شبكة ذي قار
عـاجـل










الدمار الذي خلفه الغزو ومن ثم الاحتلال والحكومات العميلة التي أسّسها، كان لها الاثر الكبير والسلبي على كل نواحي الحياة ومفاصلها في العراق، فلم يسلم قطاع او جهة من تدمير او تشويه او تغيير نحو الاسوأ.

وبما اننا ما زلنا في صدد التخطيط، فليس من المبالغة ان نقول ان اسوأ تخطيط مر على الرياضة العراقية هو ما يحدث من نيسان 2003 ولغاية يومنا هذا، حيث انحدرت الرياضة العراقية بشكل عام وكرة القدم ( اللعبة الاكثر شعبية عراقيا وعالميا ) حتى وصل الحال بأن تفرض اللجنة الدولية لكرة القدم الحظر على الملاعب العراقية، وتمنع المنتخبات العالمية والعربية من عقد اي لقاءات ودية او بطولات رسمية على اراضي ملاعب العراق بسبب الشغب غير المسيطر عليه، وبسبب تدخلات سياسية وحزبية وحتى عشائرية احيانا في شؤون اللعبة، اضف الى ذلك المضايقات التي يتعرض لها اللاعبون وحتى المدربون والتي تصل حد التهديد بالقتل والتصفية الجسدية، ويكفي ان نذكر حادثة مدرب احدى النوادي الجنوبية والذي قتل على ارض الملعب وتحت مرأى ومسمع ( قوة الشرطة ) التي كانت تحمي الملعب وكذلك الجمهور.

واذا اردنا ان نتحدث عن سوء التخطيط المتعمد الذي شاب الرياضة العراقية وكرة القدم تحديدا فيمكن ان نلخص الموضوع بالنقاط الاتية:

۞ استحداث اتحاد الكرة العراقي المستقل عن اللجنة الاولمبية وجعله كيان موازي للجنة الاولمبية العراقية بالمسؤولية ونطاق الاشراف واصدار الاوامر والتشريعات، واصرار الاول على الغاء الثاني والتي هي لجنة عريقة معترف بها دوليا واقليميا وعربيا، وقرارتها نافذه مشرعة ضمن قانون موجود ومصدق عليه ومعترف بها من قبل الحكومة العراقية، مما جعل هذا التناحر يضعف الموقف الرياضي للعراق ويجعل اللجنة الاولمبية الدولية تنظر للامر على انه تناحر قوى، وهذا ما يحدث بالضبط لان الاتحاد المذكور يتبع احزاب متنفذة بعينها، بينما اللجنة الاولمبية هي هيئة حكومية مستقلة تمثل كل الرياضة العراقية.

۞ ظنا من حكومات ما بعد نيسان 2003 ان ما كان يحدث للرياضة العراقية والرياضيين اجحافا وظلما، فقد تم افراغ اغلب الرياضات العراقية وكرة القدم تحديدا من محترفيها وبيعهم لاندية بالغالب غير معروفة، او تعتبر من اندية الدرجة الثانية والثالثة في بلدانها، بدلا من ان يستفادوا منهم في تطوير اللعبة وتربية نشأ جديد لكل فريق او استغلالهم للفوز ببطولات عربية او اقليمية او دولية، لذلك نجد ان اغلب البطولات التي شارك بها العراق خسرها بسبب التزام محترفيه مع اندية اخرى لا يقام لها اي حساب في دولها ولا في العالم، بالمقابل قامت الحكومات العراقية المتعاقبة ( الرشيدة! ) بالتعاقد مع محترفين اجانب ومدربين اجانب وكأن العراق يخلو من المحترفين ؟!.

۞ ولنفس السبب اعلاه ( الشعور بالغبن الزائف ) قامت الجهات الرياضية المختصة وبإيعاز من الاحزاب والحكومة ( الرشيدة ) بتحويل العديد من فرق الدرجة الثانية والثالثة الى الاولى، وفرق من الدرجة الاولى الى الدوري الممتاز، مما ادى إلى فقد الدوري الكروي معناه وقيمته الحقيقة، حيث المنافسة تكون على اساس الكفاءة، والتحول من درجة لاخرى يكون على اساس التقييم العلمي وليس التسميات والانتماءات للاحزاب الحاكمة والمليشيات ولا حتى بالتزكية.

۞ تم استبعاد اغلب مدراء النوادي الرياضية المحترفة من ذوي الخبرة واحالتهم على التقاعد القسري بحجج واهية، منها ادراجهم ضمن قانون الاجتثاث سيء الصيت، او بسبب عدم موافقتهم النهج المليشياوي والعشوائي في التخطيط والادارة والتوجيه للسلطات الرياضية العليا، فتم ابعادهم وبالتالي خسرت الرياضة العراقية اشخاصا اكفاء كان من الممكن ان يصلوا بشأن الرياضة الى اعلى المراتب، وهذا ينطبق على العديد من المدربين والفنيين وغيرهم.

۞ العديد من المقرات الرياضية والملاعب والقاعات المغلقة والساحات الرياضية طالها الاهمال او تم تحويلها، اما الى مقرات احزاب او طالها تجاوز المساكن العشوائية بدون محاسبة وبطريقة غض النظر ، كما ان العديد من الساحات الرياضية الشعبية والنوادي الشبابية التي كانت تعمل بهدف رياضي قبل الاحتلال اصبحت اليوم عبارة عن نوادي لتقديم المشروبات الروحية ومقاهي للتدخين والترفيه واحيانا لتعاطي المخدرات.

۞ الفساد الذي انتشر كالنار بالهشيم في الاتحادات الرياضية وتحت شعار ( مال عمك ميهمك! ) ليصل الى حد سرقات بملايين الدولارات من مخصصات الميزانية لكل لعبة، او ارسال اشخاص غير مختصين باللعبة بإيفادات لدول اوربية وعربية بحجة ( وفد يمثل اتحاد اللعبة )، واشهرها ارسال اربع اشخاص يمثلون احدى الاتحادات لدولة اوربية ليتم اكتشاف انهم ( اولاد عم ) رئيس الاتحاد وليس لهم اي علاقة بالاتحاد ولا بالرياضة، وكل صلتهم بالموضوع انهم استلموا مخصصات الايفاد ونثرية السفر ومثلوا العراق واللعبة وهم لايفهمون بها شيئا، وسافروا وعادوا على حساب ميزانية العراق، واخرى عندما ارسلت احدى الاتحادات وفدا كبيرا وعاد منهم ثلاثة فقط ليتضح ان الوفد الحقيقي هو ثلاثة اشخاص مختصين باللعبة واما الباقين فهم اشخاص يرومون اللجوء لاحدى الدول الاوربية ووجدوا في هذا الايفاد على حساب ( الاتحاد ) افضل وسيلة.

فقط لكي نربط الامور ببعضها ولكي لا يخرج علينا من يقول انكم تذمون حقبة وتمجدون اخرى، فعلى الرغم من الحصار الجائر والمجحف الذي كان مفروضا على العراقيين، وعلى كل مفاصل حياتهم ابان التسعينات من القرن الماضي، الا ان اللجنة الاولمبية العراقية لم يفرض عليها اي حظر، وكانت الفرق العراقية تشارك في كل المحافل الرياضية، وكذلك الملاعب العراقية لم يفرض عليها اي نوع من حظر ولم يتعرض لعقوبة مماثلة كما يحدث اليوم، رغم ان العراق كله كان محاصرا، اما اليوم فالميزانية انفجارية وكل شيء متاح ومباح، ومع ذلك فاللاعبين المحترفين يغادرون لخارج البلاد، والعراق يتعاقد مع لاعبين اجانب، وكأن مشاكل العراق انتهت، وكل العراقيين يجدون عملا دخله يكفيهم لقضاء عطلهم في اوروبا، حتى نتعاقد مع لاعبين اجانب، واللجنة الاولمبية اسم على ورق، والاتحادات هي التي تتحكم، ووزارة الشباب العراقية تعمل على مبدأ فرق تسد، فهي يوما تقف مع اللجنة ويوما مع الاتحادات وتسرق اموال الاثنين، لينعم الفساد بأموال العراق وليذهب كل العراقيين حتى في ابسط شيء يفرحهم (كرة القدم) الى اسفل السافلين!!

يتبع ...

لجنة الثقافة والإعلام
هيئة طلبة وشباب العراق / تنظيمات الخارج





الاربعاء ١٨ رجــب ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / نيســان / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحفاد حمورابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة