شبكة ذي قار
عـاجـل










إن إحياء الذكرى الـ12 للخلود " ذكرى استشهاد الرفيق الخالد صدام حسين رحمه الله، ليست مجرد استذكار للرجل، وليست مقتصرة على الوقوف على السطر الأخير من سيرة ( أمة اجتمعت في رجل ) وإن كان هذا السطر أو الخاتمة هي بمثابة ( شهادة "حسن سيرة وسلوك إلهية ) وتوثيق إلهي حفظ حقوق شرفها وإيمانها، وبثها للعالمي!!

فهذه التجربة ليست حادثا تاريخيا يذكر للعبرة والفخ، بل هي استعداد دائم في الأمة العربية لكي تهب في كل وقت تسيطر فيه المادة على الروح، والمظهر على الجوهر، فتنقسم على نفسها لتصل إلى الوحدة العليا والانسجام السليم، وهى تجربة لتقوية أخلاقها كلما لانت ولتعميق نفوسها كلما طفت على السطح، تتكرر فها ملحمة الإسلام البطولية بكل فصولها من تبشير واضطهاد وهجرة وحرب، ونصر وفشل، إلى أن تختم بالظفر النهائي للحق والإيمان.

إن أفضل ما يمكن أن يقال عن مناسبة كهذه ( الذكرى الـ12 للخلود ) ذكرى استشهاد سيد شهداء العصر الرفيق الخالد صدام حسين رحمه الله هي " اقتباسة " أخرى من نور القائد المؤسس:

( إن أرواح أبطالنا لتجفونا وتهجرنا منذ زمن طويل.. لان البطولة لم تعد من مزايا العرب المألوفة، فقد بعد عهدنا بالبطولة حتى أمسينا ننظر إليها نظرة خوف ورهبة واستغراب كأنها من عالم غير عالمنا في حين أن التعظيم الحقيقي للبطولة إنما يصدر " من المشاركة فيها وتقديرها بعد المعاناة والتجربة فلا يقدر البطل إلا الذي يحقق ولو جزءا يسيرا من البطولة في حياته.! )

وإن أول ما يمكن – وما يجب - أن يتبادر إلى الذهن حول صدام حسين هو " التميز " الذي صقل صدام حسين وجعل منه " الرئيس / القائد " المختلف تماما وإيجابا عن عشرات ومئات الرؤساء والقادة وفي وطننا العربي تحديدا!.

إنها ( البعثية ) التي صنعت صدام وجعلته لا يقارن إلا بمن نال شرف الانتماء وآمن بها وحمل رسالتها لتشكل - كميزة إضافية – التقاء " البعثية " مع " الصدامية " وانغماسها فيها حالة فريدة للتميز والإبداع بالنضال والحياة والسيرة!

وهما - البعثية والصدامية- معا هديتا السماء للأرض وهدية الأرض للأمة وهديتها للعراق ولكل من يتمثلهما ولو - واضعف الإيمان - بمصغر ضئيل يجسدهما فكرا وسلوكا وممارسة.
وإن تفاعلهما واتحادهما قد أنتجا " شخصية صدام " لتعيد للشخصية العربية وحدتها وللحياة العربية تمامها متحدة فيها ( الصلاة مع العقل النير مع الساعد المفتول ).

لتصبغ البعثية بشخص صدام وتاريخه هذا التميز والعظمة من خلال العمل العفوي الطلق الغني القوي المحكم الصائب والشجاعة وعلى التضحية والشهادة، حينما تسرب إليها الدم الأصيل وصار دورة حياتها الطبيعية فعمل على تنقية الشخصية بالمبادئ والقيم وتنقية الأرض والسماء حتى استأنست أرواح الجدود الأبطال فهبطت إليها واستطابت الهيمنة فوقها.

من 28 نيسان - أفريل 1937 إلى 31 ديسمبر2006 وبينهما تسعة وستون عاما منها خمسون عاما تقريبا قضاها صدام بعثيا مناضلا ومجاهدا وواثبا، بدأها بالسجن وبالسجن ختمها. وبين مشقتين قطع دروب شاقة مليئة بألغام العدى وكمائن غدر الزمان وخيانة الإخوة، يصطاد ظهره طعنات القريب ويحضن صدره سهام البعيد ويلهج لسانه بـ" عافيه ".

رحلة أعيى فيها صدام الصبر وتعجب من إيمانه الإيمان. وتغار من ثباته الجبال ومن حركته البحار كما تغار من خيره السحب وتنكس رؤوسها الأشجار حينما ترى خيره أكثر وأكثر.

نصف قرن يقاتل ويصول ويجول فيها بفكر بعث الأمة في ميادين أمة البعث منذ بداية تشكل الوعي " البذر "حين انتمائه إلى صفوف البعث العظيم وإلى2006 إلى يوم " الحصاد "يوم لقي ربه راضيا مرضيا ونفسه مطمئنة في جنات الخلد.

سبعة عقود اختصرت ولخصت مئات القرون من حكاية أمة أحياها صدام مناضلا في شخصية " الجيل العربي الجديد " وبعث " عهد بطولتها " وجسد شخصيات وعظمة كل قادتها ورموزها الأبطال والتاريخيين.

أمة بعث صدام قوتها وثقتها بنفسها ومسؤوليتها التاريخية وفي الحاضر ونحو المستقبل، فنفخت بتراثها في روح صدام الذي امتطى صهوة أمجادها شاهرا في يمينه " سيفا " تجمع
فيه صليل كل سيف جرده العرب منذ أن وُجدوا، مقبلا غير مدبر، كرارا غير فرار ومكبرا بلسان وخط عربي مبين " تعويذة جهاد "أحرقت شياطين الفرس والروم ومردة الصهاينة.

كان صدام العظيم
عربيا..عفلقي
حين سئل عن التميز
قال-
إنه بالبعث والبعث
يعيش هاهنا
ما وقر بالقلب
ما يصدق في الأعمال
ما أفديه بالروح
وتحميه العقيدة
وهذا بندقي!!
عاش في الدنيا أمينا
زاهدا لله والأمة.. تقي!!
مخلصا.. لله دره
من عظيم زاد بره..
من حليم طال صبره..
إذ يقول الصبر يا صدام
إني مشفق عليك قال:
ليست الدنيا سوى
دار امتحان وبلاء..
فهبوط للجحيم
أو صعود للعلاء
وهناك في الخلود
راحتي..
ومع الأخيار ( صدّيق - شهيد ونبي )
سوف أنهي رحلتي..
وشهيدا أرتقي!!
وشهيدا أرتقي!!





الاحد ١٥ ربيع الثاني ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / كانون الاول / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جمال علي عبد المغني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة