شبكة ذي قار
عـاجـل










الرئيس الأمريكي رونالد ترمب اعلن في 13/10 الجاري .. استراتيجيته للتعامل مع انشطة وسياسة النظام الإيراني عامة،والاتفاق النووي خاصة والذي وصفه بانه "سيء للغاية وانه ليس في صالح الولايات المتحدة " وقد احال الاتفاق الى الكونغرس لأعادة النظر فيه خلال شهرين ،لان ايران، حسب قوله، خرجت عن روح الاتفاق الهادف الى إحلال السلام في كل تعاملاتها من رعاية الإرهاب ودعم المنظمات الإرهابية، ونشر وتطوير الصواريخ الباليستية ،والتهرب من اخضاع كل المنشآت النووية للتفتيش، وقمعها لشعبها، وبشاعة ممارساتها في العراق وسوريا واليمن وتمددها وتأجيجها للصراعات والحروب في المنطقة ! مؤكداً "ان واشنطن لم ولن تسمح لإيران بامتلاك السلام النووي" فاتفاق فيينا النووي.. جاء نتيجة ضعف وتردد وفشل سلفه الديمقراطي أوباما، فضغط انذاك لتحقيق نصر ولو كان زائفاً بفرض ( الاتفاق ـ الصفقة ) بذريعة احياء دور ايران ( شرطي المنطقة ) وبما يخدم الاجندة الامريكية! .

 فما هي الإجراءات الامريكية المتوقعة ضد ايران وهل ان ترمب جاد في استراتيجته!؟ . رغم ان الاراء تباينت حول جدية ترامب في تنفيذ استراتيجيته من النظام الإيراني ككل وليس فقط اتفاق فيينا النووي الذي ابرم في 14 تموز ـ يوليو 2015 ،ويميل الكثيرون الى ان الموقف الأمريكي لن يتغير بشكل جذري من التعامل مع النظام الإيراني والمتوقع هو الاتي:ـ . 1ـ ان الربط بين الاتفاق النووي مع مجمل أنشطة وتعاملات النظام الإيراني.. الهدف منه تأكيد موقف ترامب الحازم من النظام الإيراني ،وردعه واشعاره بان واشنطن غير غافلة عما تحاوله طهران في السر للوصول الى السلاح النووي، وانها قلقة من العلاقة مع كوريا الشمالية! ومن نشر وتطوير سلاح الصواريخ الباليستية وغيرها واستخدام أموالها الطائلة على البرنامج النووي والتسليح ودعم الإرهاب والمنظمات الإرهابية وأثارة الصراعات في منطقة الشرق الأوسط، فترامب لن يسمح بذلك وان واشنطن ستعدل او ستلغي الاتفاق النووي "تمزيقه !"حتى وان اختلفت في ذلك مع حلفائها في مجموعة 5+1 والذين يشاركونها ذات القلق من مخاطر مجمل التعاملات وسياسة الهيمنة التوسعية لطهران ورعايتها للارهاب!!.

2 ـ ادراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية وربما العمل على اصدار قرار دولي بذلك ،كما هو حال حزب الله في لبنان ،وتوقع صدور عقوبات اقتصادية وسياسية رادعة ضد منظمة الحرس ككل إضافة الى مسؤوليها كتجميد الاموال في البنوك وحظر السفر، علماً ان الولايات المتحدة ومصالحها تحت تهديد متصاعد من قبل المسؤولين الايرانيين وقادة الحرس الثوري والمليشيات والاذرعة المرتبطة بها في العراق ( الحشد ) وميليشياته التي فاق تعدادها المائة! واليمن ( انصار الله ) ولبنان ( حزب الله ) والميليشيات المرتبطة بالنظام في سوريا .

3 ـ مصداقية ترمب ومواقفه الحازمة من نظام الملالي والارهاب على المحك فقد وعد بإصلاح الأوضاع في المنطقة وإعادة الاستقرار والامن والسلام الذي افتقد بعد خطأ احتلال العراق ووضع حد للهيمنة الإيرانية وتمددها وهيمنتها على 4 عواصم عربية بعد ان اطلقت واشنطن يد طهران في المنطقة، وقد ازدادت هذه السياسة فعالية بعد الاتفاق النووي الذي حررها من العقوبات الاقتصادية واطلاق الارصدة المجمدة التي عادت على طهران بأكثر من 150 مليار دولار صرفت على البرنامج النووي والتسليح ودعم المنظمات الإرهابية، لهذا يتوقع صدور حزمة من العقوبات الاقتصادية والسياسية والتشدد فيها وهذا ما سيعرقل مخططات النظام الإيراني بالنسبة للبرنامج النووي وتطوير سلاح الصواريخ والصرف على التسليح بشكل عام ،فضلاً عن انه سيزيد من غليان الشارع الإيراني تجاه نظام الملالي . .

 4 ـ الاتفاق النووي وصفه اوباما بانه "اتفاق تحقق وليس ثقة! واكد ان الخيارات مفتوحة امام الرئيس القادم في حال خالفت طهران شروطه" وبهذا رمي الكرة في ملعب ترمب؟! وهي إشارة على ان واشنطن تدرك ان طهران ستخرق الاتفاق وانها تحث الخطى مسرعة لبلوغ حلمها النووي كما حصل مع كوريا الشمالية ،ومما تخشاه واشنطن ،وهو الأهم، من ان نجاح طهران سيدفع دولاً أخرى في المنطقة ( تركيا ومصر والسعودية ) على السير في ذات المسعى النووي المماثل وهذا ما لايسمحون به ،لانه سيشكل خطرا عليهم وعلى إسرائيل ومصالحهم لادراكهما حقيقة ان ايران اذا ما امتلكت سلاحاً نووياً فانها ستستخدمه ضد العرب وليس ضد إسرائيل! لذلك ستعمل واشنطن على افشال مساعي طهران لولوج النادي النووي ،حتى وان قامرت، وبدفع صهيوني وبمشاركة إسرائيل، بتدمير المنشآت النووية الظاهرة وبما يعيق تصنيع السلاح النووي لأن التدمير الكلي كما حصل لمفاعل تموز العراقي والحسكة السوري صعب وليس يسيراً بلوغ مقذوفات المقاتلات المنشآت النووية السرية المقامة في باطن الارض وداخل الجبال؟! .

5ـ دعم المعارضة الإيرانية والقوى المعتدلة والديمقراطية لاسقاط نظام الملالي الحالي اذ تشهد العاصمة طهران وسائر المدن الإيرانية ومنذ أيام تظاهرات منددة بسياسة النظام الداخلية القمعية والخارجية التي تحمل الشعوب الإيرانية تكاليف باهضة!،وواشنطن قادرة على لعب دور في ذلك ومبرراتها تعاملات النظام الإيراني العدائية وممارساتها الإرهابية البشعة في العراق وسوريا واليمن ورعايتها للارهاب ودورها المزعزع لاستقرار وامن وسلام الشرق الأوسط والعالم اجمع، ولو كان تيلرسون وزير الخارجية وإدارة ترمب جادين في اعلانهم اسقاط النظام الإيراني وليس من باب الردع والتخويف لعملوا على ذلك لاسيما وان الرئيس ترمب وعد بوضع حد للسياسة الإيرانية وللتمدد الإيراني في المنطقة وتصحيح أخطاء واشنطن إزاء العراق بالعمل على اخراج ايران وانهاء احتلالها للعراق والتصدي لسياستها التوسعية ودموية ممارساتها والمنظمات الإرهابية المرتبطة بها، ومما سيعجل في ذلك دعم شعب العراق المعني بالتصدي للاحتلال الفارسي ..والتحرك الفوري لدعم المعارضة الايرنية وفرض الحصار وتشديد العقوبات الاقتصادية والسياسية ومساندة شعوب ايران التي تعاني من قمع السلطات ومن تدني المستوى المعاشي وتردي الوضع العام ،فسلام وامن المنطقة والخلاص الفعلي من الإرهاب لايتحقق بوجود نظام الملالي الحالي. .

يبقى ان هذ الاستراتيجية هي على الورق وان الحكم عليها وعلى جدية ترمب وادارته اليوم في التعامل مع ايران على المحك ولا يمكن الحكم عليها الا بعد الشروع بالتنفيذ، وما هو متوقع ان الضغوط الامريكية على طهران ستستمر ولكن دون تغيير حاسم! لكثرة مصادر القوى المتحكمة والمقيدة لقرارات الرئيس وادارته ،رغم ان العالم اجمع يعاني من سياسة الملالي العدائية ودور طهران في دعم ونشر الإرهاب الذي صار بمقدوره الوصول الى عقر الديار الامريكية والعواصم الغربية وبما يزعزع الاستقرار، ولعل أولى الخطوات الجدية في معاقبة النظام الإيراني مساعدة الشعب العراقي في طرد المحتل الايراني وتنفيذ وعود ترمب في ذلك! وانهاء الهيمنة الفارسية على دول المنطقة والتعامل بشدة مع الحرس الثوري والمنظمات والمليشيات الإرهابية وقطع مصادر دعمها وتمويلها اذا ما كانت هناك رغبة صادقة ونية حقيقية ،وعلى الدول العربية المستهدفة فارسياً الاستفادة من استراتيجية ترمب والتحرك لدعمها وإقناع المعرقلين من ان ذلك يصب في مصلحة أمريكا والحملة الدولية للحرب على الإرهاب. .





الخميس ٢٨ محرم ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / تشرين الاول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة