شبكة ذي قار
عـاجـل










ان الظاهرة الاستعمارية قد جعلت المجتمع العربي في الاقطار العربية جميعها بعد الحرب العالمية الاولى خاضعة خضوعا كاملا للنظام الرأسمالي فهو احد نقاط المحيط التابعة للمركز المتمثل بإحدى العواصم الاوربية الكبرى فالقطاعات الاساسية للبناء الاجتماعي في الوطن العربي وهي القطاع البدوي والريفي والحضري ظلت طيلة المرحلة الاستعمارية خاضعة لأنواع من الاستقلال والتوجيه الاستعماريين الامر الذي ادى الى سيطرة الاقطاع وتحكم النظام القبلي وارتفاع نسبة السكان في القطاعين البدوي والريفي وانخفاضها في القطاع الحضري ثم الى غلبة الصفة الانقسامية بين المجتمعات العشائرية ونشوء نوع من العزلة بينهما وبين المدن والى عدم وجود تقيم عمل الريف بالمعنى الحديث وبقاء الريف يعمل حسب الاساليب البدائية والى عدم نشؤ طبقة عاملة او صناعية وطنية انتاجية تلبي حاجات التطور الداخلية والى اتساع الشقة بين الريف والمدينة والى انتشار الامية والى تعطيل دور المرأة ونتيجة للتوازن بين معدلات الولادات والوفيات فقد كانت الزيادة الطبيعية لسكان الوطن العربي بطيئة جدا في هذه المرحلة كما ان الهجرة الداخلية والخارجية مثل الهجرة لأمريكا وأفريقيا قد شكلت في هذه المرحلة احدى الظواهر البارزة في الحياة العربية .

ولقد لعب الاستعمار لعبه التفتيت الاجتماعي عن طريق استقلال الاقليات القومية والدينية بحيث استطاع ان يخلق منها في داخل كل قطر من الاقطار العربية مشكلة مزمنة ،حيث خلق لبعض هذه الاقليات اهدافا سياسية واجتماعية واقتصادية مناهضه لأهداف غالبية السكان كما مكن الاقليات الفرنسية في المغرب العربي عامه وكذلك زرع الاقلية اليهودية الصهيونية في فلسطين كما عمل على تغذية التعصب بين الطوائف ودفع الحركات الوطنية داخل الاقليات القومية باتجاه معاكس لحركة التحرر العربي ودفع بها الى حدود التمرد والعصيان .وعملت الظاهرة الاستعمارية على قطع كل وسائل الاتصال الاجتماعي بين الاقطار العربية عن طريق انشاء الحدود فيما بينهم واقامة الجمارك وخلق ثقافات متعددة وتوجيه الاعلام والصحافة توجيها انعزاليا حتى طرق المواصلات التي دفعت اليها لأغراض استراتيجية مثل خط سكة الحجاز الحديدي لم يعاد اصلاحها بعد الحرب العالمية الاولى وبقيت المطارات بدائية وخاضعة لعمليات تقنيين الاتصال الحضاري بين الوطن العربي والعالم المتقدم حضاريا وحصر هذا الاتصال بعواصم الدول الاستعمارية كل على انفراد.

ويمكننا ان نلخص السمات العامة لهذه المرحلة في النقاط الاساسية التالية :-

١-هيمنة الظاهرة الاستعارية وتأثر المجتمع العربي بتطور النظام الرأسمالي .
٢-طابع التخلف المسيطر على القطاعات الثلاثة ( البدوي والريفي والحضري ) للبناء الاجتماعي في الوطن العربي وارتفاع نسبة السكان في القطاعين البدوي والريفي وانخفاضها في القطاع الحضري.
٣-غلبة العلاقات الاقطاعية في الريف والنمو النسبي في العلاقات الرأسمالية في المدن. ( البرجوازية التجارية والصناعية ).
٤- بدء بروز الطبقة العاملة وصعود الطبقة الوسطى ( الملاك الصغار والتجار المتوسطون واصحاب المهن الحرة والمثقفين الوطنين والعناصر الوطنية في الجيوش العربية ))
٥- انتشار الايديولوجيات الليبرالية والاشتراكية والفاشية الى جانب تطور الوعي القومي ونمو

النزعات الاستقلالية والتحررية ..

يتبـــــــــــــع ..





الاربعاء ٢٥ رجــب ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / نيســان / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب إعداد عبده سيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة