شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يكن اغتيال القائد صدام حسين اغتيالا لرئيس عربي وقف في وجه أمريكا صاحبة اليد الطولي في النظام العالمي الجديد أحادي القطب فحسب , بل كان اغتيالا للزعيم العربي الأصيل صاحب المشروع النهضوي الذي أخافت ملامحه أعداء الأمة الطامعين بثرواتها وأرضها, اغتيالا لرمز عربي امن منذ فترة طويلة بأن مشروع تحديت العراق وجعله قاعدة للنهضة العربية الشاملة يستلزم وجود قيادة تبني وشعب يعمل.

لقد تبدت ملامح المشروع النهضوي العربي واضحة للعيان منذ تسلمه رحمه الله قيادة العراق بجدارة واقتدار, تمثلت في اشاعة الأمن واجتثاث بؤر التجسس, وحل المشكلة الكردية , بإ قامة الحكم الذاتي في كردستان العراق, ووضع الخطوط العريضة لقيام الجبهة الوطنية القومية التقدمية في تموز 1973م .. مما أثار عليه حفيظة القوى المعادية من صهاينة وأمريكان وفرس.

ومن أولى الضربات التي وجهها القائد صدام حسين وسميت حينها بضربة معلم عملية ( تأميم النفط العراقي ) وطرد الشركات الأجنبية .. لترتفع العائدات العراقية من هذه الثروة النفطية العراقية إلى 25 مليار دولار عام 1981م .. بينما كانت العائدات في ظل الشركات الاحتكارية الأجنبية 846 مليون دولار فقط في عام 1971م .. وعمل أيضا على رفع مستوى الدخل للفرد العراقي إلى عشرة أضعاف ما كان عليه في السابق.

وبالنسبة للثروة الزراعية فقد رصد رحمه الله لها ( 30 ) بالمئة من الدخل القومي .. ألأمر الذي زاد من مساحة الرقعة الزراعية إلى ( 30 ) مليون دونم من ( 8 ) ملايين دونم ما بين عامي 1971_ 1980م.

وفي القطاع الصناعي بنى القائد العربي صدام حسين رحمه الله قاعدة صناعية اقتصادية قوية ومشروع صناعي طموح وتكنولوجيا متقدمة .. كل ذلك استنادا على القاعدة العلمية والتعليم الإلزامي والمجاني , من رياض الأطفال حتى الدكتوراه , والابتعاث إلى أفضل الجامعات في العالم .. وتمكن العراق بقيادته من إيجاد جيش من العلماء من ذوي التخصصات المختلفة والنادرة و صلت قائمة العلماء في العراق إلى ( 70 ) ألف عالم من ذوي الكفاءات العالية صارت أهداف للتصفيات الجسدية في العراق المحتل لكونهم عماد مشروع القائد المشروع العربي النهضوي.

ومما نفذه عراق القائد صدام مشروع محو الأمية للكبار والتي كانت تشكل في حينها ( 70 ) بالمئة , وفي زمن قياسي ثلاث سنوات فقط تمكن رحمه الله من محو أمية الكبار .. أشادت بذلك اليونسكو التابعة للأمم المتحدة

وفي المجال الصحي فقد حصل العراق في عهده رحمه الله على شهادة من منظمة اليونيسف كأفضل نظام صحي في الشرق الأوسط.

أما مراكز البحوث , فقد تجلى دورها كشريك فاعل في التخطيط والتنفيذ , ورسم السياسات ووضع المناهج , وأنفق عليها بسخاء حيث بلغت حصتها ( 3 ) بالمئة من ميزانية الدولة , حوالي ( 600 ) مليون دولار سنويا.

وفي مجال المواصلات والطرق , فلقد كانت الشبكة واسعة لألاف الكيلومترات والجسور عملاقة وذات معايير عالمية في انحاء العراق.

ورفد القائد صدام كل ذلك بقوة عسكرية عملاقة ومؤهلة للدفاع عن الأمة ومشروعها العربي النهضوي .. وأضحى الجيش العراقي واحدا من أقوى جيوش العالم , وتجلت هذه القاعدة في حرب الخليج الأولى والثانية والحرب الاحتلالية لعراق القائد صدام حسين رحمه الله , يدعم هذه القوة العسكرية قطاع التصنيع العسكري والعبقرية التصنيعية لهذا القطاع العملاق , والذي يعد أكبر وأهم سند للمقاومة العراقية المجاهدة في الوقت الحالي.

ولقد واجه العراقيون تحديات كبيرة منها ما دمره الأشرار في عدوانهم الثلاثيني عام 1991م. فكان الإعمار فعل عراقي غير مسبوق وغير عادي في زمن قصير وقياسي في ظل حصار جائر أذهل الغرب وصحافته من هذا العملاق العربي الذي يصعب ترويضه وكسره , ولكن الإرادة والعزم لدى القائد وشعبه الأبي أثبتت أنهم أكبر من ذلك التحدي , ورفع القائد شعار ( ( يعمر الأخيار ما دمره الأشرار ) ) , وخطى العراق بعدها خطوات جبارة في ظل الحصار , من أهمها بيع نفطه باليورو بدلا من الدولار .. الخطوة التي لم يجرؤ عليها من قبل أي زعيم في العالم سوى القائد العربي صدام حسين رحمه الله .. الأمر الذي سرع بالعدوان واحتلال العراق وإسقاط نظامه الشرعي والوطني , وتدمير بنيته التحتية والعلمية واغتيال العقول العراقية .. وإثارة النزعات الطائفية والعرقية وتمزيق النسيج العراقي بألوان طيفه المميز كخطوة في طريق تقسيمه إلى ثلاثة أقاليم على أقل تقدير نزولا عند رغبات الصهاينة والأمريكان والفرس على مرأى ومسمع من الدول العربية وجامعتها العقيمة , بل والأدهى من ذلك ان العدوان انطلق من أراض عربية ومن فوق أجواء عربية ومياه إقليمية عربية , ومشاركة إيرانية فاعلة وحاسمة عبر عنها قادة طهران رفسنجاني وأبطحي وخاتمي وحتى الخامنئي في خلاصة قول أنه ( لولا طهران ما سقطت بغداد ) .

هذا ما كان من الاحتلال وأعوانه وأزلامه .. أما القيادة العراقية ممثلة بالرمز المجاهد الرئيس صدام حسين فقد أصدر الأوامر بعد انتهاء الصفحة الأولى من المنازلة بالبدء بفتح الصفحة الثانية بعد الاجتماع بالقادة العسكريين في بغداد في يوم 11 4 2003م صفحة المقاومة والحرب الشعبية الجهادية حتى يتم النصر والتحرير , وفق مبدأ الذوبان في الأرض لقيادة المقاومة ضد الاحتلال وأعوانه .. ولقد تبين للعالم أجمع أنه لا فاصل بين الاحتلال والمقاومة في المشهد العراقي المصاحب ليوم التاسع من ابريل وما بعده , واشتدت المقاومة وتدرجت وتنوعت عملياتها وأساليبها وفق المخطط الذي أعده الأب الشرعي لها القائد صدام حسين رحمه الله .. المقاومة التي ألهبت المشاعر وعدت أسطورة بسرعة التحضير لها وبتشكيلاتها ودقة عملياتها وتنوعها .. قال مجرم الحرب والعدوان على العراق الصهيوني رامسفيلد وزير الحرب الامريكي ومهندس العدوان ( الجيش الذي اختفى من أمامنا فجأة , عاد للظهور مرة أخرى ليقاتلنا بكل قوة وجرأة بالمال والسلاح والعتا د ) , إلى أن وقع القائد العربي صدام حسين أسيرا بيد الاحتلال , وبدأت فصول مسرحية هزيلة أسموها بمحكمة الدجيل في إخراج أمريكي صهيوني وفارسي , في محاولة منهم للتشويه من جنابه ونظامه الوطني , ولكن الخيبة لاحقتهم مرة أخرى , فلقد استطاع رحمه الله أن يخطف الأضواء من الجميع , وكان في حقيقة الأمر هو من يحاكمهم ويوصل صوته ورسائله إلى الأمة وإلى من يهمه الأمر من رجاله الشرفاء أبطال المقاومة الشريفة رجال القادسية وأم المعارك والحواسم , وكشف زيف الادعاءات وأثبت أنه صدام حسين المعهود في الأسر كما في القصر , وأنه ضحى ومستعد أن يضحي بما هو أغلى من الولد من أجل الأمة بعراقها وفلسطين التي يعشقها من البحر الى النهر .. حتى جاءت لحظات عصيبة على الأمة العربية والإسلامية .. وكانت فاجعة عيد الأضحى في يوم الفداء والتكبير والوقوف بعرفات .. تقدم سيادته بثبات العظماء ورسوخ الجبال الراسيات ويقين الأولياء والصالحين إلى حبل المشنقة الأمريكي .. الحبل الذي كان مقاسه ( 39 ) قدما بعدد الصواريخ التي أطلقها رحمه الله على الكيان الصهيوني المسخ في فلسطين المغتصبة عام 1991م .. ووضع الحبل على عنقه والنور يشرق من وجهه الشريف , ورفض النقاب على وجهه الذي لبسته حثالة طائفية مقيتة فارسية الهوى .. تقدم سيادته مبتسما تاركا علامة استفهام على تلكم الابتسامة .. وألقى الدرس الأخير للمرجلة ( هيه هاي المرجلة ) ونطق الشهادة

.مرتين وأسلم الروح .. لكنه لم يغادر السوح.

إذن حقها العرب تحزن عليه وتنوح | وقع خيالها والشمس مكسوفة
فهنيئا للشهيد المجيد في يوم هو للمسلمين أكبر عيد .. هنيئا لمن كتب تاريخه بنفسه
ابتدأه بالنضال والقلم وختمه بالشهادة والدم
الرحمة والخلود للقائد صدام حسين ولجميع رفاقه الشهداء على مذبح العزة
والكرامة العربية , والشفاء العاجل للجرحى والمصابين , والحرية للأسرى والمعتقلين

تحية إكبار واعتزاز وفخر بالقائد المعتز بالله أبو احمد عزة الدوري قائد الجهاد والتحرير والخلاص الوطني الأمين العام حفظه الله , ورفاقه في سوح الوغى والجهاد ( المقاومة العراقية الشريفة )

والله أكبر الله أكبر الله أكبر وليخسأ الخاسئون
ويا محلى النصر بعون الله





السبت ١٢ ربيع الثاني ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / كانون الاول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نبيل احمد الجلوب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة