شبكة ذي قار
عـاجـل










ينعقد في العاصمة الامريكية واشنطن يوم الثالث عشر من اذار الجاري مؤتمرا يضم القوى الوطنية العراقية وفي مقدمتها حزب البعث العربي الاشتراكي ، لشرح ابع اد االتدخل الايراني السافر في الشأن الداخلي العراقي وتهديد نظام الملالي في ايران الامن القومي العربي بل وتهديد الامن والسلم العالمي ، صاحب الدعوة الى عقده عويلا هستيريا من القوى المساندة لايران واذرعها في العراق المسلحة خوفا من عودة البعث للسلطة او حتى العودة الى العمل السياسي ، لان جميع القوى المعادية للبعث تعرف حجم جماهيره وتأثيره عليها حتى بات شباب لم يشهدوا حكم الحزب يشيدون به ويمجدونه ويجاهرون المطالبة بعودته الى السلطة رغم قانون تجريم حزب البعث .

كان حزب البعث دوما حزب الجماهير والمتحدث بأوجاعهم وآلامهم وآمالهم بطاقة شابة وبجسد لا يشيخ ، فالبعث يجدد نفسه والقيم والمباديء التي يؤمن بها لم تتغير ولا يمكن لدوره أن يتراجع مهما كانت الظروف المحيطة به إستثنائية ، وما قام به البعث في ثلاثة عقود ونيف من حكم العراق وحتى وهو خارج الحكم بعمل بكل قوة لتمتين الوحدة الوطنية والحفاظ على الحدود الاقليمية للعراق موحدا سيادة وامنا وسلامة لشعبه ، وهاجس الحزب الاولى في هذه المرحلة هو تخليص العراق من الاحتلال الايراني الذي عمل بصورة منهجية على تدمير كل ما صالح في العراق بغل وانتقام يُعرف بها الفرس من حكام طهران ، فدمروا القيم والوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي بمفاهيم فارسية بعيدة كل البعد لقيم ومباديء اهلنا في جنوب العراق وفراته الاوسط ، حتى باتت الجماهير تجاهر بالمطالبة بانهاء هذا الاحتلال الفارسي البغيض رغم كل الضغوط والتهديد والخطف والقتل والاخفاء قسرا الذي يتعرض له كل من ينادي بإنهاء الدور الايراني ليعود العراق الى سيادة كاملة غير منقوصة وأستقلال القرار الوطني من غير تدخل في الشأن الداخلي وأحترام مباديء حسن الجوار حسب ميثاق الامم المتحدة ، وبناء العلاقات الدولية وفق المصالح المشتركة المتكافئة .

بعد ان نفض الحزب عن كاهله ثقل السلطة وادرانها وتخلص من المتسلقين ذوي المصالح الذاتية وسقطوا عند اول خط الشروع للنضال ، عاد البعث اليوم قويا مؤثرا كاسبا للجماهير رغم كل قرارات الاجتثاث والمسآلة والحرمان من الحقوق المكتسبة والاغتيال والتهجير قسرا وتوج الحرب على البعث بجريمة إغتيال قائده الرئيس الشهيد صدام حسين الا انه عاد اليوم اقوى وطنيا وعربيا ودوليا ، حتى الانظمة التي كانت تعادي الحزب وتتآمر على مسيرته تيقنت اليوم انها ارتكبت خطا تاريخيا باسقاط تجربة حكم حزب البعث الذي كان حكمه ميزان القوة امام اطماع ملالي طهران واحلامهم الخائبة باستعادة امبراطوريتهم الفارسية التي انتهت بسيوف قادة المسلمين فلا كسرى بعد اليوم . ورغم ان ايران كسبت جولة عندما تحالفت مع ما اطلقت عليها ( الشيطان الاكبر ) وقدمت كل انواع الدعم لقوات غزو العراق واحتلاله ، ولمن يريد معرفة المزيد عن الدور الايراني عليه بكتاب ( كوبرا2 ) أو ( خطة الهجوم ) لمؤلفيه مايكل غورين ، المراسل العسكري لصحيفة نيويورك تايمز، والجنرال المتقاعد برنارد تراينور الذي عمل بعد تقاعده أستاذا للإدارة الحكومية في جامعة هارفارد.

كانت مكافئة تسليم السلطة الى اذرعها من احزاب الاسلام السياسي لتتولى السلطة في العراق واتخذ الاحتلال جريمة حل الجيش العراقي الوطني والمؤسسات الامنية والادارية لتتحول دولة العراق الى دولة فاشلة حسب تقارير منظمات اممية مستقلة بسبب الفساد الاداري والمالي ، ووضع ايران العراقيل الامنية والسياسية والارهاب امام تدوير عجلة اعادة الاعمار ليبقى العراق معتمدا على ايران في سد النقص الحاصل في كل شيء ، ثم جاء الانسحاب الامريكي من العراق عام 2011 بقرار غير مدروس النتائج دون ان تكون هناك جهة اممية تسد الفراغ لتترك الساحة مشرعة للاحتلال الايراني لمليء هذا الفراغ الذي تبين لاحقا انه مكافأة اخرى لنظام طهران لتشجيعها على ابرام الاتفاق النووي مع مجموعة ( 5+1 ) ، وسنوجز جردا بسيطا جدا لحال العراق في ظل سلطة الاحزاب الاسلامية ( أذرع ايران في العراق ) :

• نشرت منظمة الشفافية تقريرها عن مؤشر الفساد عام 2017 واحتل العراق المرتبة ( 169 ) من أصل ( 180 ) دولة .

• منح مؤشر B.T.I العراق ( 2 درجة ) من اصل ( 10 درجة ) و ( 3 درجة ) من أصل ( 10درجة ) للسؤالين المتعلقين بالفساد .

• بموجب تقييم مخاطر البلدان حسب وحدة الاستخبارت الإقتصادية E.I.U لعام 2017 حصل العراق على ( 20 درجة ) من ( 100درجة ) ، وبقي مؤشر مدركات الفساد في العراق ضمن ( اسفل 5% ) في التصنيف العالمي السنوي لمنظمة الشفافية الدولية

• تقييم مخاطر البلدان حسب الاحصائيات لعام 2016 QI وهو تقرير من شركة HIS GLOBAL INSIGHT ومقرها واشنطن العاصمة الامريكية حيث بقي المؤشر القياسي لعام 2017 دون تغيير عند ( 10 ) درجة من أصل ( 100 ) درجة وهي أسوء نتيجة .

• دليل المخاطر للبلدان لمجموعة P.R.S. الدولية وهي شركة استشارات مخاطر خاصة ومقرها في ( سيركلوز ) بنيويورك وكان تقييم العراق ( 15 ) درجة من أصل ( 100 ) درجة .

• تقييم أصناف الديمقراطية V-DEM لعام 2017 فقد حصل العراق على 82 , 0 درجة وهي تعادل ( 20 درجة ) من ( 100درجة ) .

• لم يكن العراق يعرف المخدرات قبل عام 2003 بينما بينت احصائية لمستشفى بن الرشد للامراض النفسية في بغداد وجود ( 3 ) مدمنين من بين ( 10 ) أشخاص في العراق ، وأكدت إحصائية لمكتب المخدرات ومتابعة الجريمة التابعة للامم المتحدة UNODC عن عدد تقريبي لنسبة المدمنين بين الشباب في العراق بعد عام 2003 ، وكانت احصائيات المكتب لم تسجل غير حالتين كتجارة مخدرات فقط ، ما بين 1970 و1990 وذكر تقرير الامم المتحدة ان من بين كل ( عشرة ) أشخاص تترواح اعمارهم بين 18-30 سنة يدمن ثلاثة اشخاص ، كما ان من بين كل ( ثلاثة منتسبين ) في القوات الامنية يتعاطى ( واحد ) مادة مخدرة ، فيما كان العراق قبل ذلك معبرا فقط ورجحت احصائية الامم المتحدة ان ( 10سنوات ) القادمة ستفتك بالشاب العراقي فيما اذا بقي الوضع على ما هو عليه وسجل احد المراكز البحثية الخاصة النفسي في مدينة البصرة أعلن هن تسجيل ( 1000 ) الف مدمن بالمخدرات فيها وهي ارقام لشباب ومراهقين لم تتجاوز اعمارهم العشرين ،وحسب احصائية الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات فإن عدد المسجلين هو ( 16 ) ستة عشر الفا بينهم اكثر من ( 1000 ) الف طفل تتراوح اعمارهم بين ( 10-15 ) سنة في بغداد وحدها كما بينت هذه التقارير انخراط النساء في تعاطي المخدرات .

• كانت الجامعات العراقية والاكاديميين العراقيين يحتلون اعلى مراتب التصنيف العالمي في معايير الجودة اما بعد 2003 وبسبب سياسة تعمد تجهيل المجتمع لتسهيل السيطرة عليه من قادة الاحزاب الاسلام السياسي تنفيذا لاجندة ايران ، نشرت قناة الحرة الفضائية في 26/8/2018 خبرا مفاده ( ان جامعات العراق خارج التصنيف لمؤسسات التعليم العالمي ) ، كما اعلن مؤشر دافوس في سويسرا بتاريخ 14/1/2019 ان : ( العراق وليبيا وسورية واليمن والسودان والصومال ) اعتبرت دولا غير مصنفة لانها لا تتوفر فيها معايير جودة التعليم العالي .

• اعلن رئيس هيئة النزاهة القاضي عزت توفيق جعفر في مؤتمر صحفي عقده يوم الاثنين الموافق 18/2/ 2019 ان عدد المشاريع المتلكئة التي رصدتها الهيئة بلغ ( 2736 ) مشروعا بلغت اقيامها 16,455,290,348,823 ترليون دينار اي ما يعادل 15,227,930,289 مليار دولار امريكي ، وان عدد المشاريع التي فتحت فيها قضايا جزائية بلغت ( 644 ) مشروعا بلغت اقيامها 6,546,142,288 مليار دولار امريكي اي ما يعادل 5,486,303,401,793 ترليون دينار عراقي .

• تذيل العراق قائمة افضل الدول في جودة الحياة والانفتاح الاقتصادي ومن معايير التصنيف :

1. جودة الحياة
• يسجل العراق ( 10 ) عشر حالات طلاق كل ساعة .
• 50% نسبة الفقر المدقع في العراق .
• سجل العراق اعلى معدل تشوه خلقي في العالم .
• 13% من العراقيين يعيشون في عشوائيات .
• ظواهر منتشرة : الطائفية ، الاتجار في البشر ، الجريمة المنظمة ، الفساد

2. المواطنة
• العراق ضمن الدول الخمسة الاولى التي تشكل 80% من النازحين .
• ( 4 ) مليون عراقي هاجر خارج العراق منذ العام 2003 .
• العراق من اكثر البلدان التي تسجل اعلى اعداد من المفقودين .
• العراق ثاني اسوء مكان في العالم العربي .

3. الانفتاح الاقتصادي
• تشكل النفط 80% من مصادر الدخل .
• يقدر العجز في موازنة 2019 ب ( 23 مليار ) دولار .
• توقعات بأن يصل الدين العام ل ( 138 ) مليار دولار في عام 2020 ، اي أن كل طفل عراقي يولد مدينا حسب حصته من الناتج القومي .

4. الطاقة
• انفق العراق ( 40 مليار ) دولار على الكهرباء منذ العام 2003 .
• متوسط تزويد الكهرباء في بغداد بين ( 4-8 ) ساعة يوميا .
• بعض المدن تتزود ( 4 ) ساعة كهرباء يوميا .

5. بيئة العمل
• ( 13 ألف ) ملف فساد معطل في العراق .
• خسر العراق ( 350 مليار ) دولار منذ 2003 .
• 40% معدل البطالة عند الشباب .
• ( 6 مليون ) عامل بدون عمل منذ 2003 .

6. التأثير الثقافي
• 42% من اصحاب الشهادات العليا يحاولون الهجرة .
• 1,4 مليون طالب رسب في مراحل الدراسة الاساسية عام 2018 .
• العراق ضمن المطالب الاولى في التخلف التعليمي .
• نسبة الامية بلغت 8,3% خلال 2017 .
• ربع الشعب العراقي لا يقرأ ولا يكتب .
يعود سبب تذيل العراق المراكز الاخيرة في المؤشرات العالمية الى ان جميع القطاعات فيه منهارة او على وشك الانهيار .

7. أصدرت مؤسسة ( هينيلي وبارتنر ) الدولية ، المؤشر العالمي لقوة جواز السفر لعام 2018 ، الذي يقيس قوة جواز السفر بحسب عدد البلدان التي يمكن لحامله ان يدخلها دون الحاجة الى تأشيرة ، وصنف المؤشر البلدان في ( 106 ) مراكز حيث تذيلت دولتا أفغانستان والعراق المؤشر كأسوء جواز في العالم ( المصدر – تقارير حكومية ، وكالات ، مواقع الكترونية ) .

لم يكن حزب البعث العربي الاشتراكي حزب يبحث عن الحكم ولو كان كذلك لما تكالبت عليه دول العالم ، ففي اول لقاء بين الدكتور سعدون حمادي وزير خارجية العراق وهنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية في 17 ديسمبر/ كانون الاول 1975 قال كيسنجر لحمادي : " لم نمانع بتدخل ايران في شمال العراق لاننا إعتبرناكم تابعين لموسكو ، والان غيرنا موقفنا لاننا وجدناكم غير ذلك " وهذه مقتطفات من وثيقة رسمية أمريكية رفعت عنها السرية ، وفي هذا اللقاء عرضت امريكا على العراق الاعتراف بإسرائيل ( الكيان الصهيوني ) وتطبيع العلاقات معها والقيام بجهد في هذا الاتجاه بين القوى الراديكالية العربية ، الا ان العراف رفض ذلك وابلغ حمادي كيسنجر ان وجهات النظر بينهما بخصوص هذه النقطة مختلفة لان امريكا تدعم وجود اسرائيل الا ان العراق لا يقبل ذلك ، لذا فان الادارة الامريكية في عام 1986 ارسلت مساعد وزير الخارجية انذاك ( هارولدز سوندرز ) بجولة في منطقة الخليج ، لاعداد تقرير شامل عن طرق حماية المصالح الامريكية في منطقة بالغة الاهمية فأعد تقريرا بعد عودته أكد فيه ضرورة اعتبار اية محاولة تقوم بها اية دولة للسيطرة على منطقة الخليج اعتداء مباشر على المصالح الحيوية الامريكية ويجب صده بأية وسيلة كانت بما في ذلك القوة العسكرية ، وخلص التقرير الى "ضرورة العمل بصورة مركزة على تقليم أظافر العراق وتدمير قوته العسكرية والتي ستقود حتما الى حرب مع اسرائيل ، وعلينا استخدام كل الوسائل من إسقاط ديون بعض الدول من أصدقائنا في المنطقة الى إحياء الشعور بالزعامة في المنطقة الى الشعور بالخوف لدى بعض دول المنطقة من العراق " ، وكان بمقدور حزب البعث قبول العرض الامريكي وأن يكون تابعا لها ويضمن وجوده في السلطة كما فعلت بعض الدول في منطقتنا وغيرها فلم يساوم الحزب على مبادئه من اجل السلطة ، ولدينا من الوثائق الكثير عن اجتماعات من الموجودين في السلطة مع الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم وتسلموا ملايين الدولارات من وكالة المخابرات المركزية الامريكية CIA بدعوى اجراء التغيير في العراق ، هذا غيض من فيض السوء الذي الحقه بالعراق أذرع ايران منذ 2003 ، فليس من حق أحد المزايدة على حزب البعث العربي الاشتراكي ومعه القوى الوطنية الهادفة الى تخليص العراق من براثن الاحتلال الايراني بالحوار والتفاوض مع أية دولة عدا الكيان الصهيوني لاعادة العراق الى مساره الطبيعي دولة فاعلة للحفاظ على التوازن والامن والسلم الدوليين في المنطقة ، فبوركت كل الجهود الوطنية لانجاح مؤتمر واشنطن تحت شعار معا لانقاذ العراق لتحقيق هذا الهدف ومن الله التوفيق .





الاحد ٤ رجــب ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / أذار / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور ودود شمس الدين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة