شبكة ذي قار
عـاجـل










الموصل ثاني اكبر مدن العراق ومركز محافظة نينوى تقع شمال بغداد 465 كم,يصل تعداد سكانها الى مليونين مواطن عراقي من مختلف الاديان والقوميات المنسجمة مع بعضها منذ تاريخها الممتد الى عام 6000 قبل الميلاد.

لها عدة اسماء منها مدينة الحدباء,مدينة ام الربيعين,مدينة الرماح,,,اختار اهل الموصل بعد الحرب العالمية الاولى ان يكونوا ضمن دولة العراق وكما قالوا ( ان كانت بغداد قلب العراق فالموصل هي الرأس ).

اشتهرت مدينة الموصل ومحافظة نينوى بعدد المراقد والمقامات للانبياء منهم النبي جرجيس والنبي يونس والنبي شيت وعشرات القلاع التاريخية التي تعود الى اصل البشرية.

تعرضت المحافظة الى عدة غزوات في تاريخها ولكن لم نقرأ اسوء مما تعرضت له المحافظة قبل ثلاث سنوات حيث تم بيع وتسليم المحافظة من قبل ( الحكومة ) والمتمثلة وقتها بالمجرم نوري المالكي وعدد من قادة الفيالق والفرق والالوية العسكرية الذين انسحبوا من المحافظة وتركوا معسكراتهم والترسانة العسكرية واسلحتهم الثقيلة والمدفعية والدبابات والطائرات ولم يطلقوا طلقة واحدة اتجاه بضع عشرات من الاشخاص يحملون اسم ( داعش ) , والتي سيطرت على المحافظة خلال ساعات,طيلة 3 سنوات مارست داعش كل انواع الاجرام والقتل والتهديم والتدمير والتهجير والممارسات اللانسانية الوحشية بحق اهالي الموصل الكرام ,وبعد ان وصل حال المواطنين من البؤس واليأس ورفضهم للتعامل مع مجموعات غريبة عن عاداتهم وتقاليدهم والتي مارست بحقهم كل انواع الحيف والجور والتي دعت الناس الى رفض وجودهم ولكنهم جوبهوا بالقتل والتهجير,,,شنت قوات التحالف الدولي والقوات العراقية ومليشيات مسلحة اخرى عمليات مايسمى ( تحرير ) الموصل الغرض المعلن هو التحرير من داعش ولكن النتائج بعد المعارك دفع ثمنها اهالي الموصل الابرياء دماء زكية وغالية ومدينة مهدمة.

في احدى التصريحات التي اعلنت عنها الادارة الامريكية عام 2014 ان القضاء على داعش يحتاج الى ثلاث سنوات وخمسمائة مليار دولار وهاهي الثلاثة سنوات وحدث ماقرروه مسبقا ان يستمر استنزاف المحافظة وتدميرها واليوم يعلنون عن تحريرها بدون ان نرى اثارا لمعركة واحدة وفقا للمنظور العسكري بعد حسم اي معركة المفروض نرى ( جثث القتلى - اسرى حرب - جرحى ) او على اقل تقدير ان نرى الاليات العسكرية التي استعرضت داعش وقتها في طرقات الموصل وعلنا وامام الاقمار الصناعية او المدافع الثقيلة والدبابات,كل تلك المعدات لم نراها حتى من خلال الاعلام ( الحكومي ).

كل ماشاهدناه والنتيجة التي شاهدها الملايين من العراقيين والعرب والغرب وكل المعنيين بالشأن الانساني,نستطيع ان نوجز الحصيلة خلال ثلاث سنوات من سيطرة داعش على الموصل والمعارك التي دارت خلال شهور فيما يسمى تحريرها كانت مايلي :

* السيطرة على الموصل وكل محافظة نينوى
* السيطرة على النفط وبيعه علنا من خلال وسطاء الى دول مجاورة
* خطف وقتل قيادات حزب البعث
* خطف وقتل ضباط الجيش الوطني السابق
* خطف وقتل الاطباء والمهندسين والعلماء
* خطف وقتل معظم المناهضين والرافضين لحكومة بغداد
* نسف وتدمير العشرات من المتاحف ومراكز الاثار والعلوم الانسانية
* نسف وتدمير الجامعات والمعاهد والمستشفيات
* نسف وتدمير الجسور
* قتل وتهجير اهالي المحافظة
* ممارسات وحشية يومية القصد منها اذلال المواطن بغرض اجباره على الرضوخ لتعاليمهم او الهرب.
* نسف وتدمير مراقد ومقامات الانبياء
* نسف وتدمير المقابر لاهالي الموصل
* نسف وتدمير منارة الحدباء وجامع النوري حيث اختلطت الاوراق بين ( الحكومة وداعش ) على تدميرها

عندما نقول ان الحكومة وداعش وجهان لعملة واحدة فهذا مؤكد خاصة خلال تصريح لقائد عسكري وجه نداؤه لاهالي المحافظة ان لايغادروا منازلهم عند بدأ المعارك والقصف وسيكونوا آمنين في المنازل وبنفس الوقت داعش تستغلهم وتجبرهم على البقاء في منازلهم وتم استخدام المواطنين الابرياء دروع بشرية.

بعد ان تم تدمير كل المحافظة وخصوصا مدينة الموصل القديمة نقصد الجانب الايمن ولم يبقى بيت او مدرسة او جامع او اي مبنى خاص او حكومي الا وتعرض للتدمير الكلي والملفت للنظر عدم ظهور عناصر داعش او اية دلالة عنهم,بالمقابل انتشرت مكاتب وفروع حزب الدعوة والمجلس الاعلى في المحافظة خلال الاسابيع الماضية , واليوم تعلن حكومة بغداد اعلان النصر نعم انهم يعلنون النصر لانهم حققوا الهدف ووصلوا الى جَني ثمار المخطط الذي رسموه عندما فسحوا المجال ل داعش السيطرة على المحافظة وهاهم اليوم يأتون بأسم المحررين مقابل ان المحافظة كلها مدمرة واهلها بين مقتول او مهجر او مفقود وتحتفل الحكومة بالنصر والتحرير ومازال العشرات اموات او احياء تحت الانقاض.

الفصل الاخر هو كيفية سرقة الموصل عبر برنامج مايسمى اعمار المحافظة حيث وصلت التقديرات الى الحاجة نحو 70 مليار دولار,,,بالاضافة الى الشروط التي وضعت لعودة النازحين اهل المحافظة.

ليعلم الظالمون ان بعد الظلام فجرا وبعد الظلم عزاً والنصر للصابرين

لك الله يا عراق





الاربعاء ١٨ شــوال ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / تمــوز / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي الدفاعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة