شبكة ذي قار
عـاجـل










أكثر ما يؤلمني ويؤلم كل وطني غيور على بلده، هو ما يحصل من تدهور واضح في مجال التعليم في العراق، بدأ في مراحل الدراسة الابتدائية ووصولاً إلى أعلى مراتب الشهادات العليا بإستثناء حالات فريدة هنا او هنالك تظهر من أفراد ومسميات تحسب لهم لا لغيرهم، وهي في عموم الأمر لا تغير ولا تحل مشكلة هذا التدهور وهذا الاحنطاط ، عشرات المدارس يجلس طلابها على الأرض ولن تستطع مديريات التربية أن توفر لهم مقاعد الجلوس ولا توفر لهم ابسط أجهزة التدفئة والتبريد ولم يستطع القائمون على العمل أن يوفر لهم مناهج الدراسة، ناهيك عن معلمين- شخصياتهم وملابسهم واشكالهم لا توحي بأنهم معلمين ولا يمتلكون أدنى مستويات الثقافة العامة يضاف إلى ذلك مرض الرشوة الذي بدأ وكأنه سرطان وقد استفحل في جسم التعليم، وهذا الحال يسري على كل المراحل الدراسية ،متوسطة كانت أم إعدادية ام كلية ، ومن هذا الوضع المزري وما آلت إليه الأمور تخرج الفاشلون والمتسكعون والعاطلون عن العمل، وتركت مقاعد الدراسة اجيال كثيرة ، أجيال صارت مرتعاً للأفكار المنحرفة والسلوك المنحرف ، حيث المخدرات والمسكرات والجرائم المدمرة للمجتمع، وضاعت أُسرُ عليها الإعتماد ، كل هذا يحصل وقد يحصل ما هو أفضع من ذلك بسب السياسة التربوية والتعليمية القائمة في العراق ، لاسيما وأننا فقدنا كل الحلقات المهمة في التعليم بدأ بالطالب ومروراً بالأسرة ووصولاً إلى السياسات التعليمية، في عصر صارت المجتمعات تتباهى بما حققته وتحققه في مجالات التربية والتعليم ، هل اطلعت اخي القارئ الكريم على تجارب دولة اليابان، حيث أن التلميذ في اليابان عندما يكمل الدراسة الابتدائية يدخلوه في دورات تطويرية يجعلون منه معلماً للصف الأول الأبتدائي، وخذ مثالاً اَخراً من الصين حيث إن الدارسين في المراحل الأبتدائية صارت دراستهم ومنذ سنوات على الحاسوب والكمبيوتر والسبورات الناطقة ولم يعد أحد منهم يقرأ بهذه الكتب الورقية ، كيف لا تتطور الشعوب وهي تتنافس فيما بينها بالأعتماد على أفضل الوسائل المتطورة وتعمل على توظيفها خدمةً للعملية التربوية والتعليمية ، اذاً على القائمين والمسؤولين في مجال التعليم أن يعيدوا النظر في مسألة صناعة جيل ،جيل محاسبون امام الله على صناعته، جيل لا يعرف علمائه الاوائل ولا يعرف من هو الفارابي ولا الخوارزمي ولا ابن سينا ، جيل لم يقرأ سيرة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه الكرام ، أننا مطالبون جميعا بإعادة صياغة منهج متكامل ، منهج يعيد للعراق هيبته التعليمية ومكانته العلمية السابقة ، هل تعلم أخي الكريم أن ١٧ ٠/٠ من الكوادر العلمية المتقدمة في لندن ( عراقيون ) ، وهل تعلم أن ٣٢ ٠/٠ من الكوادر العلمية المتقدمة في اوربا ( عراقيون )، كل هذا حصل يوم كان التعليم في العراق يشار إليه بالبنان, وبهذا نفتخرُ بالذي مضى، أما اليوم فيعتصرنا الألم لما يحصلُ في التعليم في بلدٍ كان قبلة للعلماء والأدباء والمفكرين .




الخميس ٢٨ شــوال ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / تمــوز / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق ابو جود نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة