شبكة ذي قار
عـاجـل










عانى العراق إبان الحكم الوطني من خذلان الحكام العرب، الذين ساهموا في حصار القطر وفتح حدود بلدانهم للقوات الغازية التي احتلت العراق وعاثت خراباً فيه.

وكان الأمل يحدو الحكام العرب في أن تشيد إدارة بوش بعد احتلال العراق عام 2003 نظاماً رجعياً تقليدياً على شاكلة الأنظمة العربية، بدلاً من نظام البعث الثوري التقدمي الذي كان عقبة أمام مؤامراتهم الخيانية مع أعداء الأمة.

ولكن الإدارة الأمريكية كانت تبحث عن مصلحة الكيان الصهيوني بالدرجة الأولى قبل مصالح الحكام العرب، فسلمت العراق لقمةً سائغةً لإيران التي حولته إلى ساحة للتآمر على العرب والعبث بأمنهم واستقرارهم؛ كي ينعم الصهاينة بالأمان في كيانهم الغاصب.

وقد ظنت الأنظمة العربية أن عملاء إيران في العراق سيحفظون لها الجميل حينما كانت تستضيفهم وتدعم عملياتهم الإجرامية ضد شعب العراق وقيادته الوطنية، ولكن لم يجدوا من حكام المنطقة الخضراء إلا الجحود والنكران وإيواء المجرمين الفارين من بلدانهم وتصدير الارهاب للأقطار العربية.

ولم يتوقف الحكام العرب عن استجداء أمريكا والغرب لكف شر الحاكمين في العراق عن بلدانهم، ولكن تأتي دوماً النصائح الدولية بضرورة التقارب مع حكومة بغداد والتودد لها والتوقف عن مهاجمتها في الإعلام العربي.

ومع تصاعد الخصومات فيما بين الأنظمة العربية بدأ السباق لكسب ود حكومة الميليشيات في العراق واستقطابها إلى جانبهم، وبات الهم الرئيسي للحكام العرب أن لا يسبقهم خصومهم إلى المنطقة الخضراء.

ولتبرير التقارب الرسمي العربي مع زمرة القتلة واللصوص الحاكمة في بغداد المرفوض من جماهير الأمة؛ تزعم أبواق الأنظمة العربية أن اغراء حكام بغداد بالمال سيبعدهم عن أحضان طهران، بالإضافة إلى أنه يجب الإقرار بالأمر الواقع والإعتراف بالنظام الذي انتخبه الشعب ويمثل الشرعية في العراق !!

إن هذه المزاعم تكذبها الحقائق التالية :

1- أن أي تقارب لحكام المنطقة الخضراء مع الأنظمة العربية لن يتم دون ضوء أخضر من خامنئي شخصياً.

2- أن طهران أبدت تأييدها للتطبيع الميليشياوي مع العرب، وعقد قادتها عدة اجتماعات مع أذنابهم في المنطقة الخضراء لضمان استفادة إيران من الأموال والمشاريع الخدمية التي تعهدت الأنظمة العربية بتنفيذها في العراق.

3- أن من قاتل مع إيران ضد بلده العراق لن يكون وفياً مع أي قطر عربي، كما أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يبتعد حكام المنطقة الخضراء عن أحضان أسيادهم في طهران.

4- أن 90% من العراقيين المسموح لهم بالاقتراع على أدنى تقدير قد قاطعوا مهزلة الانتخابات الأخيرة، كما أنه لا شرعية لمن جاءت به دبابات المحتل ونصبته في الحكم رغماً عن إرادة الشعب.

5- أن حكومة المنطقة الخضراء لا تمثل أمر واقع؛ لأن شعب العراق من شماله إلى جنوبه قد رفض الاعتراف بها منذ اليوم الأول لاحتلال العراق وما زال يقاومها حتى يتحقق له النصر المبين.

ورغم أن النظام الرسمي العربي قد أدار ظهره لشعب العراق وامتنع عن مساندة المقاومة الوطنية التي يقودها البعث طيلة الستة عشر عاماً الماضية، إلا أن شعب العراق ومقاومته الباسلة بقيادة البعث لا يمكن أن يكونوا إلا مع الأقطار العربية في مواجهة المؤامرات الدولية؛ ولن يسمحوا لإيران أو غيرها من الدول أن تستخدم أرض العراق منطلقاً لتهديد الأراضي العربية.

إن المعول عليه في مواجهة إيران وقطع أذرعها وصيانة الأمن القومي العربي هو شعب العراق وجيشه الوطني وصناديد البعث الذين ألحقوا بإيران الهزيمة النكراء في قادسية صدام المجيدة وأجبروا خميني على تجرع سم الإقرار بالهزيمة في يوم النصر العظيم الثامن من آب عام 1988.

إن يوم التحرير الناجز للعراق من الاحتلال الإيراني وعملائه قادم لا محالة بهمة الثوار والمجاهدين.

وما ضاع حق وراءه مطالب.
 





الخميس ١٢ رمضــان ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / أيــار / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فهد الهزاع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة