شبكة ذي قار
عـاجـل










رسالتي هذه لم تأتي من فراغ ، وانما عن تجارب معززة بمشاهد ميدانية ملموسة لتصرفاتكم التي احدثت في مجتمعنا من تقلبات وانقلابات وتلوينات مسَّتّْ جميع الوانه وصولا للعائلة الواحدة وبمختلف انتماءاتها ( الوطنية ) و الغير ( وطنية ) ، وبما تخدم مصالحكم ( الشخصية ) بعيدا عن مصلحة الوطن سواء كان مع المحتل الغازي ، او مع ازلام الاحزاب التي تسلطت لسلطات الاحتلال الطائفية التي تمخض عنها ( ارذال ) القوم طيلة ( 15 ) سنة بصورة عامة .. وما ظهر منكم بعد الفلم ( الهوليوود ) ل ( داعش ) المكتوب سيناريوه ( صهيونيا ) ، والمخرج اخراجاً ( امريكياً ، ايرانياً ، عربياً ! ) ، والذي تغابى عنه شعبنا مع احترامنا للقلة القليلة من ( احراره ) الذين اكتشفوا هدفه المرسوم منذ مراحله الاولى في دخوله المدن با ( الهور نات ) و ( والرامشات ) ، وانتهاءً بالانسحابات المرسومة وفق الاتفاقات ( الدولية ) و ( الاقليمية ) لينتهي بتسليم المحافظات الشمالية والغربية للميليشيات الصفوية والفارسية !!! .

الطامة ( الكبرى ) فيكم ايها ( المتقردون ) عند مسائلكم : لماذا اصبحتم هكذا بعد ان كنتم كذا ؟! .. .تجيبون وبدون خجل : ( خل انعيش ! ) ، او ( مصلحتنا تتطلب ! ) ، او ( واقع الحال جعلنا ان نكون هكذا مع كل من يحكمنا كي نحافظ على مصالحنا ! ) ، .. صح لسانك ايها ( التاريخ ) الذي عرفكم با " المتقردون" .. تدورن ( ليش ) ؟! .. لا نكم لا تعرفون سوى لغة المصالح المطلقة التي تعملون عليها بكل طاقاتكم لتحقيق المزيد منها حتى لو كان ذلك على حساب كرامتكم وشرفكم ان كانت فعلا لديكم كرامة وشرف !! .

لقد اقتبست بعض الامور المهمة من الدراسات المنشورة في الانترنت الخاصة بكم ، والتي تتلاءم مع جوهر موضوع رسالتي هذه .. فتبين ان الأديان قد حاربتكم .. الدلائل كثيرة ابتداءً من نبي الله موسى ( عليه السلام ) الذي وضع لكم قواعد أساسية سميت با ( الوصايا العشر ) ، والمسيح ( عليه السلام ) الذي سماكم ب ( أولاد الأفاعي ) والذي قال فيكم : «لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ». ونبي الله ( يعقوب ) ( عليه السلام ) حين قال : «رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ» .

اما الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم فقد كشف خدعكم ، والقرآن الكريم مليء بآيات التي تنذر منكم ، فسورة المنافقون، خير دليل اذ جاء فيها: ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ ) صدق الله العظيم

كما انتقدكم القرآن بآيات كثيرة مثل: ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ) .. وجاء في الحديث النبوي: ( إِنَّ شَرَّ النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ ( رواه البخاري ) . وفي حديث أخر: ( اتقوا الله، أعوذ بالله من صباح النار، إياكم والتلون في دين الله، ما عرفتم اليوم فلا تنكروه غدًا، وما أنكرتموه اليوم فلا تعرفوه غدًا ) . وقال حذيفة بن اليمان لأبي مسعود: إياك والتلون فإن دين الله تعالى واحد ( البيهقي 10/42 ) .

لقد خلطتم الأوراق ايها ( المنافقون ) واهبطتم القيم .. تدرون ليش ؟! .. لأنكم السنتكم مراوغة ، وحركاتكم تمثيل ، وقدراتكم الخادعة على خدع الناس الذين اوهمتموهم بسلوككم ( الديوثي ) ، والذي جعل الكثير من ( البسطاء ) ان ينبهروا بكم .. نعم ينبهروا بكم !! لأنكم تارة تتلونون بالدين ، واخرى بالوطنية، وثالثة بالانتماء والإخلاص فان تطلب منكم البكاء تبكون ! ، والتودد تتوددون، والهدايا ترسلون، العنصرية تتعنصرون، والكذب تكذبون ، والنميمة تنمّون !!!!!!!!!!!!!.

عجبني احد ( الاساتذة ) المختصين بدراسة خصائص المجتمع العراقي حين قال فيكم : ( تحرككم المصالح ، وتوجهكم المنافع ويحكمكم حب الذات والمادة، لديكم القدرة على التلون كالحرباء، تتقنون مهارة الثعلبة، ومقدرة القردة على التمثيل، ذئاب الأخلاق، ضباع الطباع، تميلون مع الريح حيث مالت، تهتفون وتصفقون للمنتصر، ليس فيكم ذمم تحدد معالم هويتكم، أينما تجدون الفرصة التي تحقق أهواءكم ومصالحكم تركضون للبس ثوبها، وأظهرتم الإخلاص لها همكم الوحيد الوصول ، تغتنمون الفرصة لتسرقوا قوت الآخرين .. تتسللون إلى أهدافكم عن طريق تلونكم ، تبيعون أخلاقكم وشرفكم ووطنكم بمصالحكم ومنافعكم، ويأبى الطبع اللئيم أن يفارق سلوككم ، تجيدون لعبة التلون على أغصان المصلحة، والمنفعة، وحتى في ملابسكم البراقة، .. كلماتكم معسولة، ودموعكم دموع التماسيح، … إن لم تجدوا عدوا فلديكم القدرة على صنعه بأنفسهم ، وأنّ أشدّ أعداءكم الصادق الصدوق أعزّ أصدقاءكم الزيف والمكر ، أقنعتكم دوما جاهزة ترتدونها في كل عهد وزمان .. ووالخ ) مما جعلت من روائحكم ( نتنة ) بعد احتلال ( العراق ) الذي كشف معادن الرجال عن معادن ( الخسيسة ) المتمثلة بكم ولأشباهكم من الواقفين على التلول ..

اختم الرسالة لأقول لكم : ان سجل احرار العراق والامة قد شخصكم تشخيصاً ، وصنفكم كل وفعله الميداني بعد احتلال العراق تصنيفا دقيقا .. تدرون ليش ؟ لأنكم متطابقون بالحرف والكلمة والجملة ومعانيها من التعاريف التالية :-

1.  المتلونون :- هم الناس الذين تزينوا بالزيف والكذب والخداع والنفاق على كل شكل ولون لا يميزون بين ليلة وضحاها، فالتلون يجري في شريانهم كمجرى الدم ا، والمتلونون ليس فقط من يغيروا الحقيقة ويستخدموا أساليب المكر والخديعة لينشروا سم أفكاره في عقول البعض، بل لنهم المتحولون المغايرون لمواقفهم وأفكارهم ومعتقداتهم لأجل البحث عن مصلحتهم الخاصة .

2.  المنافقون :- هم الذين يتسمون بهذه الصفة والسبب لأنهم يمتلكون وجهان يظهر أحدهما حسب الموقف الذي يمر به؛ ، وليكن في علم الجميع ان فساد الفقراء من نفاق المنافقين ،وانه أي المنافق يمتاز بحلو وعذب الكلام ليقنعك بأنه صادق، وقادر على القيام بأي شيء تطلبه منه .

3.  الانتهازيون :- الانتهازية تعني التضحية بالأهداف الاستراتيجية من اجل تحقيق أهداف مرحلية مؤقتة .. والانتهازيون هم ناس اذكياء جدا يتمتعون بمرونة عجيبة ، غير مبدئيون ، برغامتين ، لاعبين مهرة يجيدون كل الأدوار ، يكرسون اقلامهم لمنافعهم الشخصية ، ويخاطبون الجماهير معتمدين على ثقافة كل المعارف الاعتيادية و بالتالي يمارسون نشاطهم وفق أيديولوجية اعتيادية ، و هم أفضل من يقوم بتزييف الحقائق ، و يقومون بدور هام و خطير في الخداع و التضليل السياسي حيث أنهم يزيفون الواقع برمته مقابل مصالحهم الشخصية ويضحون بالمصالح الاستراتيجية للأمة و الوطن في سبيل تحقيق مصالحهم الذاتية ، ويسعى الانتهازيون إلى تجميد المفاهيم و فبركتها بحيث تخدم أهدافهم المرحلية ، و يزينون الواقع بغية إقناع الجماهير المعذبة و المسحوقة كرامتها الإنسانية ، وبما تخدم مصالحهم ، و هم العدو اللدود للحقيقة و يبذلون كل جهدهم لكي لا تظهر حقيقتهم المزيفة ، وللعلم إن الانتهازيون مجردون من أي مبدأ أو عقيدة أو فكرة أو مذهب معين و سرعان ما ينقلبوا على ادعاءاتهم و لا يمانعوا من الخروج عن الجماعة التي يدعي الانتماء إليها ، و يتصفوا بصفات الغدر و الخيانة للفئة أو الحزب الذي ينتمون إليه ، أو حتى لبني جلدته أو لأبناء شعبه . .

4.  المداهنون :- هم الذين يظهرون على الشيء ويتسترون في باطنهم : كمعاشرتهم الفاسق، وإظهارهم الرضا بما هو فيه من غير إنكارهم عليه وهم الذين تضيع عندهم المبادئ والمثل من أجل الدنيا .. أي انهم يجاملون الآخرين على حساب الحق لحساب مصالحهم الشخصية .

5.  النفعيون :- هم الذين لا يقف عندهم مبدأ ، مهما تجاوز بصاحبه عن الفضائل والثوابت ، والمصالح الاجتماعية العامة والخاصة وانهم صفيقي الوجوه يحشرون انفسهم في كل المعارف والعلوم ، يحفظون جملاً يكرروها في كل محفل ويحسنون التصفيق الصاخب، والابتسامة الباهتة الكاذبة، والقبل الكثيرة العفنة ، ولديهم القدرة أن يأتون كلاً بما يحبون.

6.  الوصوليون :- هم الذيم يسعون لتحقيق أهدافهم، والوصول لغاياتهم ومصالحهم، حتى لو كانت على حساب الآخرين، وذلك باستخدامهم جميع الوسائل القذرة والمنحطة والدنيئة، وحتى لو وضعوا ايديهم بيد الشيطان ومستعدون للتخلي عن القيم والمبادئ، والتقولب بقوالب جديدة حتى لو تنافت مع مفاهيمه، والتأطر بإطار جديد، وبالتالي يتيح لهم استخدام أساليب النفاق والتملق والتزلف، لصاحب القرار والمعني بذاك الشأن وكسب وده، والإطراء والمبالغة بالمدح بما لا يستحق، وانتقاص الآخرين وخصومتهم وبغضهم، والتحريض ضدهم والاستعلاء عليهم، ومن مظاهرهم عدم نكران الذات، وعدم الاعتراف بصاحب الفضل والبذل والعطاء، إما لأسباب شخصية أو فئوية، أو لأن إظهار الحقائق يتقاطع مع الوصول لأغراض وأهداف ضيقة، حتى لو كان من تم إقصائه باع وفضل على أولئك.

7.  المراوغون :- هم الذين يصعب التعامل معهم لصعوبة الوقوف على مبدأ صلب لهم، أو معيار ثابت يمكن الاحتكام إليهم إذا استلزم الأمر .. الشخصية المراوغة تستطيع أن تتشكل وفق الموقف الموضوعة فيه؛ فهي تتلوى كما الحية وتتلون كما الحرباء، والشخصية المراوغة تستطيع مسايرة الظروف والتكيف معها كيفما كانت ، وتستطيع أيضا النفاذ من المواقف المحرجة، أو تهيئة الظروف لما يناسب أغراضها، ويصعب جدا أن تحاصرها بالحجة والمنطق، لأنها شخصية تتسلل من بين كل ذلك بمنطقها الخاص .





الاثنين ٤ شــوال ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / حـزيران / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الحسين البديري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة