شبكة ذي قار
عـاجـل










يشن حزب الله اللبناني حاليا هجوما واسعا على تلول عرسال الواقعة في البقاع اللبنانية وبدعم جوي كثيف من النظام السوري بذات الوقت الذي يتأهب الحشد الشعبي لخوض معركة جديدة في تلعفر بغية السيطرة عليها.. فهل هناك ارتباط بين كلا الأمرين وإذا كان كذلك فما الهدف الاستراتيجي؟

الحشد الشعبي يتعكز على محاربة التنظيم الارهابي داعش في تلعفر، أما حزب الله فيتعكز في معركة عرسال على محاربة جبهة النصرة الإرهابية وكأن التنظيمين ( الحشد الشعبي وحزب الله ) يمثلان دولا مستقله بقرارها لمحاربة الارهاب الذي يخترق سيادتهما.

والغريب ان كافة هذه التنظيمات التي تتبنى التطرف والتشدد الاسلامي بشقيه السني ( داعش والنصرة ) والشيعي ( الحشد وحزب الله ) تدعى من خلال شعاراتها المرفوعة وإعلامها الصارخ أن صراعها الحقيقي هو ضد الكيان الصهيوني، وأن هدفها الاستراتيجي النهائي هو تحرير القدس الشريف من ايدي الصهاينة المغتصبين له. فأي زيف هذا الذي يدعون ويصدقهم الجهلة المتخلفون في الوقت الذي تستنزف دمائهم بينهم تنفيذا للمشروع الصفوي التوسعي الذي يستهدف التمدد في الارض العربية وفقا لمبدأ تصدير الثورة. والأغرب أن من ينفذ هذا المشروع هو قاسم سليماني قائد فيلق ( القدس ) فأي قداسة هذه التي بها يتبجحون؟ ومن الغرابة ايضا أن حزب الله وجبهة النصرة يتقاتلان في عرسال على الارض اللبنانية دون تدخل الجيش اللبناني! كما انهما يتقاتلان بالقرب من مشارف أضواء المسجد الاقصى المبارك وباحته التي باركها الله تعالى والتي تشهد سقوط الشهداء من ابناء فلسطين الذين نذروا انفسهم للدفاع عنه بصدور عارية. ويندفعون لكسر بوابات الاقصى الالكترونية التي وضعها العدو الصهيوني وأغلق المسجد برمته واستباحه دون أن ينتخي عموم العرب والمسلمين لمسرى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين‼

واذا ما نظرنا الى الخريطة الجغرافية، والى التوقيتات الزمنية، نكشف دون عناء ذلك الهدف الاستراتيجي الحقيقي الخطير للمشروع الايراني البغيض تحت نظر القيادات العربية وهي تعيش لحظات الغفلة أو الغفوة العسلية، فعرسال تقع على الحدود السورية اللبنانية، أما تلعفر فتقع على الحدود السورية العراقية، وكلاهما يشكلان القوس الشمالي والشمالي الغربي من الحدود العراقية الى الجنوب اللبناني، هذا القوس المرتبط بالقوس الشرقي والجنوب الغربي من تلعفر الى الحدود الايرانية عبر قرى ديالى التي تمتنع المليشيات الموالية لايران من عودة أهلها اليها. وبالطبع فان كلا القوسين يشكلان ما يسمى بالهلال الايراني الذي أخذت وسائل الاعلام الايرانية وتوابعها بالتصريح العلني لانشاء هذا الهلال على وفق المخطط الذي يهدف الى اعادة الامبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد، كما صرح بذلك علنا المدعو علي يونسي مستشار الرئيس الايراني، وما جاء على لسان قائد الحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري حول تصدير الثورة الايرانية بالقول ( لا يمكن أن تنحصر هذه الثورة داخل حدود معينة بل جاءت هذه الثورة عابرة للحدود لنصرة كل الشعوب المضطهدة من الشرق حتى الغرب. كما أن تدخل ايران في سوريا جاء لتوسيع خارطة الهلال الشيعي ).

أما قيس الخزعلي أحد قادة الحشد الشعبي فذهب الى أبعد من ذلك حينما أعلن صراحا من خلال وسائل الاعلام بأن مشروعهم لا يتوقف عند الهلال الشيعي بل هم ماضون لاستكمال البدر الشيعي. ويقصد بذلك طبعا الحوثيين في اليمن وخلاياهم في البحرين والكويت وباقي دول الخليج العربي.

وكلا الطرفين، حزب الله والحشد الشعبي المكلفان باستكمال هذا الهلال يعلنان صراحة انهما مرتبطان ارتباطا روحيا وعضويا وحيا ومتواصلا ومتأصلا بايران. فحسن نصر الله يعلنها بصرخة عالية أن كل اموالهم واسلحتهم ومعداتهم وخططهم هي من ايران، أما ابو مهدي المهندس نائب قائد الحشد الشعبي فيعلن أنه يفخر بأن يكون جنديا لدى سليماني‼ وهكذا بين الغفلة والغفوة العربية ينطلق المشروع الايراني الخبيث دون رادع، بل دون انتباه للحدود الدنيا من ضروراته.

والله المستعان.





السبت ١٢ ذو القعــدة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / أب / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب العقيد الركن محمد خلف الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة