شبكة ذي قار
عـاجـل










في الأول من حزيران عام 1972 أصدر مجلس قيادة الثورة القانون الخالد رقم 69 لعام 1972 قانون تأميم عمليات شركة نفط العراق المحدودة، لتبدأ ملحمة تأميم النفط البطولية في العراق التي تمت بنجاح باهر.

كان النفط العراقي قبل تأميمه تحت سيطرة الشركات الأجنبية الاحتكارية، التي هيمنت عليه بعد الاحتلال البريطاني للعراق.

لقد كان حزب البعث العربي الاشتراكي أول تنظيم سياسي يطالب بتأميم النفط في العراق، وقد نشرت جريدة الجبهة الشعبية في السابع من شباط عام 1949 بيانه المندد بسياسات النظام النفطية ومطالبته بتأميم النفط العراقي.

وبعد ثورة الثامن من شباط عام 1963 بدأت سلطة البعث الثورية بوضع الخطط والدراسات لتأميم النفط، وكانت تأمل أن تعلن عن التأميم في يوم انجاز الوحدة الاتحادية بين العراق وسوريا ومصر التي نص عليها ميثاق القاهرة الموقع عليه في السابع عشر من نيسان عام 1963؛ ولكن ردة الثامن عشر من تشرين الثاني السوداء عام 1963 اغتالت الثورة وأجهضت ميثاق الوحدة الثلاثية.

لقد كان التأميم هدفاً رئيسياً من أهداف ثورة السابع عشر - الثلاثين من تموز عام 1968، وقد استعدت سلطة البعث التقدمية جيداً لمآلات التأميم وتداعياته رغم أن القوى السياسية لم تكن تؤمن بتأميم النفط وغير واثقة بقدرة العراق على تحدي القوى الكبرى وفرض التأميم.

وقد نجح شعب العراق وقيادته الوطنية في قهر شركات النفط الأجنبية الاحتكارية واجبارها على الرضوخ لقرار التأميم، فكان القانون رقم 28 الذي أصدره مجلس قيادة الثورة في الأول من آذار عام 1973 خير تعبير عن انتصار قرار التأميم العظيم.

وبعد اتمام تأميم شركة نفط الموصل في الحادي والثلاثين من آذار عام 1973 بدأت أنظار مجلس قيادة الثورة تتجه إلى شركة نفط البصرة المحدودة آخر معاقل الشركات الأجنبية الاحتكارية؛ فأصدر في العام ذاته قانون تأميم الحصص الأمريكية في الشركة رقم 70 في السابع من تشرين الأول وقانون تأميم الحصص الهولندية رقم 90 في الحادي والعشرين من تشرين الأول وقانون تأميم حصة كولبنكيان رقم 101 في العشرين من كانون الأول، وختمها بقانون تأميم ما تبقى من حصص أجنبية في الشركة رقم 200 في الثامن من كانون الأول عام 1975 الذي أنجز عملية التأميم بشكل كلي.

إن الرفيق الشهيد القائد صدام حسين هو صاحب مقترح تأميم نفط العراق في مجلس قيادة الثورة ومهندس عملية التأميم الناجحة والمشرف عليها وهو من تعهد بإنجاح التأميم مهما كلف الأمر، ولهذا منحه الرفيق الأب القائد أحمد حسن البكر وسام الرافدين من الدرجة الأولى تقديراً لما بذله من جهد استثنائي في عملية التأميم الخالدة.

لقد فتحت عملية تأميم النفط الباب كي يستفيد الشعب العراقي من ثروات بلاده، كما أسهمت العائدات المالية الوفيرة للنفط العراقي بعد تأميمه في بدء عملية البناء والاعمار التنموية العملاقة في المجالات كافة والمنجزات التي شهدها العراق أيام الحكم الوطني.
إن سلطة البعث القومية قد وضعت شعار نفط العرب للعرب موضع التنفيذ، فأسهمت في دعم المقاومة الفلسطينية وقضايا الأمة العادلة؛ واسناد الأقطار العربية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وتعزيز صمودها في وجه التحديات والمخاطر.

لقد جن جنون الغرب الاستعماري والصهيونية بسبب نهضة العراق الحديثة بعد التأميم العظيم، فشنوا المؤامرات تلو المؤامرات ضد ثورة البعث المظفرة التي تصدى لها شعبنا وقواته المسلحة باقتدار في قادسية صدام وأم المعارك ومعركة الحواسم.

وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 عادت شركات النفط الأجنبية لتسيطر على النفط بالتقاسم مع النظام الإيراني وتنهبه بضوء أخضر من حكومة المنطقة الخضراء؛ التي نسفت التأميم من جذوره بما أسمته جولات التراخيص.

إن عملية تأميم النفط العراقي وتحريره من هيمنة شركات النفط الرأسمالية الجشعة في السبعينيات هي ضربة موجعة وجهها حزبنا القائد للإمبريالية الغربية الاستعمارية؛ أثبتت قدرة الأحرار والمناضلين على تحدي القوى الدولية الكبرى وصنع المعجزات.
ويواصل شعب العراق المناضل وفي طليعته صناديد البعث الأشاوس بقيادة الرفيق المجاهد عزة إبراهيم كفاحهم الملحمي لتحرير العراق من الاحتلال الإيراني وعملائه؛ وإعادة الحقوق المغتصبة مسترشدين بعملية تأميم النفط الخالدة.

وما ضاع حق وراءه مطالب.





الجمعة ٤ شــوال ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / حـزيران / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فهد الهزاع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة