شبكة ذي قار
عـاجـل










بدأت الحملة الشرسة على العراق، بلدا وقيادة وشعبا، منذ قيام ثورة 1968 المجيدة، ولكن الحملة استعرت منذ بداية الالفية الجديدة، حينما بدأت كل شرور العالم تجتمع وتخطط لتدمير العراق، وكل ما يشمل هذا المسمى من اشكال الحياة، سواء السياسية منها او الاقتصادية بل حتى الاجتماعية.

حيث عملت الادارة الامريكية مصحوبة بالمخطط الانكليزي الخبيث والاطماع الصهيو - ايرانية بالمنطقة، بكل جدية على تدمير العراق، خدمة لمصالحهم الانية والمستقبلية، ولكي ينفذوا هذا المخطط الكبير اختلقوا اكاذيب مهدت لعملية الغزو ومن ثم الاحتلال وبعدها التدمير الشامل، وهنا سوف نستعرض اليوم في مقالنا الكذبات التي ساقتها الاطراف انفة الذكر وما نتج عنها بما نراه في عراق اليوم :

۞ اولا : ادعت الادارة الاميركية وحلفائها في المملكة المتحدة وبمساندة الدوائر الصهيو – ايرانية امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل والتي تهدد امن المنطقة واستقرارها وتشكل خطرا على الامن القومي سواء العالمي او الاقليمي، علما ان الكيان الصهيوني نفسه يملك اسلحة دمار شامل ويرفض التوقيع على معاهدة حظرها، ونفسها الولايات المتحدة تمتلك اكبر ترسانة من الاسلحة غير التقليدية في العالم وكذلك المملكة المتحدة، وحتى جارة السوء دولة احفاد كسرى تملك مصانع لأسلحة الدمار الشامل وتخصيب اليورانيوم على مرأى ومسمع من العالم كله وتهدد العالم به وتهدد السلم العالمي به وتهدد كل الامن القومي، لا بل انها تعمدت لشراء كل ترسانة الجمهوريات السوفيتية المنحلة منذ بداية التسعينيات ولم يحسابها احد رغم انها مدرجة على قائمة الارهاب ضمن برامج المخابرات ووزارة الدفاع الامريكية، ولم تحاسب ولم تعاقب بل تم مكافأتها وعقدت معها المعاهدات التي ضمنتها قوانين الامم المتحدة ومجلس الامن وضمنت لها استمرار الانتاج حسب مايدعون تحت المراقبة الدولية، اما العراق فتم غزوه وتدميره وتفتيش كل شبر فيه من اقصاه الى أقصاه ولم يجدوا شيئا ابدا، واخيرا اعترفوا (الدول الغازية والقائدة للغزو) ان العراق لم يكن يملك اي من اسلحة الدمار الشامل والتي كانت تلك هي الكذبة الاولى لتبرير الغزو والاحتلال، وتم تدمير العراق بشكل كامل ابتداءً من جيشه وليس انتهاءً ببنيته التحتية وحتى شعبه ومواطنيه ومجتمعه من اجل كذبة هم اخترعوها لتبرير فعلهم الشنيع.

۞ ثانيا : ادعت الادارة الاميركية وحلفاؤها في المملكة المتحدة وبمساندة الدوائر الصهيو – ايرانية بأن العراق يرعى الارهاب وانه يساند احدى التنظيمات الارهابية وان له صلة بهجمات سبتمبر التي حدثت في امريكا، وتغافلوا تماما ان اكبر قادة التنظيمات الارهابية يعيشون في ايران ويتنقلون بينها وبين باكستان وافغانستان عبر الحدود بكل حرية، واكثر من ذلك ان اعتى المجرمين المتطرفين والارهابيين يتم رعايتهم واسرهم وتدريبهم في معسكرات خاصة على اراضي ( الجمهورية الاسلامية ) والتي تصدرهم بدورها لمختلف دول العالم ليقوموا بمخططات رسمت مسبقا لخدمة اغراضها الدنيئة والمتناسقة مع المخططات الامبريالية - الصهوينية العالمية، كما ان العالم كله تغافل عن ارهاب الكيان الصهيوني واحتلاله غير الشرعي للاراضي العربية في فلسطين وسوريا، وتوسعه في بناء المستوطنات على حساب اهل الارض الاصليين الذين تهدم بيوتهم كل يوم ويزج ابناءهم في سجون الاحتلال بدون تهم رسمية، كما ان العالم كله تغافل عن ان التنظيمات الارهابية هي صناعة امريكية بحتة تموّل من الكونكرس الامريكي عن طريق جهاز الاستخبارات الامريكي نفسه تحت مسمى دعم برامج الحرب الباردة والتي ادت الى نشوء تنظيمات تكفيرية استطاعت، بعد ان اخرجت السوفيت من الاراضي الافغانية، الانتشار على نطاق واسع في كل الدول العربية والاسيوية والاوربية ونشر فكرها التكفيري والارهابي تحت غطاء قانوني مشرع ومحمي من قبل الادارة الامريكية وبتمويل مالي وعسكري امريكي، اما العراق فتم غزوه وتدميره ولم يجدوا اي دليل او جزء من دليل على صلته بالارهاب او هجمات سبتمبر ولا غيرها واعترفوا بذلك علانية، ولكنهم فعلوا الافضع من ذلك، فقد استقدموا كل متطرفي وارهابي الارض الى ارض العراق وبدأوا يستخدمونهم لتقتيل العراقيين وتخريب العراق وشق صفه الوطني وتمزيق نسيجه المجتمعي، والاكثر من ذلك انشأوا لهم قواعد انطلاق من العراق لتنطلق الى كل العالم، وبالتالي خربوا العراق من الداخل وشوهوا سمعة العراق في الخارج، حتى بات العراق اسوء بلد للعيش والمواطن العراقي غير مرحب به في اي مكان، والجواز العراقي ضعيف لا يحمل اي ثقل دولي سوى كلفة طبع اوراقه، حيث كانت تلك الكذبة الثانية لتبرير غزو العراق واحتلاله وتدميره، وتم لهم ما ارادوا حيث هدم المجتمع وضاعت القيم وساد التطرف بديلا عن الوسطية والتعايش والتسامح والتي كانت سمة اهل العراق، وضاعت المواطنة مقابل التحزب والتخندق، وماتت المشاعر الوطنية مقابل الانتماءات العشائرية والقبلية والمناطقية والمذهبية والدينية والقومية.

۞ ثالثا : ادعت الادارة الاميركية وحلفائها في المملكة المتحدة وبمساندة الدوائر الصهيو – ايرانية انها قادمة لتحرير المواطن العراقي والعراق مما اسموه زورا وبهتانا " الظلم"، ونسوا او غضوا الطرف عن انتهاكات حقوق الانسان في ايران الكسروية وعن عشرات السجون السرية الممتلئة بسجناء الرأي والمعارضين، وعن انتهاك حقوق الاقليات الاخرى في ايران من العرب والشركس والاكراد والمسيحيين والصابئة واصحاب المذاهب الاخرى من غير مذهب ولاية السفيه الذي يقود ايران الكسروية، كما انهم غضوا النظر عن تصرفات الكيان الصهيوني تجاه ابناء الشعب الفلسطيني صاحب الارض والجدران العازلة التي عزلت اراضي المواطنين الاصليين عن اراضي مستوطنات الغاصبين، وحتى عن السياسات الامريكية التميزية تجاه المهاجرين والهنود الحمر وغيرهم وحتى عن الكثير من التصرفات الظالمة التي تتواجد في الكثير من الدول الاوربية وحتى العربية ووجهوا نظرهم فقط تجاه العراق الذي كان مواطنه يعيش بكرامة وعز وامان واطمئنان حتى جاءت اقدامهم القذرة ووطأت ارض الرافدين، والمتتبع للامور من المؤكد انه يذكر خطاب الرئيس الامريكي بوش حينما قال انه سيجعل من العراق بلدا يحتذى به وسيتمنى كل مواطن عربي ان يكون بلده مثل العراق، كما سيتمنى كل مواطن عربي ان يحمل الجنسية العراقية وسيفخر العراقي نفسه بانتمائه للعراق، وكأنما كان العراقي يعيش في صحراء بلا هوية يتنقل بين خيمة واخرى ليتقى شر البيداء، وما النتيجة الا ان اصبح العراق الاخير في كل شيء، تعليم وثقافة ومستوى معيشي ومستوى سعادة وانتماء ومواطنة وعدد العقول المهاجرة والصحة والخدمات والامن والامان والاقتصاد والزراعة.. والقائمة تطول ويحتل فيها العراق الاسوء في كل شيء، فكم من مواطن عراقي مزق اوراقه الثبوتية امام عدسات الفضائيات وكم من عراقي هاجر وطلب اللجوء في دول اخرى طلبا لجنسيتها والتخلي عن الجنسية العراقية، ماهو حال العراق والعراقي اليوم مقارنة مع عراق ماقبل نيسان 2003، وما هو شكل من يحكم العراق اليوم من مليشيات ومرتزقة وثلة لصوص وقتلة مقارنه بالابطال والوطنيين الذين كانوا يحكمون العراق قبل الاحتلال والتدمير الشامل الذي حصل للبلد.

ربما ما نسرده من سطور يبدو بسيطا مقارنة بحجم ما حدث، ولكن الحقيقة اكبر وابشع واعظم، فالتغيير الذي طال العراق ربما ما كان ليصدقه احد لو لم يراه او يعايشه، فالعراق تحول من بلد مستقر آمن تحكمه قيادة وطنية قومية، شعبه يتميز بالاستقرار ويحمل من الكرامة ما لا يحمله اي شعب في المنطقة، ونواحي الحياة فيه مستقرة ومزدهرة وعجلة الحياة تسير بدون منغصات، الى بلد مهدم مدمر لا خدمات ولا امان فيه، يقتل فيه الانسان على هويته وانتمائه المذهبي والقومي والديني والفكري، وفي أحيان كثيرة يقتل بدون سبب، فقط لأنه يعيش على ارض العراق، وشعب مشرد يفتقد لأبسط مقومات الحياة والكرامة يتنقل بين دول العالم يبحث عن ضالته، راغباً بترك بلده دون عودة.. بلد متأخر في كل شيء، زراعة وصناعة وتعليم وبنى تحتية وتطوير وخدمات ونقل وبحث، حتى بات العراق اسوء حتى من اكثر البلدان التي تعاني من ازمات داخلية منذ سنين عديدة فاقت عدد سنين الازمة العراقية .. كذبات ثلاث ادت الى تدمير وطن وشعب ومجتمع بل انها ادت الى تدمير امة بأكملها، فكل ما يحدث اليوم على ارض العرب من المحيط الى الخليج ومن البحر الى المحيط هي نتيجة لحرب الكذبات الثلاث !!


لجنة الثقافة والإعلام
هيئة طلبة وشباب العراق / تنظيمات الخارج

 





الثلاثاء ٣٠ ذو القعــدة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / أب / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحفاد حمورابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة