شبكة ذي قار
عـاجـل










تبقى راية حزب البعث العربي الاشتراكي خفاقة عالية في سماء النضال العربي ، ويبقى مناضليه المؤمنين اكثر قوة وصلابة وتمسكاً بالعمل والمقاومة ضمن سياقات المقاومة الوطنية والقومية من اجل تحرير العراق والامة العربية من اعداءها ومن المتخاذلين الذين اهانوا كرامة الانسان العربي ، وسلموا مقدراته وثرواته الى الأجنبي البغيض الذي يسعى الى تدمير كل مكون وطني بشري ومادي، بغية إدامة التبعية والاعتماد عليهم في كل شي.

استلم حزب البعث العربي الاشتراكي الدولة العراقية عام ١٩٦٨ ، ومع الاسف كانت الدولة ضعيفة ومنهارة في كل شيء ، فامن البلد يعبث به العملاء والجواسيس والخونة والسراق ، والاقتصاد منهار يعاني من أزمات حادة ، و شعب يعاني من البطالة والفقر والعوز ، وتعليم محدود في ظل سياسة تعليمية تقسوا على الطلبة وخاصة في الحصول على الثانوية العامة وسبب ذلك قلة عدد الجامعات التي تستوعب الخريجين الى جانب محدودية عدد الوظائف المتاحة لابناء الشعب ، اما المؤسسة العسكرية فكانت ضعيفة لا تقوى على مواجهة التحديات الوطنية والقومية ، بالإضافة الى أمور اخرى.

لماذا يستهدف البعث ؟
لما كان فكر البعث فكراً قومياً عربياً إنسانياً ، ولما كان الانسان هو الغاية والوسيلة ، فان قوى الخنوع العربي و التسلط الاستعماري الدولي ، لا يروق لهم هذا ، كونهم يريدون ان يبقى الانسان العربي مؤطر بثقافة الاستهلاك وإبعاده عن منظومة الابداع والتطور.

عزم حزب البعث وتوكل على الله وهو يقود العراق بثورة ١٧-٣٠ من تموز عام ١٩٦٨ من خلال مناضليه الشجعان بقيادة الاب القائد المرحوم احمد حسن البكر ، ومعه فتية امنوا بربهم إيماناً كاملاً وهمهم الوحيد انتشال العراق من واقعه المزري وسعادة شعبه العظيم ، وكانت أولى الخطوات المهمة تنظيف البلد من الجواسيس وتقوية الجبهة الداخلية وتعزيز الولاء الوطني . وفِي الجانب الاقتصادي ومن اجل إنشاء قاعدة اقتصادية متينة يستحقها العراق وأبناءه فقام بتأميم النفط ، و بذلك يتحقق الاستقلال الاقتصادي الناجز ويسهل مهمة التنمية الوطنية الشاملة، بعد ان كانت شركات النفط الاحتكارية تضع العصي في عجلة التطور والتنمية . وكان لبيان ١١ آذار ووضع الحل الشامل والعادل للقضية الكردية من الصفعات القوية بوجه كل قوى الشر التي لعبت على إذكاء المشاكل و تعزيز النعرة الانفصالية وإلهاء العراق بالمشاكل الداخلية وعدم الانتباه الى دوره العربي المطلوب لمواجهة الكيان الصهيوني .

وللامانة التاريخية فان وراء هذه الإنجازات التي حققها البعث عدد من المناضلين الذين عملوا بروح الفريق الواحد من خلال تكليف القيادة القطرية لهم ، ومنهم من هو على قيد الحياة يقود هذه المسيرة العظيمة ومنهم من رحل عنا الى دار الخلد فكانوا لنا نبراساً وقدوة لمسيرتنا النضالية وخاصة من بدأ عمله التنظيمي بعد ثورة تموز المباركة.

واستمرت إنجازات الثورة المباركة ومنها محاربة كافة أشكال الطائفية والتمييز بين ابناء الشعب العراقي وأصبح احتلال المواقع الوظيفية مبنياً على الشهادة والكفاءة والقدرة على العطاء والابداع وإيمانه بعراقيته ووفاءه للثورة ، وبذلك نسجت وحدة الشعب ومحبته من خيوط الإخوة والتآخي والعمل على بناء العراق العظيم.

وعلى مستوى التعليم بكل مراحله قدم لنا البعث نموذجاً فريداً من الرصانة التربوية والعلمية وحصل على اعلى شهادات الاعتراف بهذا الإنجاز ومنها محو الأمية و الطفرة الكبيرة في إعداد المبتعثين الى خارج العراق لإكمال الدراسات العليا والذي قدر عددهم بالألوف دون النظر الى دينهم او قوميتهم لان الذي يقود البلد حزب عدالة لا يخضع الا لله، وتوسعت الجامعات ومراكز وهيئات البحث العلمي وسجلت الكثير من براءات الاختراع وازدان البلد بالعلم والمعرفة .

اما القطاع الصحي فقد توسع أفقياً وعمودياً من حيث عدد الأطباء مع حجم المرضى او المستشفيات والمراكز الصحية والمراكز المتخصصة في أمراض محددة وكان نصيب المحافظات كبير جدا كما لبغداد العاصمة والى الان ينعم العراقيون بالخدمات الطبية التي وفرتها ثورة البعث العظيم .

ولَم تبخل ثورة البعث من رفع مكانة الفن والفنانين والأدب والأدباء ، حيث ازدهرت الثقافة لتكون ارقى ثمار الحضارة الانسانية وتعلوا القيمة الاعتبارية لهم في مجتمع كان ينظر اليهم نظرة دونية تقلل من قيمتهم الاجتماعية ، وهذا ما حفزهم على العطاء والابداع و دعم منجزات الثورة والتغني بها.

ولعل اكبر إنجاز حققه البعث هو القضاء على النفس الطائفي الذي كانت تدعوا له احزاب الاسلام السياسي مثل الدعوة و اخوان المسلمين وغيرهم من المنافقين ، والذين كانوا ولازالوا ينفذون اجندات خارجية يأمرهم بها اسيادهم الذين صنعوهم في بريطانيا وأمريكا وإسرائيل ، وان محاربة البعث لهم لم تكن بسب المنافسة السياسية بل لإدراكه وثقته العالية ان هؤلاء عملاء ومطية للغزاة وقد ثبت ذلك بعد عام ٢٠٠٣.

البعث مسيرة نضالية وجهادية كبيرة و عظيمة قبل ثورة تموز ١٩٦٨ وبعدها ، فطيلة فترة حكمه كان يناضل على عدد من الجبهات ويتصدى للمؤامرات وتحدى كل أشكال التامر ، و ينفذ استراتيجيته الوطنية والقومية بقيادة وفية ابتدأت بالرفيق احمد حسن البكر والرفيق صدام حسين رحمهم الله وبعد الاحتلال تسلم الراية فارس عرفته سوح النضال قبل ثورة تموز وخلالها على كافة المستويات و الان يقود البعث والجهاد بعزيمة لا تلين الرفيق القائد عزة ابراهيم حفظه الله ورعاه وسدد بالحق خطاه.

ورغم كل أشكال الاجتثاث والاساءة للبعث من قبل امريكا وإيران وعملاءهم وقاذوراتهم ، بقت صفحة البعث بيضاء نقية في قلوب ونفوس ابناء العراق العظيم والامة العربية المجيدة ، وهذا شعبنا العراقي المجاهد يعلن جهاراً وامام العالم ومن خلال وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي وبلا خوف او تردد " ان حكم البعث كان عادلاً وقدم للعراق والعراقيين منجزات كبيرة لم يشهدها العراق بكل فتراته ، والأمن والامان وامور كثيرة".

ليس هنالك من يزاود على البعث في إيمانه العميق بالقضايا القومية وفِي مقدمتها قضيتنا المركزية في فلسطين ولَم يدعم فصيلاً فلسطينياً على حساب الاخر بل قدم كل الدعم ومنها حركة حماس ، ولو ان قادة البعث تنازلوا عن دعمهم ومساندتهم لفلسطين ما تعرض البعث وقادته وتجربته لكل هذا المؤامرات ، وقد جاء للعراق عدد من المبعوثين العرب والأجانب في عهد الشهيد القائد صدام حسين رحمه الله يحملون رسائل تدعوا العراق الى الاعتراف بإسرائيل ومقابلها رفع الحصار عن العراق ودعمه في كل الميادين .

إن العداء للبعث لم يكن وليد اليوم او الامس القريب ، بل هو عداء منذ التاسيس لما يحمله هذا الفكر من نقاء في عكس معاناة الأمة العربية واستلهامه الفكري من روح الاسلام وعدالته ، مما جعل الاحزاب الدينية والطائفية والشعوبية تقف بالضد منه لانها جمع بين روح الاسلام وأصالته والقومية العربية ورسالتها الخالدة ، وكان ولايزال قادة ومناضلين يعتبرون سيدنا محمد صَل الله عليه وسلم قدوتهم في كل شئ.

إن ما قدمه البعث من منجزات الى الشعب العراقي لا يمكن ان تمحى من عيون وذاكرة العراقيين مهما حاول الاعلام المعادي اعلام الطغاة والخونة والعملاء من التقليل والتهجم على البعث وقيادته لقد كنّا :

۞ كنّا دولة مهابة قوية عزيزة لها ثقلها العربي والدولي.
۞ كنّا شعب عزيز كريم مهاب موحد يحب بعضه البعض.
۞ كنّا نتمتع بقوانين وانظمة وتشريعات اقر بها الأعداء قبل الأصدقاء .
۞ كنّا نعيش بكرامة وعزة نفس ونتمتع بالطمأنينة مع توفر الماء النقي والكهرباء والغذاء والدواء والتعليم .
۞ كنّا نتفاخر بعدد العلماء والأطباء والمهندسين والأدباء والفنانين والمبدعين في كل مجالات الحياة.
۞ كنّا شعب عنده غيرة وشرف وحرمة ونخاف الله .
۞ كنّا سادة مواقف يخافنا الأعداء وخاصة اسرائيل وإيران .
۞ كنّا نمتلك اجهزة أمنية شريفة ونزيهة حافظت على العراق من الإرهاب والمخدرات و كل أشكال الانحراف.
۞ كنّا في دولة وزرائها علماء ومختصين ، وكانوا ملائكة العفة والنزاهة .
۞ كنّا عرب وكرد وتركمان وقوميات وأقليات تتعايش مع بعضها ويسود روحها المحبة والأخوة .
۞ كنّا أمة القران والإنجيل والجوامع والكنائس ، و لكل منهما مهابة وتقديس.
۞ كنّا نخاف الله والمعلم ورجل القانون ، وكان ابائنا قدوة ، وكنا نستحي والحياء جزء من ايماننا.
۞ كنّا بلد ذا سيادة وعلم لثلاث نجوم تزينه عبارة الله اكبر.
۞ كنّا نحب ابناء امتنا العربية ، وكنا لا نبخل عليهم رغم ظروف الحصار الظالم .
۞ كنّا نعشق فلسطين وندافع عنها ، ونقدم لها ارواحنا قبل ما نملك من مال.

إن هامات المناضلين بكل مستوياتهم وبقيادة شيخ المجاهدين القائد عزة ابراهيم حفظه الله ورعاه هي التي جعلت العراقيين الشرفاء يستمرون في ذكر مآثر دولة البعث العظيم ، وبكل تحدي رغم أساليب القمع التي تنتهجها حكومة الاحتلال من ٢٠٠٣ الى الان ، وهذا ما يؤكد قوة البعث وصلابة مناضليه ، وان حالة اللهفة الوطنية بعودة البعث الى قيادة العراق تمنح المقاومة بكل اشكالها زخما قوياً ، لان حاضنتها الشعبية ابناء العراق الأصلاء .





السبت ٢٣ ربيع الاول ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / كانون الاول / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جعفر عبد عون الفريجي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة