شبكة ذي قار
عـاجـل










من الذي بادر بالعدوان ؟ ومن كان المعتدي ومن كان المعتدي عليه ؟
كيف تحول العراق من دولة معتدية عليه إلى دولة معتدية ؟
وهل نجحت أمريكا في تضليل الرأي العام الدولي وحولت العراق من دولة مسالمة إلى دولة عدوانية ّ لا يسلم منه جار قريب ولا بعيد ؟

واليوم بعد أن تكشفت إيران على حقيقتها وأصبحت تنادي بضم عواصم عربية إلى أمبرطورتها المزعومة – أمبرطورية الفارس الملعونة – هل تغيرت القناعات والرؤى وصارت الأنظمة تقرّ بالعداء الأيراني–على الأقل ، بينها وبين نفسها – بأن إيران هي التي بادرت بالعدوان وهي التي تبادر دائما بالعدوان وهي الدولة التي لا يسلم منها جار قريب ولا بعيد ولا حتى دولة لا تربطها معها حددود طبيعية أو اصنطاعية !!

عندما أتخذت أمريكا قرار غزو العراق _ أستخدمت هذة الورقة –ورقة الأعتداء على دول الجوار ولأن إيران دولة جارة للعراق فقد تمكنت من أستثمار هذه الورقة للتأثير على الرأي العام البعيد وليس القريب ، وأستثمرتها إيران عن طريق عملائها الصغار من الذين أشترتهم الأحزاب المدعومة من قبلها – بحفنة من الدنانير وأمتيازات ووعود بالمناصب والوظائف ..

العراقيون الموالون لأيران ومن أتباع حزب الدعوة هم فقط روجوا ورددوا ما أملته إيران عليهم وكانت لحادثة الكويت وأفرزاتها دور في نجاح التضليل الأعلامي الأمريكي والأيراني مع أن الحالتين مختلفتين وغير مترابطتين ولكل حالة ظروفها ومبرراتها .

تأريخياً ، إيران لها سوابق ملموسة في شن حروب على دول الجوار منذ العصور البابلية السحيقة في القدم !!

مع أن الاطماع الفارسية في العراق والوطن العربي لم ترتبط يوما ما بنظام حكم معين؟ فهي ستراتيجية تاريخية لن تنقطع؟ والأطماع الأيرانية لم تكن أسيرة حكم إيراني معين فكراهية العرب والأحقاد والأطماع تسري في دم كل إيراني _ حاكم كان أو محكوم .

حقائق كثيرة على الأرض وعلى وسائل الأعلام جاءت على شكل تصريحات ورسائل تثبت أن الاطماع الأيرانية قائمة تاريخياً في العراق والوطن العربي ولا ترتبط بمرحلة حكم معينة.. وأن الغطاء المذهبي ما هو الأ غطاء لشرعنة الاحتلال الأيراني عبر عدة وسائل شرحتها رسالة الملالي في تصدير الثورة.
لقد حررت الشاطىء الشرقي من العرب وعليك أن تحرر الشاطىء الغربي" هذه وصية شاه ايران لابنه محمد رضا بهلوي شاه أيران الأخير.

وفي 17 نيسان ألقى الخميني خطابا قال فيه "إن النظام العراقي الذي يهاجم إيران إنما يهاجم القرآن والإسلام وأن ايران ستأخذ العراق وسنتقدم إلى بغداد "..

في 23 نيسان 1980، صرح رئيس أركان القوات الايرانية تصريحاً فضح فيه نوايا أيران على أحتلال العراق، حيث قال "أن الجيش الايراني قادر على كل شي، وهو ينتظر الأوامر لأحتلال العراق، وأن العراقيين سيفتحون أذرعهم لاستقبال الجيوش الايراني ".

ولحد الأمس القريب ، كان هناك من يقول أن العراق هو من بدأ العدوان على إيران الأسلامية. ومنهم من يتوهم أن الأطماع الأيرانية في زمن الشاه قد انتهت بسقوط الشاه. ومن العرب من صدق أن التعاون بين أيران وأمريكا والكيان الصهيوني قد انقطع بسقوط الشاه...

حقائق كثيرة طرحت عبر وسائل الأعلام كانت بمثابة دليل براءة العراق من تهمة الأعتداء فالمؤامرة الدولية كانت قد بدأت على العراق أعلامياً قبل أعلان إيران الحرب الرسمية .

منها أن ايران اتفقت مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لأعاقة التقدم العلمي والتكنولوجي والحضاري للعراق وهذا ما كشفت عنه مجلة "نيوزويك" الأمريكية في عددها الصادر في 14 /10/1974 حيث نشرت تفاصيل الأتفاق الأيراني – "الأسرائيلي" - الأمريكي والتي تنص على على ضرورة قيام إيران في إعاقة جهود البناء العلمي والأقتصادي والعسكري للعراق.

وكانت الغاء أتفاقية الجزائر الموقعة مع العراق ( 14 - 9 - 1980 عندما أعلن الجنرال فلاحي نائب رئيس قيادة الأركان المشتركة لجيش "الجمهورية الإسلامية" في حديث لشبكتي الإذاعة والتلفزيون الايرانية بأن إيران لا تعترف باتفاقية الجزائر الموقعة مع العراق في آذار عام 1975، ولا بالحدود البحرية مع العراق" .

في 7/9/1980 اغارت القوة الجوية الأيرانية على بغداد وفي اشتباك جوي تم اسقاط طائرة فانتوم 5 يقودها الملازم الطيار حسين لشكري وتم اسره وهو أخر أسير سلم لأيران.

قامت القوات الجوية الأيرانية ب 249 اعتداءاً على العراق و244 اعتداءاً برياً للفترة ما بين شباط 1980 و22 ايلول سبتمبر وثبتت هذه الاعتداءات ب 240 مذكرة رسمية سلمت الى الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الأسلامي والى الخارجية الايرانية عبر سفارتها في بغداد وقد استخدمت أيران صواريخ ارض ارض في آب 1980 لقصف المدن الحدودية العراقية واعترفت عبر وسائل الأعلام الأيرانية ( ( في 27 آب/أغسطس أعلنت إذاعة طهران، وفقا لما نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية في 29 آب 1980، بأن المعارك قد أخذت حجما أكثر خطورة بعد اندلاع المعارك في منطقة قصر شيرين وامتداتها إلى معظم المراكز الحدودية. وأعلنت أن القوات المسلحة الايرانية قد استخدمت في عملياتها لأول مرة صواريخ أرض - أرض.

المؤامرة الايرانية الأمريكية مستمرة على العراق والعرب ولا تنسوا هذه المقولة لوزير خارجية ايران خميني ففي الثامن من نيسان 1980 صرح وزير خارجية ايران بأن "عدن وبغداد يتبعان بلاد فارس".

وأطماع إيران تحققت بعد الغزو الأميركي على العراق ولولا هذا الغزو لما وطأت إيران أقدامها على العراق ولا على صنعاء ولا على بيروت وسورية التي تعدهم جميعاً عواصم خاضعة لسيطرتها ، تلعب ( شاطي باطي ) بالدول العربية بعدما أحكمت قبضتها على العراق وهذه الدول بمساعدة أمريكا وحماقة سياساتها العدوانية ضد العرب .

كل هذه الحقائق على الأرض اليوم –بعد أن وصل التهديد الأيراني إلى البلعوم الخليجي وحنجرة الدول الأسلامية وبدأت صرخاتها تتعالى من تدخلات إيران السافرة في شؤونها الداخلية وزعزعة أستقرارها ونشر التشيع الصفوي في ربوعها _صحت من النوم والوهم وأقرت ّ بأن إيران دولة معتدية كان العراق العربي أول ضحية من ضحاياها وأقرت بالدور العراقي في كبح جماح واطماع إيران لمدة 35 عاماً – قضى فيه النظام يصد ّ مشاريع إيران الخبيثة تارة بالحرب وتارة بالسياسة !!





الاثنين ١٣ ذو الحجــة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / أيلول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة