسئلة، قال أنها يتوجب الأجابة عنها، ما بعد ( داعش ) وحددها وطلب إجابات ( 1- ما أسماه ، شهية الأكراد إلى الأستقلال 2- طموح تركيا في عمل إنهيارات جليدية داخل العراق وسوريا بزعم حماية نفسها من إرهاب الـ ( PKK ) 3- خطة روسيا لضمان وجود عسكري دائم على سواحل البحر الأبيض المتوسط 4- تصميم إيران على حماية " ممرها" إلى لبنان والبحر الأبيض المتوسط، وهو الهدف الذي أنفقت من أجله ملايين الدولارات وقدمت ألآف الضحايا ) .. الذي نحن بصدده هو المقطع الرابع من التساؤلات التي أثارها طاهري .

الذي يثير الدهشة، تلك العبارات المحشورة في المقال والتي تنطوي على معاني مقصودة ، وهو يدرك جيدًا أن مخطط طهران، الذي عملت عليه منذ زمن بعيد على إيجاد ( ممر ) في أراضي دول للوصول إلى أهدافها غير المشروعة، والذي يعد عملاً يخرق سيادة الدول ويخالف قواعد القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة بإعتباره توسعًا إستعماريًا يسميه طاهري ( تصميم إيران على حماية ممرها إلى لبنان والبحر الأبيض المتوسط عبر العراق وسوريا، الذي انفقت من أجله ملايين الدولارات وقدمت الآف الضحايا ) .. منطق هذا الكاتب يخالف توجهات سياسية لدول المنطقة التي ترى والعالم بأن إيران رأس حربة الأرهاب التي يتوجب تحجيمها وعزلها وطرد مليشياتها من المنطقة برمتها .. وفي مقدمة هذه الدول السعودية التي ترى في التمدد الأيراني عن طريق المليشيات الأيرانية المؤدلجة المسلحة كرأس حربة للأرهاب من أجل التمدد والهيمنة.

إن تعبيرات ( ممرها ) ، وكأنه ملكية فارسية مدفوعة بحقوق أنفقت عليها طهران ملايين الدولارات وأزهقت بشأنها الآف الضحايا ) .. إذن، هذا الممر الأيراني في نظر طاهري يعدُ مكسبًا من مكتسبات إيران، التي دفعت مقابله أثمانًا باهظة من الأموال والأرواح .. هذا ما أراد أن يقوله طاهري حين دس السم في الدسم كما يقال.

المشكلة التي يمكن رصدها بعد ان تفجر اللغم القطري، إن الكثير من الأبواق الأعلامية والأقلام العربية والأجنبية قد كشفت عن دوافعها الحقيقية ونزعت عنها أقنعتها وباتت تتحدث على المكشوف مثل عناصر المؤتمر القومي العربي والأسلامي - وصحيفة ( الرأي اليوم ) وصاحبها عبد الباري عطوان الذي يتغذى على موائد طهران ولندن - وجريدة ( القدس العربي ) وبعض كتابها الذين يتمتعون بقدرات ثقافية وفكرية واعلامية مرموقة وعالية المستوى بداءوا يكشفون عن نياتهم ودوافعهم المكبوتة الموالية لتيار سقط ، كان يتبناه ( أوباما ) ويراهن عليه من أجل تغيير خرائط دول المنطقة السياسية بزعامة طهران وتل أبيب .. والذي أتضح ان البؤر التي تعشش فيها عناصر ذلك التيار، هي أحد أخطر مصادر تغذية الأرهاب في المنطقة والعالم، وإن السياسات التي تحميها تستخدم معايير مزدوجة وتلعب على أكثر من حبل وتناقض، بحيث باتت تشكل ضررًا فادحًا بالأمن القطري والأمن القومي العربي بالصميم .

إن العمل الأعلامي يعد أخطر من العمل العسكري .. لأن ما ترسمه السياسة والدبلوماسية قد يخربه الأعلام .. وهذه حقيقة يتوجب مراقبة ما يكتبه كتاب عرب وأجانب في الصحافة العربية، ووضع مفردات الكتابات تحت المجهر والرقابة الصارمة بشأنها، كما هو حاصل في القدس العربي والشرق الأوسط والرأي اليوم على وجه التحديد .!!





الجمعة ١٤ رمضــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / حـزيران / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة