شبكة ذي قار
عـاجـل










للمرة الاولى يقف العالم كله في جهة والكيان الصهيوني وأميركا في جهة أخرى في مشهد أستثنائي فالصورة التي شاهدناها في مجلس الأمن لم نشاهدها في قاعة المجلس سابقاً فقد وقفت 14 دولة ضد الموقف الامريكي المنفرد من أعلان الرئيس الامريكي ترامب نقل سفارة بلاده للقدس بأعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني بحيث لم تجد من يؤيد قرارها وهذا ما يوجب على الادارة الاميركية أن تفتح عيونها عليه جيداً وتعيد حساباتها جيداً فأميركا اليوم ليست في أحسن حالاتها ولاحتى الكيان الصهيوني فقد ذهبت الى منزلق خطير بألاستناد ألى حسابات خاطئة فالشعب الفلسطيني يدفع الثمن من دماء أبناءه ولن تكون الأثمان قليلة فقد حذر أحد مدراء الموساد السابقين من وضع متفجر قد يواجهه كيانهم الهزيل وكذلك حذرت قيادة ماتسمى بجيش الكيان السلطة السياسية فيه من تدهور الاوضاع بشكل غير مسبوق وكل ذلك يتزامن مع تغير كبير في المواقف الأوروبية تجاه الكيان الصهيوني على الرغم من حرص ساسته عبر الاعلام المأجور لتبييض صورة كيانهم الهزيل لكن منطق الاحتلال والظلم وصور التنكيل المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي تفضح ممارسات الكيان الاجرامية مع تزايد الوجود العربي والاسلامي في الغرب وغالبية هؤلاء شباب تقودهم العاطفة للانتقام وهذا مايهدد الامن القومي لاي بلد يساند الكيان وخصوصاً أن صورة الامن قد أصبحت هشه بعد تزايد العمليات الارهابية في عدة بلدان ومنها فرنسا وبريطانيا وهذه الدول وغيرها ليست بحاجة لتأجيج التطرف فيما لا تزال في الوقت نفسه تسعى لحل كارثة المئات من مواطنيها ممن ألتحقوا بتنظيم داعش والخشية من عودتهم التي تعني مزيداً من العمليات الانتحارية كل هذه الامور التي تفاقم الوضع وفي نفس الوقت برز جيل من المهاجرين العرب للغرب أصبح له دور فاعل في منظمات المجتمع الاوروبي وهذا ما سمح بأسماع صوت القضية الفلسطينية وأخذ بعضهم يدعو لتنظيم حملات المقاطعة للكيان الصهيوني وهذا ساهم في أبقاء قضية الاحتلال لفلسطين حية وبدت جهودهم جلية في المظاهرات أمام السفارات والقنصليات الاميركية والتي فاقت في أهميتها تلك التي شهدناها في عدد من الدول العربية أن ما ذكرناه ليس مجرد أنشاء ففي السبعينات من القرن الماضي كان عدد كبير من سكان أوروبا لا يعرفون أين تقع فلسطين وكانت وثائقيات التعذيب النازي من أساسيات البرامج التلفزيونية لإبقاء عذاب الضمير متأججاً أتجاه اليهود وأستعطافهم وهذه الصورة على مايبدو ماتزال عالقه في أذهان الرئيس الامريكي ترامب الذي تصور بأن العرب ضعفاء وأن أميركا اليوم هي قوية بالقدر الذي يسمح لها بتمرير مثل هذا القرار فأميركا بقراراتها المتخبطة الاخيرة لا تفعل سوى عزل نفسها وقبل مأزق القدس كان الخروج من أتفاقية باريس للمناخ وكذلك أنسحابها من الاتفاق التجاري للشراكة عبر المحيط الهادي وبدأت في تنفيذ أمر حظر السفر الذي يستهدف ست دول ذات غالبية مسلمة أن هذه المحاولة هي لتصوير أن قضية فلسطين سياسية أو هكذا نحب أن يقول العرب لكن موضوع القدس تحديداً وجعله عاصمة للكيان الصهيوني وأصراره على جعلها عاصمة له لها بعد ديني كبير فلم يتحدث سفير الكيان لدى الأمم المتحدة في السياسة خلال جلسة مجلس الأمن التي تلت القرار الأميركي بل تحدث عن الملك داود الذي أعلن القدس عاصمة لليهود منذ ثلاثة الاف سنة ولذلك فهي كانت وستبقى عاصمة (لاسرائيل على حد زعمه وأن شرح كلمة القدس مذكورة في الكتاب المقدس 660 مرة ويتذكرها اليهود حين يصلون لا ولم يكتفي بذلك بل عرض بقطعة نقدية قال أنها وجدت في المدينة المقدسة مكتوب عليها بالعبرية كلمة القدس وتعود ألى 67 سنة قبل الميلاد حسب زعمه وهنا لتكتمل فصول المسرحية أشادت السفيرة الاميركية بسفير الكيان حين بدأت خطابها بأن الشعب اليهودي صبور لانه أنتظر ل 3000 عام حتى تعود القدس له وأن أميركا أقل صبراً ولا تستطيع الانتظار أكثر وأن القدس عاصمة للكيان منذ 70 عاماً في الواقع ولم ولن تفعل أميركا سوى الاعتراف بالواقع الذي ينكره الاخرون وهذا لا يأتي من فراغ فقد أخذ الكيان الصهيوني يشعر بأن دول العالم أخذت تتغير بعد القرار الذي اأخذ في الماضي في مجلس الأمن بعدم شرعية المستوطنات في أراضي 1967 والقدس تعرف أن الوقت لن تكون عاصمة لهاخصوصا بعد قرار اليونيسكو الاخير والذي أعتبر ماتسمى بأسرائيل كمحتلة للقدس ولاسلطة قانونية لها عليها وعلى مايبدوأن القرار الامريكي قد أستنهض جيلاً من الشباب كان لا يعبأ بفلسطين كبلد محتل وأخذ اليوم يتظاهر من أجلها وربما سيقاتل بينما كانت هناك أجيال لاتعرف سوى النكبة وقد بات الفضول في جيل اليوم يدفعهم لان يستعيدوا تاريخهم ليفهموا ويعوا الحقيقة ولم يكن يتصور أحد أن تستيقظ قضية فلسطين على هذا النحو من سباتها بعد خطاب قصير وكلمات موجزة وأن يهب الفلسطينين وتجتاح المظاهرات العالم من جاكرتا وكوالالمبور وواشنطن الى عواصم أوروبا فضلا غن الدول العربية وهذا ماسينتج جيل التحرير بعد توالي النكسات في العراق وسوريا وليبيا واليمن فالان الاجواء مهيئة بعد أن أرتدت مخططات الاعداء وجاءت بنتائج عكسية وبالنهاية ستبقى القدس عربية وعاصمة لفلسطين  .




الاثنين ٢٢ ربيع الاول ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / كانون الاول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق عبد الامير عباس الحسيني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة