شبكة ذي قار
عـاجـل










ولد في اليمن وقدمته فى ماضيها العريق بعد دخولها الإسلام مثله مثل كوكبة العلماء في صدر الإسلام نبغ فى مختلف مجالات العلم والمعرفة وأضاء بعقلة الثاقب وفكره النير سماء الحضارة العربية الاسلامية والفكر الانساني وكان من المع العلماء.

الحسن بن احمد بن يعقوب الهمداني ولد بصنعاء سنة (٢٨٠) هجرية الموافق (٨٩٣) ميلادي كان موطنة الاصل الجوف شرق اليمن انتقلت اسرته الى صنعاء واستقرت فيها.

كان والده رحالة دخل الكوفة والبصرة وعمان ومصر فحادث الهمداني نفسه بالأسفار منذ صغره.

رحل إلى مكة واستقر بها ست سنوات درس فيها وعاد الى صعدة واستقر فيها وجمع اخبار خولان وتعرض للسجن فيها ثم عاد إلى صنعاء وجمع اخبار حمير ( وسجن فيها لسنتين بسبب أفكاره الجريئة ومعارضته للابناء ) ويقول في سبب سجنه(دخلت السجن في أواخر القرن الثالث الهجري وقد كانوا من الأبناء وعند خروجي من محبسي رأيت وقد تهشموا ) كان أبو محمد الحسن ( عالمآ فذا واسع المدارك خصب الملكات ) قال عنه محمد بن الحسن الكلاعي الحميري المتوفى (٤٠٤) هجرية في ترجمته للهمداني ( كان الحسن الأوحد فئ عصره الفاضل عن من سبقه المبرز عن من لحقة الذي لم يولد فى اليمن مثله علما وفهما ولسانا ورواية ) له اكثر من عشرين كتاب معظمها مفقود وحتى اليوم.

أشهر مصنفاته كتابه الموسوعي ( الإكليل ) الذي يقع فى عشرة أجزاء وهو نجم مؤلفاته وهذة الموسوعة لايوجد فيها غير الجزء الاول والثاني والثامن والعاشر وقد حققه الاكوع وطبعت الطبعة الأولى على نفقة جمهورية العراق بتوجية من الشهيد القائد صدام حسين رحمة الله.

كما له كتاب ( صفة جزيرة العرب ) الذي يعد أول عمل جغرافي فئ القرن الرابع الهجري فى محيط الحضارة العربية الإسلامية قال عنه الاديب اللبناني ( شكيب ارسلان ) عضو المجمع العلمي العربي عن هذا الكتاب (ليس فيمن كتبوا عن جزيرة العرب وخططها وجغرافيتها وممالكها وساكنيها من يفضل ابا محمد الحسن بن احمد الهمداني صاحب كتاب صفة جزيرة العرب الطائر الصيت المنقطع النظير)

ولقد وصفه المستشرق الروسي ( كراتشكوفسكي ) في كتابه تاريخ الادب الجغرافي عند العرب ( وفي مصنفاته ترتسم امام ناظرينا شخصية فذة لوطني متحمس وعالم متعدد النواحي وشاعر وهو لم يكن جغرافيا فحسب بل كان خبيرا بانساب العرب وتاريخ الجزيرة العربية نفسها خاصة آثارها القديمة وهو أمر نادر بين العرب ومما يدعو الى الدهشة حقا انه استطاع فك رموز الكتابة القديمة فى جنوب الجزيرة ( المسند ) ويعد مصنفه الاكليل دليلا ساطعا على سعة معارفه فقد افرغ فيه جماع معرفته بالأنساب والتاريخ والاثار وادب الحميريين وسكان الجزيرة في القدم )

هذا العالم الفذ كان مقاوم قومي بامتياز وعروبي يمني السحنة عربي الطباع هو من واجه الأبناء في أواخر القرن الثالث الهجري وبداية الرابع .

والابناء هم ابناء من وفد من الفرس إلى اليمن مع سيف بن ذي يزن ومواجهة الأحباش وبعد مقتل سيف بن ذي يزن احكموا سيطرتهم على اليمن واصبحوا هم حكامها الجدد.
ويعتبر ابو محمد الحسن هو والكثير من ابناء جيله او من من سبقوه حائط قوي أمام هذه الفئة السرطانية المغلقة على نفسها.

فلقد قال في أول صفحات كتابه الإكليل الطبعة الأولى التي صدرت ببغداد أواسط الثمانينات من القرن الماضي ( دخلت السجن في نهاية القرن الثالث الهجري وقد كانوا أبناء وعند خروجي من محبسي رأيت وقد تهشموا ) وفى الطبعات الاخرى التى طبعت فى اليمن استبعدت هذه العبارات من كتابه.

ومن الملاحظ اختفاء الكثير من كتبه كونه كان دائم التحدث عن الكيفية التى دخل الفرس فيها الى اليمن وسيطرتهم عليها والطريقة التي بدل الابناء من انسابهم كونه كان الخبير في الانساب فحفظها فى كتبه خاصتا الاكليل ولكن ايادي التخريب تعرضت لكتابه واخفته حتى لا تظهر حقائق تغير انساب الابناء من النسب الفارسي الى ال البيت وخاصتا ابناء علي بن ابي طالب.

وقد لاحظ هذا العالم اسباب تنسيب الفرس انفسهم الى ال البيت حتى يحظوا بالقداسة وعدم منافسة الغير لهم في حكم اليمن .

لقد كان هناك الكثير من من واجه الابناء فى اليمن فى صدر الإسلام ونذكر منهم عمرو بن معد يكرب الزبيدي الذي قاوم الابناء وحاربهم بسبب ظلمهم لاهل اليمن فقد كان الفارس المقاتل لهم وقتل منهم الكثير .وعند اسره وارسالة للمدينة لم يدعي خروجة عن الاسلام بل ذكر كرهه للفرس وأعمالهم المقيتة ضد اليمانيين لذا أرسله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب نحو فارس وكان لهذا الفارس العربي القومي عمرو بن معديكرب الزبيدي دور رائع كفارس عربي شجاع فى معركة القادسية وكان بطلها الاول بامتياز.

ابو محمد الحسن الهمداني كان نتاج محيطة اليمني العربي الكاره لوجود الأبناء وسيطرتهم على الحياة السياسية فى اليمن.وها نحن الان نعاني من الابناء الفرس فى اليمن فى حاضرنا المعاش ولكن بلباس جديد ونظرية اكثر طائفية وحقد على ايادي ابناء الفرس الموالين لنظام ايران .

الحوثيون هم هم دعامة إيران وركيزتها في اليمن هم هم ابناء الابناء الذين استوطنوا اليمن وفرضوا هيمنتهم بالقوة على ابناء الارض العرب اليمانيون.
ولكن بوجود مقاومة ومقاومين لهذا المشروع القديم الجديد لن يستطيعوا تغير وجه اليمن العربي القومي وستقطع راس الافعى.
 





الجمعة ١٨ ربيع الثاني ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / كانون الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله الحماطي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة