شبكة ذي قار
عـاجـل










الحديث عن شهيد الأمة و الإنسانية القائد صدام حسين أمر غير ذي يسر نظراً لعظمة القائد في ذاته كقائد تفرد بخصائص قل أن تتوفر فيما سواه ، علاوة علي ما ترك من أرث حضاري و ثقافي و فكري لا يمكن تدوينه و التوثيق له في مقال واحد أو كتاب واحد ...

اللسان لا يقوى علي الحديث ، و يظل النص و أن كثر مداده عاجزاً على أن يشرئب لقامة القائد الشهيد و عظمة إنتاجه ، أما و قد كان من أقدار الأمة أن تفقد القائد الشهيد و رفاقه و الحكم الوطني في العراق عبر مؤمرة دولية نسج خيوطها نول قوى الشر و العدوان بليل حالك في أقبية العمالة و الذل ، تظل الذكرى مؤلمة و الحدث عظيم ، و لكن في ذكرى استشهاد القائد تحتشد كل أحداث الماضي و التأريخ في الذاكرة و تتراءى كل الإنجازات المادية المحسوسة في نهضة العراق التي اتسقت مع البعد التنظيري لفكرة أن تتوازن القوى في المنطقة و أن تنهض الأمة من وهدتها و تستقر في مكانها بعد أن تقاذفتها الأنواء سنين طوال.

ففي عهد البعث الفكرة العظيمة الناضجة التي ولدت كبيرة ، إذ تميزت في تحليلها لواقع الأمة و استدعائها للتأريخ لتحاكم عليه الواقع لا لتحكم التاريخ بالواقع ، لأن في لحظة ميلاد فكرة البعث كان الحاضر أكثر سوء من التأريخ و جاءت الفكرة لتستلهم أفاق المستقبل من هذه التلاقح الفكري و التاريخي و التحليل العلمي الموضوعي فقيض لله للبعث و الأمة باني مشروع النهضة في العراق قاعدة الأمة المحررة ، و كانت إشراقات المستقبل قد ظهرت و تمثلت في القرارات الاقتصادية التي حررت العراق و ثروتها من قبضة شركات الاحتكار الاستعمارية في رسالة واضحة إلى القوى الاستعمارية تشير بوضوح أن ثورة البعث في العراق تمتلك أدوات نهضتها التي تتكئ علي استقلالية قرارها الاقتصادي .

و في ذات الاتجاه فأن التنمية الاقتصادية و بناء المشروعات الكبيرة التي تجعل من العراق بوصفه قاعدة العراق المحررة كان بالضرورة أن تتوفر لها شروط الاستقرار السياسي و بالتالي جاء تشكيل الجبهة الوطنية و توقيع الاتفاق التاريخي بأن يمنح الشمال حكما ذاتيا يجعل المركز يتفرغ لبناء العراق بناءً حضارياً ثقافياً يؤسس لدولة ناهضة تتسق في بنيتها المادية مع الفكر الذي علي اساس قامت الثورة فكر حزب البعث العربي الاشتراكي .

و للقائد الشهيد خصائصه الشخصية التي تفرد بها من شجاعة و أمانة و وفاء لمبادئه علاوة علي المبادرة و خوض غمار التقدم حيث توقف الأخرون بعد أن أهل العلماء و الأكاديميين من أبناء العراق البررة و الاستعانة بكل الكفاءات العلمية من ابناء الوطن العربي الكبير.

كل هذا ازعج الغرب الاستعماري و أذياله في المنطقة من إيران و العملاء العرب حيث سعوا إلي إجهاض هذا المشروع القومي الناهض الذي جعل المعادلة تستقيم لصالح الصراع التاريخي لأمتنا مع العدو اللدود الذي تم غرسه في خاصرة الوطن العربي .

فتم استهداف العراق و قيادته التاريخية التي لا يمكن أن تستسلم لكل الوسائل التقليدية بعد أن حصنت العراق ضد أي اختراق أمني و إستخباراتي يهدف إلي تقويضه من الداخل ، إذ اكتشف كل الجواسيس و العملاء الداخليين و المدفوع بهم من الخارج و تم إنفاذ الإجراءات القضائية ضدهم فكانت قضية الجاسوس البريطاني مقدمة الذرائع في النيل من العراق .

ثم تم تجنيد العملاء الاقزام للنيل من العراق اقتصاديا و كان الرد حاسماً بقطع هذه الايادي الاثمة و العراق ظل صامداً لا يهاب سياسة الاحتواء عبر الجزرة و العصا ، فكان العدوان الشامل من قوى الشر و البغي و أن المعركة ما زالت مفتوحة و لم تنتهي و إن استشهاد القائد الرمز و رفاقه الأعزاء هو طريق تم تعبيده بالدم و الأرواح ذات الهمة العالية و نحن علي ذات الطريق ماضون ..

الشهيد القائد هو أيقونة و جذوة الثورة التي لا تنطفئ و المسيرة ماضية حتى تحرير العراق الأبي و تحرير فلسطين و تحرير كامل الوطن العربي و إنسانه من حالة الخنوع ، فأن المستقبل في صالح فكر البعث الذي يحرر الإنسان و يفتح امامه أفاق الإبداع وصولاً للفجر الموعود.

رحم الله الشهيد القائد / صدام حسين و رفاقه من الشهداء المسيرة.





السبت ١٢ ربيع الثاني ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / كانون الاول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو مآب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة