شبكة ذي قار
عـاجـل










ان قضية سيدنا الحسين (ع) قضية استثنائية ربانية لأن الله سبحانه وتعالى أرادها أن تكون قضية اصلاح لا تتوقف الى يوم الدين ، ثورة ضد كل ظلم ، ومهما كانت التضحيات لابد أن نتخذ القرار الشجاع ، ويكون سيدنا الحسين قدوة لتلك الخطوة التي نخطيها .. ففي كل عام يطرق الحزن باب قلوبنا ، ونعيد ذكرى استشهاد امامنا ...

ان سيدنا الحسين ليس قضية طائفة واحدة ، بل هو قضية أمة بكاملها ، استشهد ليستقيم الدين وليس ليزداد اعوجاج .. فاذا أردنا أن نمثل سيدنا الحسين لابد أن نقيم حدود الله بنصرة المظلوم و دحض الظلم ، ولابد أن تكون أخلاقنا عروبية ، فسيدنا الحسين عربي ومن صلب عربي ...

ان ما يحدث اليوم من مظاهر وشعائر جاءت بها دولة الشر والرذيلة ايران لا تنقل رسالة سيدنا الحسين ولا تمثل قضيته .. فما يفعله البعض تحت مسمى الحب الحسيني لا يمثل الحب انما النفاق ، لأن من أحب الحسين مثله بأجمل الأخلاق وأفضل السلوك ...

لقد أراد الصفويين شهر محرم الحرام موسم للدم والضرب بالسيوف ، لكي يرى العالم قضية الحسين قضية عنف و اراقة دم .. فهنا قضية الحسين تجسدت بعيدا عن القضية المحورية بسبب تصرفات البعض الخاطئة والتي جعلت قضية الحسين قضية وهنة ، وهنا يكمن عمق السؤال المطروح هل فعلا استشهاد الامام الحسين (ع) لأجل أن يكون قضية للعنف واراقة للدماء ؟...

ان تصرفات البعض لا تمثل القضية المحورية التي استشهد لأجلها سيدنا الحسين ، وانما جعلت القضية تلبس ثوب الوهن ، ويحدث تلاعب بمحاورها ، لأن من يدعي حب الحسين وآل البيت لابد أن يمثلهم كقيم و أخلاق وعقيدة و قضية لا تقبل الظلم .. فالحسين لم يكن مثالا للطم والضرب بالسياط انما هو قضية لرفع الظلم ...

أين نصرتكم لمن يعانون قساوة الحر والبرد ؟ أين نصرتكم لأنفسكم بأن تطالبوا بحقوقكم و تستردون أموالكم المهدورة وترفعون من قدركم برفعكم الظلم عنكم ؟ .. أن تحتاجوا لفتوة شرعية لأجل أن تنصروا قضية الحسين فأنتم مخطئين .. ان غيبت عقولكم وجعلتم أحدهم يفكر نيابة عنكم ، فيجب عليكم أن تتوقفوا بعض لحظات أمام قضية الحسين لعلكم تصنعوا من أنفسكم أمة تحترم عقيدتها و تحترم قدوتها و تعبر عن محبتها للحسين بطريقة صحيحة ، لا توهن القضية انما تزدها قوة و تماسك ...

ان الله تعالى لا يريد التهلكة للانسان ، بل يريد منه أن يقيم الدين بما فيه نفع ، فقال تعالى في كتابه العزيز ( ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة ) ، لا يوجد بعد كلام الله شيء آخر ، ولا أعتقد ان سيدنا الحسين وآل البيت الأطهار يخالفون شرع الله ، فهم من عباد الله المخلصين الذين بذلوا أموالهم وأنفسهم ليكونوا سبب لاستقامة دين الله وليس لاعوجاجه .





الاثنين ١٤ محرم ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أيلول / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بنت الرافدين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة