شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ(الانفال ٦٠")

يا أبناء شعبنا العراقي الصابر المكابر
تمر علينا هذه الايام الذكرى السابعة والتسعين لتأسيس جيشنا العراقي الباسل ، جيش المهمات الوطنية والقومية الصعبة ودرع العراق، وحامي حدود الوطن العربي الكبير وحارس بوابته الشرقية.

هذا الجيش الذي تحدى بكل شموخ وارادة عربية قوى الشر والعدوان، وهو الذي أذل جيش الكيان الصهيوني في جميع المعارك التي خاضها دفاعا عن الحقوق القومية ولقضية شعبنا العربي الفلسطيني.

لقد تكالبت قوى الشر والعدوان ففعلت افعالها دون توقف ، فشنت حروبها العدوانية وللاسف تمكنت أخيرا فحققت مرادها الحاقد على جيش العراق والعروبة، بعد ان نجحت بتحالف واسع جمع شمل أطراف أركان المؤامرة الدولية الكبرى التي قادتها الولايات المتحدة في غزو واحتلال العراق 2003 فتمكنت بحقد أسود قل نظيره من حل هذا الجيش الباسل، ومطاردة رجاله وضباطه الاشاوس وتم اعدام قادته وتغييب عشرات الالوف من كوادره العسكرية والعلمية في السجون والمعتقلات لا لذنب اقترفوه سوى انهم مثلوا الصورة الانصع والفخر الاكبر في تقاليد الجندية والفروسية العراقية ، وأدوا واجباتهم بكل مهنية وبانضباط عال قل مثيله في جيوش العالم.

تشهد لهم تلك المواقف والمعارك التي خاضوها بشرف واقتدار، ويعترف بها لهم العدو قبل الصديق ، فحق للعراق ان يسجل تلك المآثر الخالدة بمكانة جيشه عبر سفره الطويل منذ تاسيسه في السادس من كانون الثاني 1921 ولغاية ذلك اليوم الاسود حينما صدر قرار الغزو الامريكي، سئ الصيت، بحله من قبل الحاكم الامريكي بول بريمر.

وبتغييب رجالات جيشنا العراقي الباسل عن إداء مهماتهم الوطنية والقومية تراجعت عناوين الشجاعة وانعدمت الكفاءة وانهارت المنظومة القيمية والاخلاقية وضاعت معايير الشجاعة والانسانية في عراقنا المحتل ، بعدها سجلت شراذم من تلك البدائل العسكرية المشبوهة التي جرى تشكيلها وضمت مرتزقة المليشيات الطائفية من شذاذ الافاق ،ليكونوا بديلا مسخا عن جيش العراق الباسل وفي أسوء صورة للعسكرية والوطنية في بلادنا ، اتسمت هذه المجموعات المندمجة في المؤسسة العسكرية التي دربها واشرف عليها ضباط الاحتلال بنكران الجميل والوفاء للعراق والامة العربية حتى تورطت قيادات من ما يسمى جيش المالكي ومرتزقة أذناب الاحتلال والعدو الفارسي الصفوي بخيانة عظمى بحق الوطن حين سلمت محافظات العراق الكبرى للدواعش، من دون قتال ، ووضعت مكانها حشدا ومليشيات وفرق من قوات الشرطة الاتحادية وفرق المهمات القذرة ، لتكون بديلا عن جيشنا العراقي، وهي لا تعدو ان تكون سوى منظومات شبه عسكرية وبوليسية هزيلة لا يجمعها جانب وطني ولا تقودها قيادة وطنية موحدة.

لقد مر عقد ونصف من السنين ، ورجال جيش العراق الوطني يعانون الحرمان من ابسط حقوقهم الدستورية والقانونية، ومئات الالوف منهم تحت المطاردة والقمع ، وقد قطعت ارزاق عوائلهم، والاستيلاء على بيوتهم وممتلكاتهم وارزاقهم بدون مبرر أو سند شرعي أو مسوغ قانوني او دستوري بل هو تنفيذ لحقد فارسي دفين عكستها حمامات الدم والانتقام التي اقترنت بممارسات التصفيات الجسدية والاغتيالات المبرمجة التي طالت نخبة من ابطال العراق الذين خبرتهم ساحات الوغى والجهاد والدفاع عن العراق.

وما تم من تصفيات يندى لها الجبين الانساني كونها نفذت امتثالا لإرادات اقليمية حاقدة وباستهداف مقصود نفذته تلك الايادي الفارسية الحاقدة على جيش وابطال القادسية الثانية .

وفي هذه الظروف الصعبة لغياب جيشنا الوطني عن دوره المنشود لضمان حماية وحدة ابناء الوطن تتعالى اصوات الارتزاق السياسي والطائفي عبر ابواق تسوقها الدعايات الانتخابية المشبوهة وفي ظل ظروف انتهاك حرمات المدن المنكوبة بجرائم داعش واستمرار الاعمال العسكرية والاهمال المتعمد لأوضاع المهجرين والمغيبين ، نهيب بجميع العراقيين الشرفاء الاحرار بمقاطعة مثل هذه الانتخابات والعمل على افشالها بكل الوسائل والطرق الممكنة لانها تجسيد للحالة المزرية ذاتها التي يعيشها العراق، ولا جديد فيها منذ الاحتلال، وتعكس ذات الحالة المرضية التي ابتلى بها الشعب العراقي منذ الغزو عام 2003.

سيبقى التاريخ يخلّد مآثر الجيش العراقي وبطولاته على ساحات الوغى وعلى امتداد خارطة الوطن العربي الكبير، فالارض التي لم تطأها اقدام جنوده طالتها خبراته واسلحته وامكانياته المادية .

هنيئا لكل من ارتدى بزة هذا الجيش العظيم، وقدم احلى سنين عمره مجاهدا تحت راياته منذ معارك جنين والخليل وسيناء والجولان وفي سائر ربوع هذا الوطن الحبيب بسهوله وجباله ، باهواره ووديانه التي تخضبت بالدماء الزكية، دفاعا عن العراق وحدوده ..

تباً لكل من خان شرف الجندية.
وتباً لكل من اراد اذلال ابطال هذا الجيش ورجاله الشجعان .
تحية وسلاما لمن كان سباقا الى جنان الخلد شهيدا مخضبا بدمه الطاهر، دفاعا عن الشعب وحياض الامة.
واذا كان النصر صبر ساعة فصبرا جميلا وبالله المستعان واحرارنا قادمون .
عاش العراق وجيشه الباسل .
عاش تلاحم الشعب مع الجيش .
عاشت فلسطين حرة عربية من البحر الى النهر والموت لاعداء العروبة
الله اكبر وليخسأ الخاسئون.


ألأمانة العامة للجبهة الوطنية العراقية
5 / كانون الثاني / 2018
 





الجمعة ١٨ ربيع الثاني ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / كانون الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ألأمانة العامة للجبهة الوطنية العراقية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة