شبكة ذي قار
عـاجـل










في جلساتنا ،في كتاباتنا، في حوارتنا، دائما نسأل أنفسنا ونسأل غيرنا....لماذا العراق؟ ولماذا كل الذي جرى ومازال يجري فيه من قتل ودمار وضياع ... نقول لمن يسأل ... كل شئ في العراق يختلف عن غيره ( تاريخا وحضارة وموقعا وعروبة وقيما ) فالتاريخ يقول وبملئ فمه ،كل رجالات الأمة وعظامها ولدوا في العراق، أو تخرجوا من العراق ،التارخ يقول أن سيدنا عمر الفاروق ،( رض الله عنه ) ، قال في العراق ( أن العراق جمجمة العرب ورمح الله في الأرض ، ورمح الله لن ينكسر )، التاريخ يقول أن أعظم أمبراطورية كانت تحكم الشرق وتستعبد العرب هي أمبراطورية بني فارس وقد ه‍زمت على أرض العراق، وخير مثال على ذلك، معركة القادسية الأولى ،والتاريخ يقول ما أحتلت قوة العراق، ألأ وخرجت منه مهزومة مذعورة، ولأكثر من أربعين مرة أحتل العراق وخرج من كل الأحتلالات معافى ،أما حضارة، ففي العراق أول مسلة عرفها التاريخ ولأكثر من ستة الآف سنة، علمت البشرية خير القوانين وأنظمها ، أما عروبة، فأنتمائه العروبي لايضاهيه أنتماء، وقف مضحيا من أجل عروبة الأمة ورسالتها الخالدة عبر كل معارك الوجود والشرف العربي،

فمن العراق خرج صلاح الدين الايوبي، بجيش عقائدي مؤمن حرر فيه فلسطين ، أما قيم العراق ومبادئه الأنسانية فهي محط أعجاب العرب قبل غيرهم ،غيرة العراقي بلا حدود وكرمه فاق كل كرم العرب، والأمثلة كثيرة ملئت صفحات الأعجاب والثناء وقد يفوق كرم بعض من نساء العراق كرم بعض من رجال العرب في دول أخرى ،أما موقع العراق ففيه من الحسابات الجيوساسية الكثير والتي جعلته محط أنظار الطامعين والمستعمرين، وقد تعزز هذا في العصر الحديث لاسيما بعد ثورة ١٧-٣٠ تموز المجيدة، التي قادها البعث العظيم، وقد أستلهمت أفكارها ومبادئها من روح الأمة وتاريخها المجيدة وعملت على تثوير كل عوامل القوة والنهوض الفكري والثقافي في العراق، وجعلت من منهج الثورة مركز أستقطاب لكل حركات التحرر الوطني والقومي، لاسيما في التصدي للمشروع الصهيوني في المنطقة ، وقد تجلى ذلك في ريادة العراق في معارك الشرف العربي ضد الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين ،بالأضافة إلى تحمله المسؤولية التاريخية في الوقوف أمام ثورة خميني المقبور في حرب القادسية الثانية بقيادة فارس الأمة وبطلها القومي صدام حسين ، سيد شهداء العصر ( رحمه الله ) يتزامن كل هذا مع الأستغلال الأمثل لطاقات العراق ،وتوضيفها لمشروع عربي - نهضوي كبير ،من كل هذا وذلك جاء الجواب وافيا وجليا لماذا العراق؟ ولماذا يستهدف العراق وشعبه الأبي ،أما ما يطفو على السطح من سلوكيات في العراق خاصة بعد أحتلاله من قبل أمريكا وإيران فهي سلوكيات وتصرفات دخيلة على العراق، نتيجة فرض العملية السياسية والطائفية المقيتة، والتي أوصلت العراق إلى أسوء مكانة بين الأمم والشعوب ،لذلك علينا جميعا مسوؤلية تاريخية وأخلاقية، تتجلى في مقاومة كل أشكال الأستعمار البغيظ ، كي نسقط كل مبرراته اللعينة، ونعيد للعراق مجده ومكانته بين الأمم والشعوب .





الاثنين ١٢ جمادي الاولى ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / كانون الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق أبو جود نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة