شبكة ذي قار
عـاجـل










يا ابناء شعبنا العراقي الطيب الصابر المحتسب
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة

بسم الله الرحمن الرحيم
هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ (138) وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139) إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)
صدق الله العظيم

يبقى التاسع من نيسان 2003 يوم مظلم واسود في تاريخ الامة العربية في كافة أقطارها، ذلك اليوم الذي انتكست فيه اعلى راية وطنية وقومية كانت قد رفرفت يوما بهيا وشامخا على ربوع الوطن العربي بشرف وشموخ واباء .

وهي راية الجهاد والصمود والتحرير، راية الله اكبر ، بنجومها الوحدوية العربية الثلاث، التي كانت تطمح لضم كل نجوم اقطار الوطن العربي في وحدة المصير والتحديات العظمى.

تلك الراية لازالت محمولة بعزة وكبرياء بأيدي أحرار العراق ومجاهديه تماما كما رفعتها ايادي الرجال الرجال من المقاتلين الشجعان وطلائع الشهداء الخالدين التي سجلت مئاثرها البطولية في ملاحم تاريخية في القادسية ومواجهة العدوان الثلاثيني وتحدي غزو العراق واحتلاله وظلت راية للمقاومة والتحرير، يشهد لها العالم على جسامة تضحياتها وبسالة فرسانها دفاعا عن عروبة العراق ومكانته بين الامم .

في هذا الاستذكار المؤلم نؤكد لشعبنا وحركته الوطنية بقيادة الجبهة الوطنية العراقية بكل فصائلها وقواها وشخصياتها وبقية ابناء العراق الذين مسهم الضيم ويتناخون اليوم لتلبية النداء الوطني كما عبر عن ذلك بالامس الاخ عزة ابراهيم قائد الجهاد والتحرير في خطابه التاريخي الموجه الى شعبنا والى امتنا والعالم مؤكدا بثقة وايمان منقطع النظير وبكامل اليقين والايمان : ان مسيرة عطاء العراق من اجل الحرية لن تتوقف وستبقى راية الله أكبر مرتفعة بيد رجال المقاومة الوطنية العراقية الباسلة، وسيعود شعبنا وجمهورية العراق الى ما يستحقه شعب العراق من مكانة ، بهمة رجال التحرير وتضحيات ابناء العراق الاحرار، بكل فصائلهم السياسية والمسلحة.

ان فصائلنا السياسية التي رفضت الاحتلال وعمليته السياسية لازالت تمتلك من القدرة والارادة لترجمة ما وعدت به شعبنا في استمرار المقاومة والكفاح الوطني والقومي، وهي مستعدة أن تجود بالغالي والنفيس من أجل استعادة المبادرة التاريخية وتوفير وتجنيد القوى والامكانيات لضمان مستلزمات النصر المحتوم مرة أخرى ولتحرير بغداد المنصور ، عاصمة أمجاد الامة العربية ومفخرتها ، فبغداد في ضميرنا ويقيننا لم تسقط أبدا، في التاسع من نيسان، رغم دخول الساقطين اليها ، لقد كانوا عبيدا وأذلاء وحقراء وخونة تراكضوا في خلسة من ايام هزائمهم خلف جحافل وبجانب قوات الغزو والعدوان والاحتلال البغيض، وبدعم ومساندة خونة الامة والاوطان ومعهم المارقين من أحصنة طروادة ليتمموا احتلال العراق ، قلعة الصمود والتصدي، بوابة العرب الشرقية وسياجها الامامي، وحصنها الصامد وحامي ثغور بلاد العرب، وليتسلل منها المرتزقة والاشرار، بحماية عدوان دولي ضخم وبترسانة اسلحة الدمار الشامل جندته واستخدمته قوات الولايات المتحدة الامريكية، وهاهم المحتلون وعملائهم يمعنون في تنفيذ جرائم القتل والتشريد والتنكيل واشاعة التفرقة وارتكاب جرائم الابادة الجماعية المنظمة وخراب المدن ويشيعون الخوف والقمع والسلب والاضطهاد ويفرقون بتعمد وقح بين ابناء الوطن الواحد، اتساقاً ومسايرة وخدمة لاهداف الاحتلال الامريكي ، وتابعه الذليل الاحتلال والنفوذ الايراني البغيض وبدعم واسناد دولة الكيان الصهيوني وأزلامها وركائزها في المنطقة.

لقد تبين للعالم وبعد عقد ونيف من الزمن مدى حجم جرائم الاحتلال وفداحة الاخطاء والفساد والنهب والغاء الدولة العراقية وجرائم لا يمكن عدها وحصرها هنا ؟ خاصة تلك التي تكشفت للعالم جميعا ، وللعرب عامة، والعراقيين خاصة فقد توضحت القرائن والشهادات والوقائع كيف تمكنت الامبريالية الطامعة بخيرات العراق من تمكين واستجلاب حفنة ممقوتة من المرتزقة وشراذم الاوغاد من شذاذ الآفاق ، لتنفيذ كل جرائمهم في تدمير وجود دولة وحضارة العراق، واطلع الشعب العراقي بنفسه، على أباطيل خداعهم ،وادعاءاتهم المزيفة، التي انكشفت سواء تبرقع كل هؤلاء العملاء وسادتهم وأربابهم بالدين او المذهب او القومية وحتى الديمقراطية والليبرالية وحقوق الانسان، ولم يعد لاحد من كل هؤلاء المتحالفين والمتحاصصين ضد ارادة شعب العراق ان يتستر باي عنوان يغطي عورته وفساده وانحلاله الخلقي، وسوف لن يجدوا من يحميهم حتى أسيادهم من حكام طهران الطغاة ومليشيات النظام الفارسي وعصاباته ومافياته ولا تزكيهم بعض التحالفات المشبوهة المرتبطة بالصهيونية العالمية ودوائر تجسس الولايات المتحدة وخدمات محور الشر الذي ناصب العراق بالحقد والانتقام من شعبه ونظامه الوطني.

لقد كانت مأثرة الشعب العراقي البطولية الخالدة مسجلة بحروف من مجد ومطرزة بالفخر حين تمكن هذا الشعب ومقاومته الوطنية الباسلة وبامكانياته التسليحية المتواضعة جدا من طرد اعتى قوة امبريالية على الارض وفي هذا الكون. نعم هزم شعبنا قوات الغزو الامريكية بعد اقل من عقد من سنوات الكفاح المسلح البطولي المقاوم، الجسور ، حيث سجلت بكل وضوح ولكل العالم أكبر هزيمة للولايات المتحدة وفضحت مخططاتها، واضطر البنتاغون مجبرا على اعلان انسحاب قواته من العراق، لكن الادارات الامريكية وبخبثها وخستها ، عادت فابرمت الصفقة الخبيثة حين سجلت في عهدي بوش واوباما الصفحة الثانية من صفحات الغدر ومارست الخسة والابتذال السياسي كدولة عظمى لتسلم العراق بطبق من ذهب الى ايران واتباعها وليجعلوا من العراق ضيعة تابعة لحكم ولاية الفقيه، الخرف ، تم ذلك من دون خجل او حياء ، متناسين جميعهم من، فرس وعلوج، ان عمق تاريخ العراق الحضاري ومكانة وادي الرافدين، واصالة ساكنيه وصمود العراقيين الغيارى، ستبقى عصية على الرضوخ والاستكانة ؛ فشعبنا الأبي لن يترك أمثال تلك المخططات ان تنفذ وتستمر وتبقى، وها هو ينهض كشعب أبي مقدام مرة اخرى بقيادة مجاهديه ومقاوميه وأحراره وطليعته السياسية المتمثلة في الجبهة الوطنية العراقية متعاهدين بأباء على احياء سنن الكفاح الوطني والقومي، مستعدين بعد كل هجمة او غزوة أو احتلال وعدوان يحل بشعبنا عبر التاريخ، ليعود شعبنا موحدا وصلبا ومؤمنا بنصره المنشود، مهما كانت التضحيات، ليعود العراق لممارسة دوره القومي العروبي، وفيا لعهوده وقيمه ومبادئه ، مناصرا للانسانية جمعاء، وداعما لابناء جلدته العرب بعد ان تكالبت عليهم أعتى صنوف الاذلال والانقسام والاحتلال والاحتراب الداخلي والتدخلات الاقليمية والدولية ، حيث ضاع العرب في اوطانهم وخارجها، نازحين ومهجرين ومستلبي الارادة الوطنية والقومية ، ونادمين في غالبيتهم على مواقف حكامهم بتفريطهم يوما بطليعتهم القومية، الممثلة باستحقاق في عراق الاحرار وعراق التنمية وعراق المواقف القومية المشهود لها في نصرة كل بلد عربي استعان يوما بالعراق ، والملبي لكل قضية تحرر وطني وقومي مدت يدها للعراق طالبة نصرة ودعم العراق، فكان العراق دوما، النصير الامين والداعم الاول لثورات الجزائر واليمن وفلسطين والاحواز وغيرها من القضايا المشرفة التي سجلها في حضوره ودعمه الجيوش والاقطار العربية في حروب فلسطين 1948 وحرب عام 1967 وحرب تشرين 1973 وبما قدمه العراق من دعم سخي بالمال والسلاح والخبرة والرجال للسودان وموريتانيا وارتيريا والصومال ولبنان.

هكذا كان العراق وسيبقى فانتظروه.
وعدا منا لكل احرار العراق والعرب والعالم سينهض فرسان العراق من جديد، وسيتخلص شعبنا من كل الدرنات والسرطانات العالقة التي استزرعت في جسده الوطني، وسيتعافى من كل جراحه، مهما كانت مؤلمة وعميقة ونازفة لينهض العراق كالمارد.

صبرا ايها العراقيين
وصبرا ايها العرب
فان موعدكم الصبح
اليس الصبح بقريب..


الأمانة العامة للجبهة الوطنية العراقية
التاسع من نيسان ٢٠١٨





الاثنين ٢٣ رجــب ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / نيســان / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الجبهة الوطنية العراقية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة