شبكة ذي قار
عـاجـل










ان هذه المنطلقات هي التي زودت الحركة العربية الثورية بالقدرة على النقد والنقد الذاتي والنقد الموضوعي الهادف الى تجاوز المرحلة فكريا وعمليا وبناء المرحلة الجديدة , وهي جزء من كتابات كما بين لنا الرفيق القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق رحمه الله في كتاباته الهادفة الى بلورة الصورة الجديدة لبناء الوحدة حيث تتوحد فيه قوى نضال الثورة العربية في جبهة تقدمية واحدة على نطاق الوطن العربي .

وهذه المنطلقات التى في التقرير سنجد انها تحاكي واقعنا العربي الراهن وبعد مايقرب من خمسون عاما فقط علينا ان نضيف بعض الأسماء وبعض المصطلحات الجديدة التي ظهرت على واقعنا العربي مثل الحركات الطائفية والمذهبية والدينية الانفصالية المدمرة والعدو المستخفي المتمثل بالعدو الايراني الفارسي الصفوي بالرغم من انها كلها صنيعة الاستعمار والصهيونية والامبريالية والرجعية .

وتتلخص هذه المنطلقات التي ذكرها التقرير في الآتي :-

(١)- أن أيديولوجية الثورة العربية هي الإطار النظري لتفسير الحركة العربية الثورية العلمي لحركة التاريخ في المجتمع العربي ، واستراتيجيتها لا يمكن ان تكون الا تطبيقا لهذه الايديولوجية ضمن ظروف زمانية ومكانية موضوعية محددة فكما ان النظرية هي اكتشاف السياق التاريخي الخاص لتطور المجتمع العربي في إطار تطور البشرية كلها فان الستراتيجية التي تحكم اتجاه الحركة الجماهيرية في مرحلة من مراحل هذا السياق وعلاقاتها بالتناقضات الثانوية .

(٢)-إن المرحلة الراهنة هي مرحلة مواجهة مصيرية للعدوان الصهيوني الامبريالي اي مرحلة دفاع عن المصير العربي أمام المخطط التوسعي الصهيوني الرامي الى استخدام التوسع وسيلة لغرض الصلح مع العرب فهي مرحلة مجابهة للتحدي ومرحلة إعداد للمعركة المقبلة التي هي معركة تحرير ومعركة انبعاث قومي .

(٣)-ان الستراتيجية الثورية العربية الدائمة هي بناء المجتمع العربي الاشتراكي الديمقراطي الموحد هذا على مدى المرحلة التاريخية بكاملها أما على مستوى الاهداف المرحلية ،فان المهام تتضح من خلال تحديد المسائل القومية المصيرية والتي تنتظر الحل او المواجهة الظرفية المرحلية التي تخدم الهدف الاساس

(٤)-إن المرحلة الراهنة ترفض الأخطاء الفكرية والسياسية الاجتماعية للمرحلة السابقة . . ترفض القطرية و الذرائعية والأساليب المتجاوزة للشعب والمبادئ ومنطق المغامرة والمجازفة اللا مسؤولة .انها مرحلة انتقال الى مستوى يتمثل فيه النضج الثوري.

(٥)-ان الجدل الخاص بالتجربة العربية الثورية المعاصرة هو الربط بين القومي الاجتماعي .وقد كان الخلل في معادلة الربط بينهما هو السبب الرئيسي لضياع سلم الأولويات ووضع التناقضات الثانوية قبل التناقضات الرئيسية وفوقها والانحدار بخطى متسارعة نحو الهزيمة .

(٦)- ان كل نقد لثورية المرحلة السابقة لا يقدم بديلا ناضجا وانما يكون لحساب الرجعية ، وكل جواب خاطئ على العيوب والنواقص والانحرافات في المرحلة السابقة ، يبقى النضال العربي في نفس الموقع ولا يدفع بها الى الامام فالجواب على القطرية التي تنطلق من التجزئة ومن تعميقها هو الموقف القومي الذي يرفضها ويضع الوحدة في البدء..والجواب على اللا وحدة يكون بوحدة ثورية يلتحم فيها الإطار القومي بمضمونه الديمقراطي الاشتراكي ، لا بوحدة قائمة على الفردية او التسلط ولا بوحدة جامعة التناقضات.

(٧)- ان المرحلة الجديدة ليست مجرد مرحلة لأخطاء الماضي بل هي مرحلة اكتشاف المعادلات العلمية الصحيحة التي اختلت أطرافها في المرحلة السابقة فاكتشاف هذه المعادلات يساعد على وقف تسرب أخطاء الماضي الى المرحلة الجديدة فكل تمسك بالمنطلق القومي يذهب الى حدود اعتبار المنطلق الاجتماعي هو المسؤل عن النكبة ، ويدعو الى التخلي عن احد قوانين التطور الاجتماعي المتمثل بالصراع الطبقي .. هو منطلق تحريفي متخلف ينظر الى الوحدة القومية على أنها تجميع للمتناقضات لا على أنها وسيلة لحلها وتجاوزها كما ان كل اعمال للمنطلق القومي أو تمسك بالمنطلق الاجتماعي على حساب الاول، هبوط على المستوى الثوري وتردي الى مستوى اصلاحي قطري معيق لمسيرة الثورة.

(٨)- ان وضع النضال العربي على طريق التحرك التاريخي اي طريق الوحدة، هو هدف المرحلة الراهنة , ولذلك فإن وضع استراتيجية سياسية ثورية وعلمية تشكل عاملا رئيسيا في تحقيق هذا الهدف .

(٩)-ان ممارسة النقد الذاتي هي الظاهرة الصحية الاولية في العمل الثوري بعد الخامس من حزيران ، وهو المدخل الى الخروج من منطق الاطر القطرية ومن واقعها ، أي من خط الانحراف والتردي الذي ساد مرحلة الستينات والبدء ليس من منطلق وحدوي فحسب ، بل من واقع وحدوي ايضا

(١٠)- ان الظروف الموضوعية تحتم وحدة القوى الثورية العربية حول برنامج ثوري موحد لمواجهة التناقض الاساسي في المرحلة الراهنة ، كما تحتم اطلاق فعالية الجماهير الثورية لكسر قيود المرحلة السابقة واعادة المناخ الطبيعي للعمل الثوري .. يتبع





الجمعة ٢٢ جمادي الثانية ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أذار / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب إعداد .عبده سيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة