شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

بيان بمناسبة أعياد نيسان الأغر

أيها المناضلون البعثيون الصامدون المخلصون القابضون بالنواجذ على حزبكم و صيغ عمله ..
يا جماهير أمتنا العربية المجيدة، من الخليج إل شواطئ الأطلسي ..
أيها الأحرار و التقدميون الرافضون للرجعيات و العبودية لأمريكا و توابعها ..

نجتاز هذه الأيام قبسات من نور الذكرى الواحدة و السبعين لميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي في السابع من نيسان و نستنشق دفقات من عبيرها العطر ، في شهر الشهور و يوم الأيام، يوم السابع منه حيث شهد ميلاد أعظم حزب سياسي عربي وأبقى مدرسة فكرية ؛ الذي حملته أمتنا في رحمها طيلة قرون من الانقطاع الحضاري و قرون من التردي المعنوي و المادي . فجاءت ولادة البعث ، بعد هذا المخاض العسير المؤلم، حاجة تاريخية ذات صلة حية و ضاربة في جذور أعمق أعماق الواقع العربي لتعيد للأمة وصلها بأمجادها في عهد صدر الرسالة و رجالها الخالدين ، و لتحقنها بأمصال روح العصر و التجدد، في شتى العلوم و الفنون.

فلقد جاء البعث في فترة شبيهة بأيامها هذه، كادت الأمة أن تنطفئ فيها آخر جذوة من نورها و أوشكت أن تسقط في وهدة الضياع و انطماس الهوية ؛ فشكل بفكره - المتنور النضالي المترشح عن آلام الأمة و أحزانها و حاجاتها ، و بفلسفته التنظيمية القومية الممتدة على كامل خريطة الوطن العربي و الشاملة لكل الشعب العربي – رافعة علمية و ثورية للنضال الجماهيري ، بدء من تصحيح اعوجاج البناء القومي الممزق في أقطار متناثرة، وصولا لمعالجة التناقضات الاجتماعية و السياسية، الموضوعية و الذاتية، في واقع هذه الأقطار.

أيها البعثيون .. أيها الشعب العربي
إن سمات الارتقاء و الارتفاع التي تميز بها حزب البعث العربي الاشتراكي مع صلابة عوده و تماسك بنيانه إلى مستوى تجسيد المعاناة القومية ، و إلى أعلى درجات الإفصاح عن آمال و تطلعات الجماهير العربية في الوحدة و في سد الفراغ الفكري - الذي تأذت منه نخبها خلال حقبة الغفوة الحضارية- و نحته لمفهوم اشتراكية عربية علمية خالصة مرتبطة بالتحرر القومي و نجاحه في خط نضالي مؤمن كنس الإلحاد باليمين ، و فضح، باليسار، تيارات المظهرية الدينية و كشف أغطية الرجعية و مشاريعها التخريبية ؛ كل ذلك قد جعل من البعث حزب الأمة الرائد في صيانة أصالتها من التشوه و تحصين دينها من الانحراف ، مع تجديد حاضرها و تحفيزها للمستقبل بأدوات العصر .

و لم تكن القوى الامبريالية ، بجميع عناوينها، بالشراكة و التواطؤ من القوى السياسية الرجعية و التنظيمات الدينية الهدامة لتبقى تتفرج في انتظار إنضاج البعث لظروف الوحدة و التحرر و التوزيع العادل للثروة القومية بين العرب، فتخرج الأمة و جماهيرها و مقدراتها الهائلة من قبضة الامبريالية ، و تنتهي مع انكفاء الامبريالية مصالح الفئات العربية المرتبطة دوما بالمشروع الامبريالي .

و هكذا، تكالب الأعداء ، من الغرب و تواطؤ الشرق ، و من داخل الأمة على مصدر النور و مستودع الطاقة القومية في العراق حيث شيد حزب البعث تجربة نضالية و راكم خبرة علمية في إدارة الصراع الحضاري ، بكل روافده و شتى أساليبه و فنونه على نحو مجيد ؛ فأعلنوا عليه حربا كونية انتهت باحتلال العراق و تدمير هذه التجربة التاريخية الرائدة ؛ فكانت القارعة التي يترنح العالم كله اليوم في نتائجها، و يتخبط في طرق الخروج من مستنقع تداعياتها.

أيها البعثيون الشرفاء .. أيها الأحرار و التقدميون في أمتنا العربية المجيدة
يا جماهير أمتنا الصابرة الصامدة ..
إنه ليس أمام أمتنا للخروج مما هي فيه ، من ويلات و تمزق مذهبي و إثني و قبلي بتخطيط من أعدائها و بتنفيذ من أدواتها، إلا بالالتحام و راء حزب الأمة و حزب الرسالة، حزب البعث العربي الاشتراكي ، الذي برهن أنه ليس حزب السلطة و لا يطلبها ، بل هو حزب الجهاد و البناء ، يقوده شيخ مجاهد و بطل مكافح مناضل، لا يعرف الذل و لا ينكسر في وجه النائبات ، إنه الرفيق الشامخ العزيز بعزة الله و نصره، عزة إبراهيم الدوري، الذي يدير مقاومة عسكرية و سياسية و إعلامية و جماهيرية غير مسبوقة في تاريخ البشرية ضد مثلث الشر : الولايات المتحدة الأمريكية و الكيان الصهيوني و إيران الفارسية. إن تحالف هذا الثالوث اللعين لم يعد يحتاج لدليل، فهو في هذه الأيام يخوض إبادة ضد الشعب الفلسطيني و الأحوازي و العراقي، حيث يقتل الشباب و النساء على مرأى و مسمع من المجتمع الدولي، و لا أحد يستطيع تحريك ساكن، بسبب توافق الموقف الأمريكي و الروسي و أدواتهم في إبادة العرب !

إن نتائج غزو العراق برهنت للمنصفين و لمن كان يحتاج لذلك من أمتنا أن حزب البعث و تجربته في العراق كانا حصنين حصينين أمام هذه العواصف العاتية التي اجتاحتنا، و أن حزب البعث لم يكن يتشبث بسلطة في العراق ، بل كان حزبا تاريخيا يتمسك بكرامة الأمة كلها ، من موريتانيا حتى البحرين، حيث استشهد قادته و رموزه و مناضلوه، واحدا بعد الآخر، على أخشاب المشانق و داخل سجون الاحتلال الأمريكي و عملائه الإيرانيين، دون أن تلين لواحد منهم قناة أو يلتوي عن وجهته النضالية ، التي آمن بها و هو شاب يافع في الإعداديات و الثانويات. أجل.. لقد أثبت البعثيون ، بصبرهم و آلامهم و جراحهم و دمائهم ، وبآلاف الشهداء من الشباب و الشيوخ و السجناء و المعذبين و المغيبين و المنفيين في المهاجر أنهم رجال المهمات الصعبة و أبطال الظروف القاسية ، و أن مواقفهم القومية كانت حقيقة واقعية ، و لم تكن مجرد شعرات نظرية تتلاشى مع أول اختبار للإرادة و التصميم من قبل غزاة و حفنات من العملاء و الخونة ...

عاش حزب الأمة العربية.. عاش حزب التضحيات القاسية الجسام.. عاش حزب البعث العربي الاشتراكي.
عاش البعثيون الأصلاء الذين لم تهتز قناعتهم، و لم يتنكروا لحزبهم و صيغ عمله.
النصر والظفر للرفيق الأمين العام للحزب، عزة إبراهيم الدوري و لمقاوماتنا العربية في فلسطين و العراق و الأحواز، و في كل قطر من أقطار أمتنا العربية ..
المجد و الخلود و الرحمة للشهداء في كل ساحة من أمتنا، في مقدمتهم شهيد الحج الأكبر، الرفيق القائد الخالد صدام حسين..

موريتانيا / شهر نيسان ٢٠١٨
قيادة قطر موريتانيا





السبت ٢١ رجــب ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / نيســان / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب قيادة قطر موريتانيا لحزب البعث العربي الاشتراكي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة