شبكة ذي قار
عـاجـل










دخلت محنة العراق 15 عاماً في ظل العملية السياسية التي جاءت مع الاحتلال عام 2003 وعجز سلطتها الفاسدة لتغرق البلاد بوضع كارثي انعكس على مجمل الاوضاع ، فالامل بان يكون العام الجديد عام خلاص وفرج والحلم بمخلّص هو ما يتطلع اليه شعبنا في العراق وكذلك هي تطلعات شعبنا العربي عموماً وفي سوريا ولبنان واليمن بشكل خاص لما تعانيه هذه البلدان من عدوان وتدخل إيراني سافر وهو امل يتحقق على ايدي شعبنا ورجالنا عندما تحين الساعة التي لم تقو على الصمود بوجهها اية قوة ! فهل يحمل عامنا الجديد 2018 بشائرخلاص حقيقي؟! فالاوضاع المحيطة بالعراق ونفاذ صبر شعبنا يعطي الامل بخلاص مباغت قد يحصل في لحظة غير متوقعة! ولكن ما يصّعب ذلك استمرار ذات القوى ونفس العتاة على دعم وحماية السلطة ومنع سقوطها! وحتى ما بناه البعض من تفاؤل على تصريحات الرئيس الأمريكي الجديد رونالد ترمب وموقف ادارته المتشدد من ايران والواعد للعراق بإصلاح أوضاعه وانهاء الهيمنة الإيرانية عليه وطرده من أراضيه ،ووضع حد للتمدد الإيراني على حساب العرب لا يعدو كونه كلاماً مخّدراً يفتقر الى الصدقية والجدية فهدف ترمب وادارته استعباد الدول وسلب أموالها وبالنسبة للعراق السيطرة على النفط ونهب عائداته المليارية ، وملالي ايران لن يختلفوا مع ترمب الا من خلال التصريحات رغم اعلانه عن سياسته المتشددة تجاههم وبرنامجهم النووي والتهديد بفرض واستمرار العقوبات الاقتصادية المفروضة عليهم بسبب ذلك ولكونهم دولة راعية وداعمة للارهاب، فايران الحديثة نشأت ومازالت تابعة للولايات المتحدة والغرب وشرطيهم في المنطقة فضلاً عن ان علاقات ايران الملالي مع مدللتهم ( إسرائيل ) رغم الشعارات المعادية ورفع شعار تحرير القدس لم تتغير بل توثقّت واستمرت باحسن فتراتها من التعاون والتنسيق ! فلماذا نفذ ترمب وعده بنقل السفارة الامريكية الى القدس ولم يلتفت الى ما هو اهم ،والى وعوده فيما يخص العراق وتهديداته لايران ،وما الذي فعله خامئني وجمهوريتهم ( الإسلامية ! ) !؟ شعب العراق لايحتاج اكثر من رفع يدهم عن السلطة الفاسدة والمعاونة ،اذا كانوا جادين ،لطرد ايران وحرسها من العراق هي ومن يتبعها من أحزاب وميليشيات مجرمة ووضع حد لتمددها على حساب العرب ،فشعبنا وقواه الوطنية ورجاله البواسل رغم هول ما حصل ،ورغم فداحة تركة السنوات الماضية ،قادرون على الخلاص وإعادة بناء البلاد من جديد، فالعملية السياسية ومنذ البدء حملت بذور فشلها لقيامها على دستور كتبه محتل حاقد ومعاد لعراق مقسم تسوده الفوضى وتمزقه الفتن والاحقاد بعد ان كان موحداً وآمناً ومستقراً، وبث الفرقة والدفع على الاقتتال بين مكونات الشعب واقحام الدين في السياسة واستهداف هوية العراق العربية وإقامة سلطة محاصصة طائفية واتنية مجرمة مكنت الأحزاب الاسلاموية من التسلط والسيطرة على المشهد السياسي وهيمنة الملالي ( المرجعيات ) وتأثيرها على القرار وقيادة دفة السلطة نحو ظلامية مدمرة ، يشرف عليها ويدفع اليها ملالي ايران شركاء الولايات المتحدة في العدوان والتآمر على العراق والذي انتهى باحتلاله وتدميره عام 2003 ليبسط الفرس نفوذهم على السلطة والعملية السياسية برمتها والتمدد نحو الأقطار العربية ليعلنوا ،بتبجح وشماتة، من ان "4 عواصم عربية غدت تابعة لإيران "!

ولعل من كبريات الجرائم القيام بحل الجيش العراقي وكل قوى الامن الداخلي ووزارات هامة أخرى، وإصدارقرار "اجتثاث البعث او المساءلة والعدالة" المخالف لكل الشرائع والقوانين الدولية ومبادئ الحرية ولوائح حقوق الانسان والمطبوع بالثأر والانتقام والحقد حارماً شريحة كبيرة من المجتمع في العيش وممارسة حقها الطبيعي في الحياة فضلاً عن حرمان البلاد من الكفاءات والطاقات البشرية وهو بحاجة لها في اعادة البناء والاعمار، وقد عم الفساد كل المرافق وحتى القضاء لم يسلم اذ تسترت رئاسة القضاة الفاسدة اصلاً على عمليات فساد واختلاسات كبرى واهدار المال العام وتهريب وغسل الاموال، فالمحتل هو من فتح باب الفساد على مصراعيه مشرعناً ( ثقافة الفرهود ) اذ قدرت المبالغ التي سرقت من قبل المحتل من البنك المركزي بـعشرات المليارات إضافة الى 9 مليار دولار حصة بول بريمر وحده ناهيك عن سرقة التحف والاثار النادرة والنفائس وكل ما هو عريق وذي قيمة !؟والحكومات المتعاقبة اهدرت اكثر من228 مليار دولار من المال العام حتى 2012 وبلغ غسيل الاموال 360 مليار دولار منها 220 مليار هربٌت الى الخارج،كما ان قيمة إيرادات النفط المباع حتى عام 2015 بلغ 971 مليار دولار+ 200 مليون دولارمساعدات سرقت وذهبت الى جيوب المتسلطين من خلال عقود مزيفة !! فلم يلمس منها المواطن اي تحسن على وضعه ولا في توفير الخدمات العامة وعلى رأسها الكهرباء وماء الشرب ( سجلات وزارة المالية تثبت انه بحدود 20 مليونا رصدت للكهرباء وحدها دخلت جيوب وحسابات المسؤولين الفاسدين ! ) واليوم تسعى السلطة الى خصخصة الكهرباء من خلال البرلمان والذي يجابه برفض شعبي واسع ! العراقيون اضحوا جياعاً وفقراء اذ يعيش 43% بمعدل 1 دولار في اليوم ونسبة من هم تحت خط الفقر 52%،والامية بلغت 50%! كما حلت لغة السلاح والعنف وسلطة المليشيات التابعة للأحزاب المرتبطة بايران والتي ضمت الى الجيش الجديد والأجهزة الأمنية ، ومن ثم توحيد المليشيات المتكاثرة والتي تجاوز عددها المائة بفتوى تحت مسمى ( الحشد الشعبي ،نظير الحرس الإيراني ! ) اذ فقد العراق خلال هذه الفترة وحتى عام 2010 ما يقرب من 3300000 مليون ،واكثر من مليون معاق ومصاب وعدد المخطوفين والذين وجدت جثثهم في الحفر والانهر وعشرات المقابر الجماعية المتناثرة بلغ 213727 بينهم 408 صحفياً و31 قاضياً و1960 مسيحياً و500 يزيدياً ومئات من الصابئة ، ومازالت مستمرة اذ اعلن المرصد العراقي في 20 / 12 / 2017 عن العثور على مقبرة جماعية تضم العشرات من القتلى في اطراف محافظة صلاح الدين؟! اما المفقودون ومنذ الاحتلال فتجاوز عددهم المليون ،والاعدامات لم تتوقف اذ تم قبل أيام اعدام مجموعة في سجن الناصرية !اذ تغص السجون الـ 36 إضافة الى سجن ابوغريب وعشرات السجون السرية بالمعتقلين الذين تجاوز عددهم نصف مليون سجين بينهم 6500 حدث و10 آلاف امرأة ،

وفي 9 / 1 / 2016 عثرالاميركان على 1700 معتقل في سرداب بمدينة سامراء؟! ويقدر عدد النازحين والمهجرين من ديارهم وبيوتهم بعد تدميرها ضمن سياسة التغيير الديموغرافي للسكان التي تمارسها السلطة الطائفية وميليشياتها المجرمة وبدعوى الحرب على داعش ، ووفق تقرير مفوضية اللاجئين في بغداد، وحتى عام 2010 بما يقرب من 5 ملايين بينهم 34 %نساء وأطفال في الداخل ومثله واكثر في الخارج ( في تصريح لوزير التخطيط سليمان الجميلي في 18 / 12 / 2017 اعلن ان اعادة اعمار المباني العامة للمحافظات التي شهدت الحرب على داعش يقدر ب 47 مليار دولار، ماعدا كلفة إعادة بناء بيوت واملاك المواطنين وتعويضاتهم والذي سيطرح على مؤتمر الدول المانحة الذي سيعقد لهذا الغرض في الكويت ؟!! ) وقد بلغ عدد الارامل 3 مليون ارملة،وان هناك 5مليون يتيم ،ونصف مليون مشرد مع الادمان على المخدرات التي انتشرت ووضعت بمتناول الشباب وفق خطة إيرانية مقصودة، ودمرالاقتصاد الوطني وعم الخراب كل القطاعات بسبب انتهاج السلطة سياسة ريعية بالاعتماد على النفط والاستيراد المفتوح ومن السوق الايراني بشكل أساس مع سياسة ايرانية باغراق السوق بكل متطلباته من بضائع فاقدة الجودة وبعضها خطير كالادوية الفاسدة ! ،وبسبب عدم وجود سياسة تخطيطية ومالية واضحة والفساد والسرقات الكبيرة وضعف الكفاءات والادارات واللجوء للاقتراض والتذبذب وعدم الاستقرار بأسعار النفط مما اوصل البلاد الى التدهور.

وكانت الصحة والبيئة رغم اهميتهما وارتباطهما بسلامة الناس قد نالهما الخراب، فقد فرّ اغلب كوادرها الطبية والوسطية ممن سلم من الاغتيالات والتصفيات الى الخارج،وان اكثر من 2000 طبيب تم اغتيالهم وان 90% من المستشفيات تعاني ندرة الاطباء والمساعدين والى الادارات المتخصصة، وبلغ عدد الاصابات بالسرطان بالالاف غالبيتهم من النساء والاطفال، وهناك 350 موقعا ملوثا ،كما ظهرت امراض خطيرة خلا منها العراق منذ عقود كالحصبة والجدري ، مع انتشار الايدز بسبب الاهمال وانعدام النظافة والجهل والتخلف والامية! وقد طال الخراب والفساد قطاع التربية والتعليم ،وعاد التخلف وتفشت الامية حتى اعتبر العراق عام 2011 " البلد الاكثر تخلفا في العالم " فاضافة الى موجة الهروب الجماعية للأساتذة والكوادر التدريسية هناك اليوم 150 ألف شهادة مزورة و905 حالة تزوير في الوثائق الرسمية وان الشهادات تباع والنجاح والمعدلات تشترى، والمناهج غيرًت بسبب اشراف النظام الايراني عليها وان الكتب المدرسية تطبع في ايران؟! هذا ما وصلت اليه حالة العراق وقد حذر ( بان كي مون ) الامين العام للامم المتحدة في 14 / 1 / 2016 من " كارثة انسانية في العراق نتيجة الاخطاء الكارثية للحكومات العراقية المتعاقبة "! .

فالخلاص مطلوب ولابد منه ،واستمرار السلطة في الانحدار بالبلاد يجب ان يتوقف ،وهو بالتأكيد ليس على يد المحتلين والعملية السياسية والسلطة الحالية التي لايهمها الا الاستمرار لنهب المزيد من أموال الشعب العراقي وخدمة برامج واجندات الاسياد المحتلين ،فالانتخابات على الأبواب والتي ستتنافس فيها نفس الوجوه وذات الأحزاب الـ 143 حزباً ،اذ يسعى رجل طهران المفضل نوري المالكي رئيس حزب الدعوة للاستفراد بالسلطة من خلال تحالفات مع الكتل الحزبية الأخرى، وقد يتحقق له ذلك او الإبقاء والتجديد للعبادي على اعتباره اكثر قبولاً من المالكي بعد تلميع صورته على انه من قام بطرد داعش ،فصناديق الانتخابات تحت تصرفهم يفرضون من يريدونه ،وملايين الأصوات الاحتياطية من الإيرانيين الذين ادخلوا العراق ومنحوا الجنسية بدعوى زيارات عاشوراء با يدهم ترجح كفة هذا او ذاك،

والتساؤل .. الى متى هذا السكوت من قبل الشعب الذي يتلاعبون به ويمصون دمه وينهبون ثروات البلاد ويبعونه لمحتل حاقد ومعاد ؟! الشارع العراقي يشهد رفضاً شبه جماعي ووطأة الوضع العام والحال الذي وصلته البلاد ومعاناة الشعب والتهديد بتقسيم البلاد وهذا الاستهتار الفارسي وعمل ملالي ايران ومن خلال حرس قاسم سليماني والسفير الإيراني في بغداد احكام سيطرتهم على العراق وابتلاعه ومواصلة التمدد على البلدان العربية من خلال الاذرع وجيوش وميليشيات الدول الأربع واموالها وحتى قيام الهلال او البدر الشيعي ليشمل الشمال الافريقي وحتى أفغانستان وباكستان ، كل هذا سيدفع باتجاه الهبة الشعبية والثورة بوجه المحتلين وبالأخص الفرس اذا ما تهيأ القائد والرجال البواسل ،وليس مطلوباً الا التحرك باشعال الفتيلة الأولى وستنهار امامهم امبراطورية الملالي ولن يلحق الاتباع من متسلطين وغيرهم على الفرار والتطافر باتجاه الحدود!

بهذا يكون الخلاص على يد الشعب وقواه الوطنية الاصيله وليس من خلال الحلول الترقيعية المخادعة للسلطة وازلامها ومن خلال المحتلين وما يروّجون له بمؤتمرات زائفة تبقيهم في السلطة مع استمرار الانحدار ، خلاص فعلي شامل يعيد للبلاد هيبتها وكرامتها وقوتها لن يبقي على المحتلين وكل من يتبع لهم ويباشر ببناء العراق من جديد ( النفط من اجل البناء ) وفق مشاريع وطنية للانقاذ ابرزها ما طرحه حزب البعث قبل اشهر من خطة متكاملة للحل الشامل المطلوب والذي سيشارك فيه كل العراقيين دون استثناء او وفق ما جاء في البيان الختامي لمؤتمر القوى الشعبية الذي عقد مؤخراً في 9 و10 كانون اول / ديسمبر2018 في تونس ، فالكوادر والكفاءات موجودة ومتحفزة لبناء العراق والنفط وخيرات العراق تغطي ذلك فضلاً عن ان البناء الحقيقي سيشرك اغلب الدول وشركاتها في ذلك ، ان حال العراق اليوم لن يستمر الى ما لا نهاية فالخلاص قادم على ايدي أبنائه وبهمة رجاله الميامين "ما للظلام خوف ، هجوم الصبح فتح ".





الثلاثاء ٨ ربيع الثاني ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / كانون الاول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة