شبكة ذي قار
عـاجـل










لطالما ارتوت ارض بلاد ما بين النهرين بدماء أبنائها دفاعا عنها، فكما سطّر التاريخ، وذكّرنا دائماً، أنّ العراق تعرض منذ تاريخ ميلاده لغزوات الطامعين، وكل غزوة يهب ابناء العراق من مختلف المشارب والاعراق فيدافعوا عنه ويذودوا من اجل كرامته واستقلاله ضد الطامعين والغزاة، فلا تثنيهم قوة او حصار عن الاستمرار في المقاومة والصراع حتى يخرجوا الغريب من ديارهم، وقد ذكر التاريخ امثلة لاحصر لها عن تلك البطولات وعن هذه الدماء الزكية.

وهنا اصبح لزاماً علينا أن نذكر هؤلاء الاكرم منا جميعا، الذين استشهدوا فداءً لتراب العراق على ايدي من يريد الخراب لوطنهم، ففي كل عام في هذا الشهر يستذكر العراقيون شموسا من أبنائه، ضباطا وجنودا، كل ذنبهم انهم عراقيون ابطال دافعوا عن ارض بلدهم فأسرهم المعتدي، وبعد خسارته المعركة، وتنفيسا عن حقده وسمومه الصفراء، قام بإعدامهم واحداً تلو الاخر، بأبشع الصور ثأرا لتلك الخسارة، ولم يكن هذا هو الامر الوحيد المستهجن والبشع، بل الاكثر منه، انه فعل ذلك ( النظام الايراني ) امام كاميرات التلفزيون وامام انظار الصليب الاحمر، وهي اللجنة المسؤولة ( دوليا ) عن شؤون الاسرى والمفقودين في حال الحروب والنزاعات، سواء بين البلدان او بين ابناء البلد نفسه، اي ان الجريمة موثقة عالميا، ومع ذلك لم يحاسب النظام الايراني على فعلته، ولم تنصب له المحاكم، ولم يعاقب أو يحاصر، ولم يهجم عليه احد، ولم تحتل ارضه ويجوّع شعبه، ولم تقصف مدنه عشرات المرات بمئات وربما الوف الاطنان من المتفجرات ( رغم ان الجريمة موثقة عالميا )، كما هي جريمة قصف حلبجة، المدينة العراقية الحدودية، التي قصفها الجيش الايراني المعتدي بالكيمياوي، والذي وثق امتلاكه واستخدامه فقط من قبل ( ايران )، وايضا وثق الامر اعلاميا من قبل الصحافة الغربية ولم ينطق الضمير العالمي بكلمة، لتأتي بعدها صفحات متتالية من مراحل الاستشهاد من اجل اسم العراق، فتمر ثلاثة عشر سنة عجاف يقاسي فيها الشعب العراقي وحده ظلم الحصار، ويموت من اطفاله فقط ما يقارب المليون طفل، بسبب نقص الدواء والغذاء، فقط لأن الغرب يريد ان يعاقبه تاركا كل الجرائم الدولية التي تقوم بها الدول المجاورة للعراق او البعيدة عنه، ويحاصر العراق ارضا وبحرا وجوا بحجج واهية وسخيفة فيقتل من ابنائه مئات الالوف.

ثم تأتي جريمة العصر المركبة، والتي ربما لم ولن نجد ما يضاهيها في حياتنا على الارض، سوى ماسيقوم به قوم يأجوج ومأجوج، فيحتل العراق وتستباح ارضه وخيراته ومقدراته وثرواته وسيادته، ويأسر رئيسه الشرعي ومن ثم يحاكم محاكمة باطلة على تهم باطلة، ومن ثم يتم اغتياله، وكل تلك الامور امام انظار العالم اجمع وضميره النائم الذي لا يصحو ابدا، وتستكمل الجريمة فيتم ارسال المتشددين الى ارض العراق واحتلال اراضيه من قبلهم وقتل الالاف من ابناءه.

وتستمر سلسلة الشهداء متواصلة، حيث قالت مؤخرا منظمات غربية مستقلة غير حكومية معنية بشؤون قتلى الحروب في الشرق الاوسط، ان عدد القتلى العراقيين منذ غزو ثم احتلال العراق في نيسان 2003 ولغاية اليوم تجاوز المليون شخص بقليل، من مدنين وعسكرين، جراء اعمال حربية قتالية او شبه حربية صادرة من قوات ( التحالف )، او من السلطة التي تم تعينها بعد الاحتلال ولغاية اليوم، وكأننا نتكلم عن شيء غير حي، او اشخاص ليس لهم عوائل وابناء وامهات وزوجات واصدقاء .

نعم انهم ابناء العراق، ابناء الرافدين دجلة والفرات، كل من عاش على ارض العراق، ومنذ ان نشأ هذا البلد، يعرف شهيدا، هذا قدرنا المحتوم، ولذا فنحن نقول ان يوم الشهيد في العراق لا يختزل في يوم ولا مناسبة، فكل ايام بلادنا يوم للشهيد، وكل ارض العراق كربلاء، فجدنا الحسين ( ع ) استشهد على هذه الارض دفاعا عن الحق، وسيظل الحق مقصدا لكل شهداء العراق الذين يدافعون عن المبدأ ما بقت الحياة بأذن ربها.


لجنة الثقافة والإعلام
هيئة طلبة وشباب العراق / تنظيمات الخارج





السبت ٢٠ ربيع الاول ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / كانون الاول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحفاد حمورابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة