شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يتعرض شخص في التاريخ الحديث، للكم الهائل من الاتهامات والاشاعات كما تعرض شخص القائد الشهيد صدام حسين رحمه الله، فقد ألصق الحاقدون به الكثير من التهم هي ابعد ما تكون عن شخصه الكريم وسماته ..

فالقائد الشهيد رحمه الله رجل عصامي شجاع، عروبي قومي، وطني عراقي، مؤمن بأمّته ووطنه وشعبه، لا يطغى على ايمانه هذا سوى ايمانه بالخالق عز وجل.. عمل الرئيس الشهيد طيلة حياته النضالية على مقارعة الاستعمار ولم يخبت ايمانه بوطنه وامته حتى لحظاته الاخيرة وهو يُغدر على منصات الخزي والعمالة التي نصبها المحتل واذرعه العميلة.. ومقالنا هنا ليس كالعديد من المقالات التي كتبت عن شخصه الكريم، بل هي لتسليط الضوء على الجانب الانساني لشخصه وبعض الزوايا الاخرى التي لم يعايشها جيل اليوم المظلوم، الذي عاش تحت ظلم واستبداد حكومة المليشيات وفقد قائدا عظيماً لن يعوضه التاريخ مرة اخرى ..

قائد العراق صدام حسين المجيد وباني مجده ومجدد حضارته، جاء نعمة للعراق ونقمة على كلّ من يكره العراق والامة العربية، فهذا القائد العظيم ومنذ نعومة اظفاره يحمل سمات القيادة، كان ثائرا رافضا للضيم والظلم، عمل منذ شبابه على مقارعة الانظمة الاستبدادية ولم يخف منها ومن بطشها، حكم عليه بالسجن ومن ثم الاعدام وبقي صامدا، استطاع السفر إلى خارج العراق ليكمل نضاله ولو عن بعد، ولم تأخذه الحياة بعيداً عن ما يدور من أحداث داخل العراق، الذي كان يحمله دائماً في قلبه ووجدانه.

عندما قامت ثورة تموز المجيدة كان قائدنا رحمه الله ضمن طليعة الرفاق الذين اقتحموا القصر الجمهوري، واذا تحدثنا عن الانسانية التي يحملها فهو لم يعدم الرئيس السابق الذي قامت عليه الثورة، بل على العكس، اكرمه واكرم اولاده وعيّنهم في مناصب رفيعة في الدولة، وهذا ما شهدوا به أنفسهم، ولكي يعيد حقوق شعبه قام قائدنا البطل بتأميم النفط بقرار جرئ قضى فيه على عقود من الاحتكار الاجنبي لخيرات العراق وجعل العراقيين ينعمون بعائداته حتى وصلت حصة الفرد العراقي من الدخل القومي ما يفوق الثلاثة آلاف دولار سنويا، وهو مبلغ كبير جدا في تلك الحقبة مقابل صرف الدولار للعملة المحلية والتي كانت تساوي ثلاثة دولارات ونصف مقابل كل دينار عراقي، كما عمل في ذات الوقت بتوجيه الدوائر الزراعية على استصلاح جميع اراضي العراق لتشجيع الزراعة، واصبح العراق يتنعم بخيرات ارضه واصبح المزارعون من الطبقة الغنية، او من الاثرياء بناءً على اثار هذا القرار الوطني الحكيم، حيث كان الهدف الرئيس لسيادته رحمه الله ان يتنعم العراقي بكل خيرات ارضه وان يعيش سيد نفسه، ومن هنا بدأت الخطة التنموية الانفجارية والتي رفعت العراق الى مصاف الدول المتقدمة، حيث ارتقى العراق بكل شئ ابتداءً من الاقتصاد ومرورا بالثقافة، ولم ينتهي الامر عند التعليم؟ حيث استلم العراق درع المفوضية السامية للعلوم والثقافة والتي اعتبرت العراق بلدا خاليا من الامية بفضل توجيهات وخطط قائد لم يرد لشعبه سوى ان يكون افضل شعب ولبلده ان يكون افضل بلد ..

وفي السياق البطولي والانساني كنا نجد القائد الشهيد يحضر المعارك الكبرى على الجبهة الملتهبة ضد العدو الايراني، ويشارك جنوده الابطال المعارك ويمسك سلاحه ويقاتل معهم، ويعود مع الجرحى منهم، ويكرم الابطال المنتصرين بكل انواع التكريم العسكري المادي منه والمعنوي ..

صدام حسين والذي قيل عنه الكثير ظلما وبهتانا، هو من امر بإعادة افتتاح المقبرة الملكية في بغداد وتجديدها وصيانتها والسماح للمواطنين بزيارتها فهو لا يحمل بقلبه اي ضغينة ضد اي شخص، إلاّ من عادى العراق وشعبه، حيث كان يحمل من الصفات الانسانية الرحيمة ما ندرت في هذا الزمن، لم يرضَ يوما ضيما او عدوانا على اي شخص وان كان هذا الفعل من اقرب المقربين له، فهو كان عادلا رحمه الله لا يفرق بين مواطن واخر نسبة لانتمائه او دينه او مذهبه او قوميته، عندما يزور المناطق الشمالية فانه يرتدي زيهم ويأكل من اكلهم ويجالسهم، وعندما يزور الجنوب يجالس الشيوخ والعجائز ويستمع الى مطالبهم ومناشداتهم، كما ان سيادته كان يحرص كل الحرص على زيارة المناطق الفقيرة للوقوف على اهم الاحتياجات والخدمات التي يجب ان تؤدى لها.. ولم يرضَ يوما بالعفو عن سارق ولو كان مسؤولا في الدولة ولم يقبل بخائن ولو توسطت له كل اقطاب الدنيا.

عندما وقعت الحرب الكونية على العراق في بداية تسعينيات القرن الماضي كان القائد الشهيد لا يذهب الى اي مكان محصن كما يفعل نظراؤه في كل العالم، بل كان يتجول في شوارع العاصمة ويخالط المواطنين ويطمئنهم ان الامور ستغدو بخير، وخلال فترة الحصار كان شغله الشاغل رحمه الله التواصل مع وزاراته الخدمية لتقديم افضل الخدمات للعراقيين.

إبان الغزو والاحتلال، وخلال معركة الحواسم كان يحمل سلاحه مع القوات العراقية ويضرب دبابات وعجلات العدو الغازية بيده واحرق اكثر من عجلة ودبابة، وكان يعطي توجيهاته للضباط والجنود على حد سواء، ويقاتل معهم، وتشهد له بذلك ساحات المعارك في المطار والاعظمية وغرب بغداد.

حتى عند اسره وتنصيب المحكمة الصورية لمحاكمته كانت توجيهاته الانسانية وتوصياته لشعبه لا تنقطع، فهو من اوصى بوحدة الشعب العراقي ضد المحتل، وهو من اوصى بعدم معاداة الشعوب وانما معاداة من تسبب بالغزو والضرر للعراقيين، وهو من ظل مصرا على موقفه المقاوم ورفضه ان تضع المقاومة سلاحها ضد من احتل بلده وآذى شعبه، وحتى عند نطق الحكم عليه ظل ينادي بأسم العراق وشعبه.

ما نريد قوله ان العراق لم يخسر رجلا وقائدا وطنيا فحسب، بل ان العراق فقد كينونته ووجوده برحيل هذا القائد البطل، هذا القائد الذي يعيش في قلوب وضمائر الشرفاء، ليس في العراق فحسب، وانما في كل امتنا العربية، ولا يعاديه الا حاقد وضيع، هذا البطل الذي حمى العراق من التقسيم ومن اي عدوان خارجي على مدى تواجده على سدة حكمه، لم ولن يتكرر، هذا البطل وحده عرف كيف يقود بلدا مثل العراق بكل طوائفه وقومياته واديانه وموارده، هذا القائد عرف كيف يوحد العراقيين وان يجعل لهم كيانهم وهيبتهم، هذا البطل هو من قال " ..نحن نتعامل مع السياسة بالاخلاق.." حيث لا اخلاق ولا مبادئ في علم السياسة، هذا الرجل يجب عليكم ان ترسموا له صورة في قلوبكم وعقولكم لكي تعرفوا كيف تواجهوا حكومة الاحتلال واذناب احفاد كسرى، هذا القائد يجب ان تتذكروه كل يوم وانتم تمرون في شوارع العراق وازقته، لان كل ما بني وشيد هو في زمن صدام حسين، ولم يبنى شيئا بعدها ولن يحدث طالما استمرّ حكم العراق بيد المليشيات واذناب احفاد كسرى وشرذمة من الطامعين من كل اعداء العراق ممن كانوا يعادون صدام حسين لأنه قائد حق وعروبي حق ووطني حق وشجاع لم يلد التاريخ مثله، ولشعورهم بعقدة النقص أمامه، عادوه وعادوا شعبه وبلده، ومن ثم اغتالوه بأيدي اجنبية بغيظة حتى لا يفضح ضعفهم وخياناتهم وتقصيرهم ..

رحم الله القائد الشهيد صدام حسين المجيد ورفاقه الابطال، قاهر الفرس وبني صهيون والعملاء، واسكنه فسيح جنانه مع الشهداء والصديقين، وحفظ الله العراق من كل غاز وطاغ، ومن كل من اراد به وبشعبه السوء.. يداً بيد نواصل نضالنا حتى يوم الاحتفاء بإطلاق الصاروخ الاربعين ضد الكيان الصهيوني في عراقٍ عزيزٍ حرٍّ شامخٍ أبي.

لجنة الثقافة والإعلام
هيئة طلبة وشباب العراق / تنظيمات الخارج





السبت ٥ ذو القعــدة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / تمــوز / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحفاد حمورابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة