شبكة ذي قار
عـاجـل










من ضمن ثوابت الحزب الاجرائية وتقاليده وأعرافه النضالية،الاطلالة على ذكرى التأسيس،باعتبارها المحطة الأبرز في تاريخه،والتي تعتبر نقطة الانطلاق لمسيرة طويلة عرف فيها خط البداية ولكن خط النهاية مفتوح على الزمن،كون البعث هو حركة تاريخية انبثقت من إرادة شعبية في لحظة مخاض الأمة وشقت طريقها التي لم تكن ولن تكون يوماً مفروشة بالورود .

إن طريق البعث صعب سلوكها،لكن رغم هذه الصعوبة،تم السير عليها لأنه لا سبيل غيرها للوصول إلى خط النهاية ليس بقياس الجغرافيا وارتسام خطوط العرض والطول بل خط النهاية بمعنى الاقتراب من تحقيق الأهداف التي انطلق لأجلها البعث وهي التي تنطوي على تمكين الأمة من اثبات وجودها وحماية نفسها وامتلاكها لناصية قرارها في تحديد الخيارات وامتلاك الامكانات والمقدرات والثروات .

على مدى نيف وسبعة عقود،مرت أجيال من المنتمين للحزب منهم انتمى إلى اطاراته التنظيمية،ومنهم من انتمى إلى إطاراته الفكرية والسياسية.ولهذا فإن كثيرين وكثيرين جداً من أبناء هذه الأمة هم بعثيون بالموقف وحتى ولو لم يكونوا بعثيين بالتنظيم.وهذا يعني أن البعث بما يجسده من أهداف هو أكبر من التنظيم بالمعنى التقني،وهذا ما جعل من أهدافه التي رفعها أهدافاً لكل الحركة القومية العربية،ولكل انسان عربي وعى أن لا خلاص لهذه الأمة إلا بوحدتها وحريتها وتقدمها الاقتصادي والاجتماعي .

على هذا الأساس،فإن كل من انتمى للبعث بالفكر أو بالممارسة ،هو مناضل،وكل مناضل يستحق التكريم.

ومنظمات الحزب على مختلف مستوياتها تحي مناسبة التأسيس لاستحضار المناسبة بكل معانيها ودلالاتها ولإثبات أن البعث بما هو حركة منظمة يتوقف عند هذه المناسبة من كل عام،ليطلق وعداً ويجدد عهداً.

وفي إطلاق الوعد وتجديد العهد،يجد البعثيون أنفسهم أنهم في حاضرهم يجسدون استمرارية لمسيرة نضالية تحققت انجازاتها بفعل جهد وتضحيات المناضلين على تعاقب الأجيال ،الذين كانوا يسلمون الراية من جيل إلى جيل، وبتواصل الأجيال كان الحزب يعيد انتاج نفسه ضمن ثوابت المبادىء وسمو الأهداف وتراكم الفعل النضالي.

هذا التجديد للذات البعثية،لم يأت تلقائياً بل بفعل مناضلين بقوا على العهد وما بدلو تبديلا. من هم من قضى شهيداً،ومنهم قضى حياته مناضلاً في صفوف الحزب حتى رمقه الأخير،ومنهم من اقعده الزمن ونوائب الدهر وتداعيات طول السنين،وبعضهم سقط ولم يستطع إكمال المسيرة، سواء من سقط من الموقع السلبي، بحكم القدرات المتاحة لديه،وهؤلاء يختلفون عن الذين سقطوا من الموقع السلبي في الأداء والممارسة والخروج عن ضوابط الحزب وأعرافه وتقاليده النضالية .

ومن بقي قابضاً على مبدأية الموقف تجسدت فيه الأصالة البعثية،والأصالة النضالية،وحق على الحزب أن تتم الاطلالة المعنوية عليه.وهذه الاطلالة هي التكريم بالتخصيص في مناسبة يعتبرها البعثيون هي الأعز عندهم .

وعندما تكرم كوكبة من المناضلين البعثيين محددة بأسمائها،فهذا لايعني أن الذين لم ترد أسماؤهم في لوائح التكريم لا يستحقون ذلك، لأن كل البعثيين في هذا الحزب المناضل يستحقون التكريم.وإذا كانت المناسبة لا تتسع إلى تكريم كل البعثيين في لبنان وهم يستحقون ذلك،فإن التكريم سيطال الجميع وفي كل مناسبة ستكرم كوكبة جديدة علماً أنهم كلهم مكرومون وينالون الدروع التكريمية في المناسبة الأعز عند البعثيين .

فليطمئن البعثيون وفي كافة المستويات الحزبية،أن التكريم بالتعميم هو الأساس لأنهم بعثيون وباقون على العهد،والتكريم بالتخصيص حاصل في وقته .





الثلاثاء ٤ شعبــان ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / نيســان / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طليعة لبنان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة