مادامت الأمة العربية تعبر عن رسالتها في طموحها و نضالها لتحقيق انبعاثها الجذري الشامل ، وفق أهداف سامية ضخمة ،قومية ،وإنسانية ،فلابد ان تكون الاداة المكلفة بتحقيق ذلك في مستوى هذا الطموح والأهداف ، وإلا وقع الانفصام والتباعد بين الأداة والغايات ، أي بين الوسائل والمثل الأعلى المنشود .

والحزب العلمي الثوري الحي ،ليس الذي يقدر على خلق وسائله المتكافئة مع أهدافه فحسب ، وإنما هو الذي يستطيع أيضا تحقيق الانسجام والتوازن فيما بينهما ويغدو (( كالأمة الصافية السليمة الراقية التي يريد أن يبعثها )) ويستطيع أن يختصر الزمن ويفجر الطاقات النضالية الكامنة في نفوس الجماهير، ويوظفها في خدمة أهدافه .ومن هنا جاء الحاح حزب البعث العربي على أهمية التنظيم واعتباره بأهمية الأيديولوجية ولا ينفصل عنها ))
(( وهذه الرسالة أوجهها الى كل الرفاق الاهتمام بالتنظيم وإعادة بناء الحزب على أسس تنظيمية تتجاوز كل السلبيات واعيد واكد التنظيم هو الأداة لتحقيق رسالتنا ((

الشروط التي تتطلب وجودها في الأداة المكلفة بحمل الرسالة وأدائها تتلخص بالاتي :-

1 _ وضوح الأهداف وقوة جاذبيتها للجماهير ، من خلال شعورها بصدق تعبيرها عن حاجاتها ،وملاءمتها لاتجاهات العصر الحديث ،ولمنطق التطور والتاريخ والعلم وهذا ما يعتقد الحزب بانه متوفر في أهدافه ومبادئه وأدبياته .

2_ اعتماد الأسلوب العلمي الانقلابي الثوري .واعتبار الجماهير اداة النضال وغابته،واتخاذ النضال الواعي المبرمج وفق أيديولوجية واضحة ،سبيلا لتثوير الجماهير وقيادتها والإفادة من طاقاتها الحبيسة بسبب التجزئة والقهر والتخلف والاستغلال .

3_ ظهور جيل عربي جديد واع لرسالته ومهمته التاريخية ، شاعر المسؤولية الضخمة الملقاة على عاتقه بفضل أداة الواجب على طلب الراحة ،شديد الثقة بنفسه ويقدرة أمته وحقها في التحرر والوحدة والتقدم ويرتفع بوعيه وإيمانه ،وباخلاقه ونضاله الى الحد الذي يشعر معه بلذة التعب والتضحية في سبيل مبادئه ورسالته

… ففي التوصية الأولى من توصيات المؤتمر القومي الرابع ، نطالع ما يلي:_

(( يؤكد المؤتمر إيمانه بأن حزبنا حركة أصيلة في حياة الأمة العربية ،مسؤولة عن حاضرها ومستقبلها ، لا حركة مرحلية غايتها تحقيق الأهداف المنصوص عليها في الدستور أو تحقيق جزء منها ويدعو المؤتمر القيادة القومية إلى العمل والنضال من اجل بناء الحزب بناء ثوريا، يجعله في مستوى رسالته ومسؤوليته القومية ))