شبكة ذي قار
عـاجـل










ونحن نعيش لحظات خالدة في مسيرة حزب الأمة العربية والرسالة الخالدة بحلول الذكرى( 71 ) لميلاد حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي..لابد لنا من وقفة جادة أمام إحدى المرتكزات للتنظيم الحزبي وهي مبدأ ( الديمقراطية المركزية )

والتي تمثل مطلب للجماهير الشعبية الكادحة وطليعتها الثورية لتحقيق أهدافها القومية والاجتماعية ووضع خططها وبرامجها موضع التنفيذ. ..وهي لا تسطيع تحقيق دلك ولا مجابهة أعدائها الذين يملكون الخبرة والتجربة والامكانيات بغير سلاح التنظيم. والعمل المنظم-ووحدة منظمتها. -التي ترتبط أساسا بتطبيق مبدأ الديمقراطية المركزية. ..

وعلى الرغم من أن الحزب منذ نشوئه ولا سيما منذ مؤتمره التأسيسي الذي اختتم أعماله في 7نيسان 1947 قد حدد أهدافه ومبادئه الأساسية والعامة. التي كانت تشير إلي بداية مرحلة جديدة في النضال العربي التحرري. وكانت تعني تطورا كبيرا في هذا النضال .وفي تحديد أهدافه. .الا أنه ظل بحاجة الا الإجابة عن كثير من المسائل في المجال النظري والتنظيمي وفي مجال الممارسة العملية. .وتحديده لمهامه وبرامجه وخططه المرحلية. ..وقد استطاع الحزب. على الرغم من كل الظروف الصعبة التي واجهها أن يؤكد حيويته باستمرار. .وأن يؤكد قدرته علي تجاوز العوامل المعوقة لمسيرته. وأن يطور ويغني فكره وممارسته. وأن يحدد على أسس علمية وثورية. .أهم منطلقات عمله وقد تجلي دلك في المنطلقات النظرية وفي مقررات المؤتمرات القومية والقطرية. وفي برامج الحزب وخططه وسياسته ونظامه الداخلي وفي ممارساته العملية. .وفيما حقق من انجازات تقدمية في المجالات المختلفة. والقومية. والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ....

لقد كانت مؤتمرات الحزب وخاصة المؤتمرات القومية أحداثا هامة في حياة الحزب. وفي حياة الشعب العربي على امتداد الوطن العربي ولاسيما في نطاق أقطار المشرق العربي. وقد كانت على الدوام رمزا لتطور الحزب وقدرته على تجاوز الكوابح والعوامل المعوقة والسلبية التي واجهته.خلال مسيرته الكفاحية الطويلة. وقد استطاع أن يغني أكثر فأكثر نظريته التنظيمية وأساليب عمله وأن يزيدها تبلور ووضوح وأن يجعل من الديمقراطية المركزية المبدأ الأساسي في بناء الحزب التنظيمي وفي نشاطه العملي. . أن الأخذ بمبدأ الديمقراطية المركزية الذي يعتبر نظريا وعمليا أحد أهم مبادئ البناء الحزبي.. قد بدأ منذ انعقاد المؤتمر الثاني للحزب عام 1954. .إذ أخذ هذا المبدأ يبرز ويتطور ويتوضح مفهومه , وتجد اشارات واضحة اليه والي أهم المبادئ المتفرعة عنه والي الحاجة لتطبيقها عمليا في حياة الحزب. ...

الديموقراطية المركزية (2)

أما في الفترة الممتدة من حياة الحزب حتى المؤتمر الثاني المنعقد عام 1954 فان الهيكل التنظيمي للحزب والمستويات والتسلسل الحزبي والأمور المتعلقة بالصلاحيات والمهام وغيرها من الأفكار والبنود التي طبقها الحزب وانعكست في لوائحه الداخلية. .فأنها يمكن أن تشير الى فكرة التنظيم والعمل المنظم. الدي كان وما يزال يفتقر الى المنطلقات التنظيمية والي المبادئ والأسس التي تكفل تحقيق الوحدة الفكرية والتنظيمية. وتحقيق المشاركة الواسعة لهيئات ومنظمات وقواعد الحزب من جانب. وتحقيق الانضباط والالتزام والنظام وروح الثورية في جانب آخر. .لقد أدرك الحزب منذ نشوئه ضرورة العمل المنظم وأهميته وكان مجرد قيامه تعبير عن هذا الادراك وعن الأيمان بالدور الذي يمكن أن يمارسه في المجتمع وفي نضال الجماهير من أجل تحريرها وتقدمها وتحقيق وحدتها. ولكنه كان يفتقر إلى تحديد أهم المنطلقات والأسس التنظيمية.و توضيحها لبناء الحزب وعمله. وما كان يملكه من أفكار ومفاهيم حول العمل المنظم. لم يكن ليعني أو يشير الى وضوح نظرية الحزب التنظيمية والي اعتبار مبدأ الديمقراطية المركزية والنقد البناء والنقد الذاتي أهم مبادئ البناء الحزبي من الناحية التنظيمية. .ومع ذلك فقد استطاع الحزب عبر تجربته المتطورة. أن يبلور وبوضوح هذا المبدأ أكثر فأكثر. .وأن يطبقه في حياته نظريا وعمليا ويمكن اعتبار التطور الذي تحقق في المؤتمرات الحزبية العليا ....

لقد ظهر الحزب في مطلع الاربعينات في القطر العربي السوري وكان يعرف باسم (حركة البعث العربي) التي طرحت شعارها الأساسي. ..أمة عربية واحدة. .. ذات رساله خالدة. وبدأت تبشر بشعاراتها وأهدافها وأفكارها ومبادئها الاساسية ولم يقتصر الأمر على حد التبشير بهذه الشعارات. وانما راحت تباشر مهامها النضالية منذ أيام ظهورها الأولى في توضيح منطلقاتها الأساسية وفي تصديها للقوى البرجوازية والرجعية التي كانت حاكمة انداك وفي فضح سياساتها. وفي المواقف الوطنية والقومية الصحيحة المعبرة عن ارادة الجماهير وتطلعاتها ونزوعها نحو التحرر والوحدة وبناء حياتها المستقلة. .وقد تجلت مثل هذه المواقف خلال الفترة الممتدة من أوائل الاربعينات حتى 4-7نيسان عام 1947 ...وهو تاريخ انعقاد المؤتمر الأول التأسيسي للحزب..وتعتبر هذه الفترة من الفترات الغنية والخصبة في تاريخ نضال الحزب. .اد بدأ يتصدى لمعالجة القضايا القومية المطروحة. .ليس على صعيد القطر السوري فحسب وانما على صعيد الأقطار العربية الأخرى. وعبر هذه المواقف كان خطه السياسي والنضالي يتوضح أكثر فأكثر. وكانت شعبيته تزداد يوما بعد يوم ولاسيما في أوساط الفئات المثقفة. وكان وجوده يتنامى ويقوي ويترسخ في قلب حركة الجماهير المناضلة من أجل أهدافها القومية والاجتماعية. .غير أن هذه الفترة الغنية بالنضال السياسي التي سبقت تأسيس الحزب بصورة رسميه كانت تتميز بأنه لم تكن للحزب بعد اية بنيه تنظيمية ولا ايه نظرية تنظيمية. .وبالتالي لم يكن حزبا بكل معني الكلمة لفقدانه في تلك الفترة أساسا هاما من أسس تكوين الحزب. .حتى انعقاد المؤتمر التأسيسي للحزب. وكان دون أدنى ريب حدثا بارزا وعامل في حياة الحزب وفي حياة القطر العربي السوري والاقطار العربية الأخرى. .وقد ضم هذا المؤتمر جميع من تمكنوا من الحضور من أعضاء (حركة البعث العربي) وفي نهايته صدر بيان ختامي عن أعماله وكان في أبرز نتائجه اقرار دستور البعث العربي. .واقرار نظام داخلي. .وانتخاب عميد للحزب. .وهيئة تنفيذية. .لقد كانت الوثائق الحزبية التي أقرت في هذا المؤتمر هي الوثائق الرسمية الأولى في حياة الحزب. .أد لم يكن له قبل انعقاد هذا المؤتمر أية وثيقة رسمية مقرة من سلطة حزبية نظامية منبثقة من قواعد الحزب تحدد منطلقاته النظرية وأهدافه السياسية والاجتماعية والاقتصادية. .وتحدد هيئاته ومنظماته ومهامها وصلاحيتها واشكال العلاقة فيما بينها. وكان كل تراث الحزب النظري انداك لا يتعدى عددا من المقالات المتفرقة. .ولعل افتقار الحزب خلال الفترة التي سبقت المؤتمر التأسيسي الي النظام الداخلي كان يعني فيما يعنى انعدام وجود مبدأ الديمقراطية المركزية في حياة الحزب وبالتالي انعدام ممارسة الحياة الحزبية الصحيحة القائمة على اساس هذا المبدأ. .وهذا.يشير الى عدم وجود ضوابط ونواظم تنسيق وتنظيم عمل الحزب وتحقيق النظام والدقة فيه كما يشير الى عدم وجود الهيئات والمنظمات الحزبية المتسلسلة. .وبالتالي فهو يشير الى عدم تحقيق المشاركة الفاعلة والمنظمة والديمقراطية لقواعد الحزب في فعالياته المختلفة ....

وعلى الرغم من النتائج الايجابية والهامة التي حققها المؤتمر التأسيسي للحزب. باقرار الدستور والنظام الداخلي. .فإن الحزب لم يكن يقوم في بنائه وفي عمله على مبدأ الديمقراطية المركزية.

ولم يكن يعرف خلال فترة حياته الأولى هذا المبدأ. .ولا المبادئ المتفرعة عنه. وبالتالي فأنه لم .يطبقها في حياته العملية. ولم يطبق كدلك حتي بعض المسائل التي قد لا تحتاج الى الأخذ بهذا المبدأ وتطبيقه. ..مثل أسلوب النضال.السري الذي لم يعرفه خلال فترة حياته الأولى منذ نشوئه حتى بدأ مرحلة الانقلابات في القطر السوري. .
حيث أخذت تجربته العملية تغتني أكثر فأكثر واملت عليه بالتالي أن يهتم بهذا الأسلوب وأن يطبقه عمليا ...
 





الجمعة ٢٠ رجــب ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / نيســان / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد المؤمن الخربي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة