شبكة ذي قار
عـاجـل










يا ابناء شعبنا العراقي الصابر المكافح الكريم
يا ابناء امتنا العربية المجيدة

لم تفاجئنا مطلقا تطورات تنفيذ حلقات التآمر الخبيثة الجارية على شعبنا العراقي وامتنا ، وبقدر ما كنا نحذر ونكشف لشعبنا دائما صيرورة مثل هذا التآمر واهدافه ومقاصده ، فلا زلنا نتوقع ان ماكان يجري في الكتمان والسر، كانت ادلته واضحة لنا وللعيان من احرار شعبنا وامتنا، وهو متجسد في اخطار واستمرار التحالف الصهيوفارسي الامريكي، الساعي لاجهاض حركة شعبنا التحررية لانهاء الاحتلال وتصفية تركة الغزو للعراق، وما فرضه المحتل وتحالفاته المحلية والاقليمية من حكومات مرتبطة بعملية سياسية مشبوهة، تشكل غطاء لهذا التآمر الخبيث ، فمن خلالها يجري اشغال العراقيين بمعارك جانبية وطائفية واثنية لتمزيق نسيج المجتمع والشعب العراقي ، و تستغل الفتن بشكل واضح لتكريس استمرار هيمنة التحالف بين اعداء العراق والامة العربية.

ان مسرحية "التحرير" و " التدمير" من خلال داعش، من جهة والميلشيات الطائفية والحشد الشعوبي (ماعش) من جهة اخرى، انجزت الجزء الاساسي المطلوب منها في تنفيذ المؤآمرة التي حيكت في كواليس اعداء الشعب والامة ضد تطلعات شعبنا ومقاومته الوطنية ، خاصة حينما لاحت تباشير طرد الاحتلال، واسقاط العملية السياسية، وتبين للعالم عزم الثوار الى اقتحام اسوار بغداد لتحريرها، بفضل اتساع حراك الانتفاضة الوطنية على مستوى الوطن، وتصاعد تشكيل مجالس ثوار العشائر ، حينها تآمر وتحرك وتحالف ثالوث الشر الصهيوصفوي الامريكي باختلاق، داعش، وجرى تسليمها بسرعة مواقع السيطرة على المحافظات الثائرة، والدفع الطائفي الذي تنتظره الدولة الصفوية بطهران ومرجعيات الفتنة الطائفية الى تجنيد ابناء بقية المحافظات وزجهم في المليشيات والحشد الشعوبي ودفعهم الى حرب ، لا ناقة لهم بها ولا جمل، واحراق ما تبقى من العراق في معارك جانبية سَعَرَّت من تأجيج الاحقاد الطائفية والمذهبية والجهوية، في حين جلس المتآمرون ينسقون الجهد والعمل والتنفيذ لتدمير وتخريب مدن العراق بادارة حرب ايرانية على ابناء العراق وبغطاء امريكي تحت واجهة " الحرب على الارهاب" ، وما ان اشرفت المسرحية على الانتهاء ، دفع النظام الايراني عملائه، من امثال حسن نصر الله، وبالتنسيق مع بقايا النظام السوري الى مكافئة وحماية مرتزقته من الدواعش بتمكينهم من التسرب والانسحاب بحماية تامة نحو الحدود العراقية .

يجري هذا بالطبع امام سكوت وتفرج التحالف الدولي ورصده وعلمه بكل التفاصيل لحركة انتقال قيادات الارهاب الداعشي وعوائلهم وتوجيههم الى حيث ملاذهم الآمن القادم، بتنسيق تام مع مرتزقة المليشيات الشيعية في العراق والشام " المواعش " والحشد الشعوبي، وبعلم حكومة المنطقة الخضراء وقواتها ، وفي مقدمتهم حكومة حيدر العبادي الذي يكمل الدور الخبيث الذي اسهم به سلفه المجرم نوري المالكي ودورهما في تسليم اكثر من نصف مساحة العراق بيد حفنة من القتلة والمرتزقة .

بعد اسبوع او اكثر من ظهور داعش في الموصل، وتحديدا بعد ظهور المجرم ابو بكر البغدادي في الموصل وخطبته المسمومه تيقن العراقيون ابعاد المؤامرة ضد بلدهم ووطنهم، وتبين لمن ضللته الحملات الاعلامية والتعبئة الطائفية ودور الرتل الخامس ، ان هذا التنظيم هو منظومة ارهابية مُسَّيرَة برعاية واشراف امريكي - اسرائيلي، وبتمويل ودعم وتنفيذ ايراني، وباعداد مخابراتي وتدريبي سوري وبخبرات ودعم دولي واقليمي، كلها اسهمت في تدمير العراق وقطع الطريق على انتصار المقاومة الوطنية وحركة شعبنا الوطنية الرافضة للاحتلال والعملية السياسية والنفوذ الصفوي البغيض.

كان شكل وتوقيت ظهور داعش في الموصل لينتشر بعدها بسرعة ملفتة للنظر ، كانتشار النار في هشيم العراق ملفتا للنظر، وتابعته عن كثب فصائل الحركة الوطنية ومقاومتها، وخصوصا عندما تكشفت اساليب الدواعش ، عندما توقف ذلك الامتداد السرطاني الخبيث عند حدود سامراء وابو غريب، وحزام بغداد، وبات يشكل طعنة خنجر مسموم في ظهر ثوار العراق، عمل بكل وضوح على منع الانتفاضة الوطنية المستعرة من الوصول الى بغداد ونجدة ، جماهير شعبنا المنتظرة لقدوم ثوار العراق، من الذين كانوا على ابواب بغداد، خاصة بعد ان اجتازوا مناطق ابو غريب والتاجي، وصولا الى تخوم المطار الدولي، وبذلك دق ناقوس الخطر وتداعت قوى الشر الى الاستنجاد ببعضها البعض، فتقرر الامر وبسرعة بالتدخل الامريكي المباشر وبتجنيد كافة عملائه ، مما احدث حالة مربكة وتم التراجع، والهاء العراق بمعركة جديدة اجبرت ثوار المقاومة على الانتظار والتريث والتراجع المحسوب في ظل ظروف محلية ودولية غامضة ومستجدة وصعبة التقدير.

بعدها بدأ التنظيم الارهابي من القاء القبض على رموز وطنية عراقية معروفة، عسكرية منها او مدنية، وتم استهداف منظم وموجه ضد قوى وطنية معروفة، وتم سجن مناضليها وترحيلهم الى سجون ومعتقلات سرية وعلنية ، منها في الرقة والموصل، فحتى هذه اللحظة، لا احد يعرف مصير أكثر من 4500 شخص ، من المعتقلين والمخطوفين، ولم يستطيع الامريكان ولا حكومات المجرم المعتوه نوري المالكي، وبعده حيدر العبادي من الوصول اليهم او الاجابة الشافية عن مصيرهم والكشف عن تفاصيل اعتقالهم واحتمال تصفيتهم الجسدية، اضافة الى ما جرى في قضية مجزرة سبايكر، السيئة الصيت ، وما ينسب بالادلة والبراهين وعشرات الشهود والتحقيقات دور نوري المالكي وتورطه فيها مما يكشف ادوارا خفية اخرى معلنة بين اطراف التحالف المعادي لشعبنا.

ان اكتمال مسرحية " التحرير" للمدن العراقية والسورية تحت ظل القصف الاجرامي الجوي والمدفعي لتنفيذ هدف " التدمير" الشامل ، وحماية قادة الدواعش والسهر على تسفيرهم وحمايتهم بصيغ باتت مكشوفة ، لا تنطلي على احد، تقع كلها ضمن الادلة الدامغة التي تثبت مدى التنسيق العالي بين امريكا وايران واتباعهم من مليشيات عراقية ولبنانية ومحلية طائفية واثنية تحمل عناوين شتى ، اضافة الى دور ما تبقى من نظام بشار المجرم بحق شعبه في هذه القضايا.

وعلى ضوء ما تقدم، واستخلاصا لهذا الدرس البليغ، والمؤلم، على قوى شعبنا الوطنية العراقية، وابناء وفصائل القوى القومية في الوطن العربي جميعا، تعميق الوعي، وشحذ الهمم، والتحرك، والتعاون وتوفير فرص التحالف الملموس ،لمساعدة شعب العراق وانقاذه من هذه المحرقة.

وعلى العالم الحر ، كشف ادوار كل الخونة وتلك القوى التي ترتكب حماقات التضليل والتعبئة الطائفية وتنفيذ المجازر الدموية، لتمزيق لحمة الشعب العراقي وصفوف الامة، وما على اؤلئك المتورطين من ابناء الطبقات الكادحة والمعدمة في العراق الا الانسحاب الجماعي والفوري، من تلك المليشيات الاجرامية ، ومحاسبة حيتان ومجرمي هذه الحرب الخبيثة ، ومتابعة القصاص لكل من تورط فيها ، سواء من انتظموا تحت رداء داعش الارهابي او تحت جبة وعمائم ماعش المجرمة او غيرها، ولا بد من العودة الى تضميد جراح شعبنا ودعم فصائل حركتنا الوطنية التي ظلت وفية لقيم المقاومة والتحرير وما ارتضت المساومة ابدا على حقوق شعبنا واستقلال بلدنا واعادة العراق حرا شامخا لابناء امته وللانسانية الحقة جمعاء.

الامانة العامة للجبهة الوطنية العراقية
بغداد في ٣١ / ٠٨ / ٢٠١٧
الموافق ٩ ذو الحجة ١٤٣٨ هجرية





الجمعة ١٠ ذو الحجــة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / أيلول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الامانة العامة للجبهة الوطنية العراقية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة