شبكة ذي قار
عـاجـل










عناوين مجيدة تشكل أساسا لفكر البعث ومبادئه ، وومضات أولية لانطلاقة تجديدية لفكر الامة وعقيدتها ، لتحاكي روح العصر مستلهمة تاريخها المشرق بمحطاته المشرقة وأحداثه الخالدة ، تبلورت من خلاها أهداف العرب الكبرى في وحدة منشودة يتشوق إليها المناضلين في كل ارض العرب ، وحرية هي سر من اسرار ديمومة الحياة لجميع بني البشر ، وعدالة اجتماعية بمعناها الواسع العريض التي من خلالها تتفجر طاقات الإنسان والمجتمع لبناء حضاري ثوري تقدمي ديمقراطي ، إنساني رائع وبأبهى صوره.

وفي معنى الرسالة أشار القائد المؤسس لذلك بقوله : ( الرسالة العربية : ايمان قبل كل شيء، ولا يعيبها هذا أو ينقص من قدرها، فالحقيقة العميقة الراهنة، هي أن الايمان يسبق المعرفة الواضحة .. أما الرسالة الخالدة، فالقصد منها أن هذه الأمة لا تعترف بواقعها السيئ، وموقفها المنفعل، ولا تتنازل عن مرتبتها بين الأمم، بل تصر على أنها لا تزال هي هي في جوهرها، تلك الأمة التي بلغت في أزمان متعددة مختلفة من التاريخ درجة تبليغ رسالتها، فهي اذن بصلتها ببعضها وبماضيها لا تزال واحدة، ولا تزال فيها الكفاءة لاسترجاع تلك المرتبة التي فقدتها مؤقتا )، ان المعنى واضح صريح فيما يعنيه القائد المؤسس في رسالة الأمة والتي قامت بتبليغها.

وفي دستور الحزب الذي صدر عن المؤتمر التأسيسي عام 1947، فقد نص ( الأمة العربية ذات رسالة خالدة، تظهر بأشكال متجددة متكاملة، في مراحل التاريخ، وترمي الى تجديد القيم الانسانية، وحفز التقدم البشري، وتنمية الانسجام والتعاون بين الأمم ) ،دستور الحزب. وهذا يوضح المعنى الكامل لرسالة الأمة العربية الخالدة، انها رسالات السماء التي تظهر على مراحل من الزمن، ويريد الله بها اصلاح البشر وتجديد القيم بعد أن حل في تلك الفترات انحراف عن القيم العظيمة التي علمها الله للانسان، فازل الناس الشيطان والمفسدين والطامعين والكافرين، فيبعث الله فيهم الرسل وينول الكتب والأيات لاصلاح البشرية، فيكون منطلق ومهد تلك الرسالات ارض العرب، ورسل وانبياء الله من أمة العرب، وجندها والمبلغين والدعات هم العرب.

هذا التميز في الأمة العربية كونها أمة رسالة، وتلك العلاقة بينها وبين الدين ،هي التي طوعت لها في الماضي وسائل النصر والنجاح، وأنها هي سبيلها لتحقيق البعث الجديدلتواصل مسيرتها الانسانية القديمة والسابقة، فيقول ( طلب العرب السماء فملكوا الارض، فلما اقتصروا على طلب الأرض، اضاعوها والسماء معا، لا يسيطر العرب على حياتهم حتى يؤمنوا بالخلود، ولا تعود اليهم ملكية أرضهم حتى يؤمنوا بالجنة من جديد )، في حديثه لمجلة آفاق عربية / العراق / عام 1976، وهنا الامر أكثر وضوحا، فالقائد المؤسس ميشيل عفلق رحمه الله يؤكد: ان العرب أمة رسالة هي الدين، فعندما يطلبوا السماء يعني جزاء الله ورضاه والتزام الايمان والعبودية الحقة له ( يطلبوا السماء ) فان ذلك يمكنهم ويدعمهم في أن يملكوا الارض، ولكن عندما يضعف ايمانهم ويتخلوا عن واجبهم الرسالي الرباني يضيعوا الأرض والسماء معا، وأن الوازع الديني الايماني هو الأكثر قدرة على تفجير طاقاتهم والجهاد هو سبيلهم لذلك، فهم حققوا اعجازات لا سابقة لها ووصلوا الى مشارف الصين واواسط اوربا وافريقيا للجهاد في سبيل الله الذي يضمن لهم الوجود، حيث يبلغنا القرآن ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )، وهذا الذي يفسر الرسالة الخالدة بوضوح انها الدين وهو عند الله الاسلام.

إن الحالة البعثية المتفوقة، الحالة الشعبية النهضوية التي برهنت، من خلال ملاحم القتال والانتصار على العدوان، عن نجاحها في بناء الإنسان الجديد والمجتمع البطولي الحضاري، هذه الحالة التي كنا ندعو جماهير أمنتا وطلائعها المناضلة ومثقفيها إلى التعرف عليها والتفاعل معها، وصلت الآن إلى ضمير الجماهير والطلائع العربية، التي اكتملت قناعتها بان هذه الحالة ليست فقط حالة متقدمة من حيث الاقتدار على دفع الأخطار الراهنة، وصد العدوان على الأمة والأرض العربية.

نحن فـي بلد محتل وعلينا تقع كجيل مسؤولية تحرير هذا البلد من براثن الاحتلال وعليه لا بد أن نستخدم كل الطرق المتاحة والتي تسمح بها شرائعنا وقوانينتا وأعرافنا من أجل الهدف السامي وهو إعادة تشكيل الدولة العراقية بحلتها الوطنية القومية التقدمية الجميلة وتنقيتها من كل وافد لعين يريد بنا المكاره والويلات ليسلبنا حقنا بالوجود حالنا حال الدول الأخرى وحال الشعوب الأخرى التي تعيش بسلام على أرضها وتتمتع بخيرات وطنها وتتعامل بانسانية عالية مع كل شعوب الأرض ودون إلغاء لارادتها في الحياة الحرة الكريمة لقد سمت أرواح آلاف الرفاق من أجل العقيدة لانهم تساموا على حب الذات وارتفعوا الى ما يحبه الله أولاً والوطن والشعب ويرتضيه الضمير السليم .

ومن الله التوفيق
هذا، ودمتم للنضال ولرسالة أمتنا المجد والخلود.





الجمعة ٦ رجــب ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / أذار / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الخــــالـــــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة