شبكة ذي قار
عـاجـل










لا يزال اليهود ينظرون إلى العراق نظرة الحاقد التاريخي الذى يريد بعد مضي أزيد من 25 قرنا أن يأخذ بثأره الآن من الهجمات التي شنها العراق القديم بقيادة نصر الثاني الذي تمكن سنة 538 ق م من تدمير الهيكل اليهودي وأسر اليهود وجلبهم إلى "بابل" .

أما في العصرالحديث فقد فكرمؤسس الحركة الصهيونية "تيودورهيرتزل"سنة 1903 بإيجارمستعمرات يهودية في العراق من خلال اتصالاته برجلات الدولة العثمانية .

وبعد احتلال القوات الصهيونية مدينة القدس في 06 /يونيو/ 1967 قال "موشى ديان" وزير الدفاع "الإسرائيلي " آنذاك ( لقد استولينا على أورشليم ونحن في طريقنا إلى بابل ) .

إلا أن المخاوف الصهيونية قد ازدادت بعد أن تمكن حزب البعث العربي الإشتراكي سنة 1968 من الوصول للسلطة في العراق ، لأن هذا البلد الذي شارك في معظم الحروب العربية ضد العدو الصهيوني ولم يعقد معه أي اتفاقية هدنة يمتلك الأسباب القوية بفضل قيادة صدام حسين لتحويله إلى قوة إقليمية خطيرة ، إضافة إلى ذلك فإن وضع العراق الجغرافي القريب نسبيا من فلسطين المحتلة يمكنه من أن يلعب دورا أساسيا في النزاع العربي الصهيوني، إلا أن هذه المميزات قد جلبت على العراق عداء واعتداء العديد من الأطراف وفي مقدمتهم الكيان الصهيونية ، الذي وقف في وجه بناء قوته العسكرية ، وقدم كافة أنواع الدعم والمساندة لجميع القوى التي تعادي العراق وتسعى للقضاء على نظامه البعثي بقيادة صدام حسين .

ومع ذلك فإن الجيش العراقي الذي يشرف عليه صدام حسين شخصيا لم تثنه تلك الألاعيب الصهيونية القذرة عن دوره القومي ، لذلك فقد أنقذ هذا الجيش عاصمة الخلافة الأموية دمشق من السقوط بيد الكيان الصهيوني في حرب أكتوبر1973 ، ودكت صواريخه بعد ذلك أوكار العدو الصهيوني خلال حرب الخليج الثانية ، وبذلك يكون العراق بقيادة صدام حسين أول قطر عربي يضرب العدو الصهيوني بالصواريخ ، مع أن ما قدمه صدام حسين للقضية الفلسطينية ، والقضايا العربية عموما لايمكن حصره ، وكان العدو الصهيوني يعي هذا الجانب من اهتمامات الشهيد صدام حسين أكثر من غيره ويتخوف منها إلى حد الهلع .

غيرأن القوة العسكرية التي بناها صدام حسين للعراق أرقت العدو الصهيوني ، وتم اعتبارها إخلالا بالتوازنات الإستراتيجية ، ولهذا أصبح القضاء على صدام حسين والتخلص من حزب البعث من أهم أولويات الكيان الصهيوني والمتعاونين معه في المنطقة ، كما يقول سعد البزاز في كتابه "حرب تلد أخرى التاريخ السري لحرب الخليج" .

لذلك قدم العدو الصهيوني لإيران خلال الحرب العراقية الإيرانية الكثيرمن الدعم ، فقد اتضح أن حجم مبيعات سلاح الكيان الصهيوني لإيران وصل إلي عدة بلايين من الدلارات ، عندما انكشفت فضيحة "إيران غيت" سنة 1986 .

وقد كانت المعلومات عن هذا الجانب شحيحة قبل أن ينشرها الكولونيل "أوليفرنورث "مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض والمسؤول الأول في ترتيب التعاون العسكري بين العدو الصهيوني وإيران في مذكراته الصادرة سنة 1991 بعنوان "تحت النار".

وفي بداية الثمانينات قامت مخابرات الكيان الصهيوني بقتل عالم الذرة المصري "يحي المشد" الذي كان يعمل لحساب العراق ، كما نسفت توربينات المفاعل النووي الذي كان العراق يبنيه وذلك قبل شحنها من ميناء مرسيليا بيوم واحد ، ثم قامت بضرب المفاعل النووي العراقي نفسه سنة 1981 .

بعد ذلك اغتالت المخابرات الصهيونية العالم الكندي "جيرالد بول" الذي قدم للعراق تصميمات مدفع عملاق أشرف بنفسه على تصنيع أجزاء منه.

ومع أن المحاولات التي قام بها الكيان الصهيوني كان هدفها الأول أن لايخرج العراق بقيادة صدام حسين منتصرا في حربه مع إيران ، فقد أعلن " الخميني" في يوم 18/ 07/1988 أنه يأمر القوات الإيرانية بوقف إطلاق النار، ( شاعرا أنه يتجرع كأسا من السم ).

وقد تابع العدو الصهيوني جميع هذه المراحل ، واهتم بأبعاد النصر العراقي ، فقد أعلن "أهود باراك" في 30 مارس 1990 ( أن إسرائيل لابد أن تكون جاهزة لضربة وقائية ضد العراق في أي وقت تشعر فيه أن قوته خطرا عليها ).

وهذا ماعبر عنه بشكل واضح التقريرالعسكري الأمريكي الذي تم نشره في شهر ابريل 1990 وجاء فيه بالحرف "إن إلإسرائيليين قد اهتموا لأبعد حد بالنصرالعراقي الذي لم يكونوا يتوقعونه ، مضافا إلي ذلك نجاح بغداد في تطوير صواريخ بعيدة المدى يلاشي إلي حد ما الميزة الإسرائيلية في هذا النوع من الأسلحة ، وليس هناك مجال للشك أن تل أبيب تحاول الإحتفاظ بالتفوق على العراق ... وأن هجوما مفاجئا تشنه إسرائيل على العراق سوف يكون مغامرة محفوفة بالخطر ، قد يؤدي إلى إشعال نار حرب واسعة تؤثر على مصالح الولايات المتحدة ".

وإذا كانت آمريكا قد أقنعت العدو الصهيوني بالتخلي عن ضرب العراق واعتبرت ذلك مغامرة تؤثرعلى مصالحها ، فإن هذا الكيان الذي تم غرسه في قلب الأمة العربية استطاع عن طريق اللوبي الصهيوني، ومغريات أفكار"صموئيل هنتنغتون" حول صراع الحضارات ، ومشروعي "الشرق الأوسط الكبير" و "القرن الآمريكي الجديد" أن تقنع الولايات المتحدة بشن حروب متواصلة على عراق القائد صدام حسين نيابة عنه، لأن ذلك يجعل من الكيان الصهيوني حجر الزاوية ، ويتحقق من خلاله إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط التي بشر بها المستشرق الآمريكي اليهودي "برنارد لويس" ، حيث تتوفر منابع النفط ويوجد الكيان الصهيوني الذي يلعب دور كلب الحراسة في المنطقة .





الخميس ١ جمادي الاولى ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / كانون الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب باباه ولد التراد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة