شبكة ذي قار
عـاجـل










السياسة الخارجية لاي بلد من بلدان العالم تمثل المرآة التي تعكس طبيعة النظام السياسي ، وقوته في المجالات كافة ، وتعني كل ما يتعلق بعلاقات الدولة الخارجية ، وتقوم وزارة الخارجية بتنظيم هذه السياسة ، ضمن علاقات دبلوماسية متوازنة ، بما تملكه من سيادة وامكانيات مادية وعسكرية ، لتحقيق أهداف محددة في إطار المصلحة الوطنية.

وهكذا كان العراق عبر مسيرته السياسية وعلاقاته الدولية ينتهج هكذا سياسة مبنية على الاحترام المتبادل بين الدول واضعاً مصلحة العراق فوق كل اعتبار ، فالتقت السياسة الخارجية مع كفاءة وزراء الخارجية وفِي كل العهود من تاسيس الدولة العراقية الى ٢٠٠٣ التاريخ الأسود الذي احتل فيه العراق .

ولابد من الإشارة الى عدد من وزراء الخارجية الذين تركوا بصماتهم في المحافل الدولية وكانت لهم مكانة واحترام وقدرات عالية في الحوار والتفاوض وعدم التفريط بمصالح العراق الوطنية ، وبحسب التسلسل التاريخي اختار بعض الوزراء :

١- عبد المحسن السعدون
٢- ناجي السويدي
٣- نوري السعيد
٤- محمد فاضل الجمالي
٥- هاشم جواد
٦- طالب شبيب
٧- عبد الرحمن البزاز
٨- عدنان الباجه جي ( مع الاسف حرق تاريخه بمجيئه مع الاحتلال في ٢٠٠٣).
٩- مرتضى سعيد عبد الباقي
١٠- شاذل طاقة
١١- سعدون حمادي
١٢- طارق عزيز
١٣- ناجي صبري

هؤلاء الرجال رغم اختلاف عقديتهم السياسية ، كانوا عراقيين مؤمنين بوطنهم محافظين على سمعته ومكانته .

بعد احتلال العراق عام ٢٠٠٣ ، ابتلى العراق وأبناءه باحتلال بغيض دمر كل شئ ، إنساناً و بنى تحتية و غابت القيم الدينية والأخلاقية . ولَم تنأى الدبلوماسية العراقية من هذا فقد سقطت كل مفاهيم وأساليب العمل الدبلوماسي . بسبب تدخل الاحزاب الطائفية في هيكل وزارة الخارجية ووزعت الحصص ودخل السلك الدبلوماسي النطيحة والمتردية من الأميين والجهلة، ومع الاسف غلبت سمة التخلف على الكثيرين كونهم لا يحملون شهادة جامعية ، وقسم منهم قدم شهادات مزورة معظمها من ايران وبتخصص ديني .

لقد كان الدبلوماسي العراقي قبل قبوله للعمل في وزارة الخارجية يخضع لمقابلة دقيقة وصعبة مع امتحان في عدد من الموضوعات ومنها اللغة الانكليزية ، والأناقة واللباقة أساسية ولا يمكن تجاهلها ، لان اي دبلوماسي صغيراً او كبيراً في درجته الدبلوماسية يمثل البلد ويعكس صورته ، وقد جرى الاهتمام بالدبلوماسيين الجدد لانهم مشروع سفراء اكفاء يحملون رسالة كبيرة وعالية المقام ولابد ان يكونوا بمقامها ، فكانوا عراقيين مخلصين لا طائفيين ولا شوفينين ومتعصبين ، ولو بعض الذين استمروا بالخدمة بعد الاحتلال لما وجدت سياسة خارجية عراقية وبعثات دبلوماسية تفقه في القانون الدولي واحترام العلاقات الدولية ، ومع كفاءتهم تم محاربتهم من قبل الطائفيين وخاصة المعتوه ابراهيم الجعفري الذي دمر كل شي واهمها سمعة العراق والعراقيين .

لقد ضحك العالم على الخارجية العراقية الحالية وحكومتها عندما قال الجعفري في الأمم المتحدة ان دجلة والفرات ينبعان من ايران ، كما قال في محاضرة في مجلس الدوما الروسي ان اكبر فدرالية في العالم هي فدرالية الولايات المتحدة ، مما حدى بالحضور ان يتهامسون فيما بينهم وباستهزاء لان روسيا اكبر دولة اتحادية في العالم ، و المطبات والفواجع الإبراهيمية الجعفرية كثيرة لا مجال لذكرها الان.

اما الدبلوماسيين العراقيين المحسوبين على الاحزاب الطائفية فقد تفننوا في السلوك المنافي للعمل الدبلوماسي وأخلاقياته ، فعملوا في تجارة الشنطه و التهريب و غسيل الأموال ، وأقرب الأمثلة ما طفى على السطح من فضائح عدد من الدبلوماسيين العراقيين في الدول الأجنبية وبالتحديد البرتغال وسويسرا في إشارة الى ابني السفير العراقي في البرتغال بعد اتهامهم من قبل السلطات بالاعتداء على مراهق برتغالي ، ولم تقتصر الفضيحة على ابناء المسؤولين بل وصلت الى دبلوماسيين وهم يهربون السجائر تحت اسم الدبلوماسية العراقية، وهم يعملون في سويسرا ،اما فضيحة الدبلوماسي العراقي مع البنت الروسية والتي تعمل في السفارة الروسية في الكويت وكيف سرق مبلغاً من البنت .

هذا نزر قليل من أمثلة كثيرة ، حيث اتسمت وزارة الخارجية بعد ٢٠٠٣ بالفساد الاخلاقي والشهادات المزورة والاختيار الغير موفق للسفراء لانهم لا يفقهون شيئاً من العمل الدبلوماسي ، ولو طلبت من الدبلوماسيين الجدد تحرير كتاب او مطالعة ستكتشف ضحالة مستواهم من حيث اللغة والإملاء والصياغة. كما ان بعض السفراء يحملون جوازات سفر إيرانية ، وان بعضهم جعلوا من السفارة حسينية ، و سفير كردي وضع على جدران السفارة خارطة كردستان بدلاً من خارطة العراق .

لقد نخر الفساد بكل أنواعه الدولة التي يحكمها الرعاع من الخونة والعملاء و المأجورين وشوهوا سمعة العراق ، وما فساد وزارة الخارجية العراقية الا جزء من فساد دولة بكاملها ، واسألوا رافع العيساوي عن السيديات التي يمتلكها وما تحتويه من فضائح يندى لها جبين كل شريف وحريص على سمعة العراق .

رحم الله الرفيق طارق عزيز عندما وجه له سؤال من احدى المحطات التلفزيونية البريطانية :

"كيف تتعاملون مع المعارضة العراقية في الخارج؟! فاجاب :
العراق ليس له معارضة فسأله المحاور و هؤلاء الذين يعقدون مؤتمرات وندوات في لندن وبعض دول أوربا وإيران ؟ فاجاب قائلاً: هؤلاء ليس معارضة انهم مجاميع من اللصوص والقتلة المأجورين والمرتزقة".
فهل نتوقع من مثل هؤلاء سياسة خارجية عراقية تفهم العلاقات الدولية ، وتعرف حدودها ؟





الخميس ١٤ ربيع الاول ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / تشرين الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جعفر عبد عون الفريجي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة