شبكة ذي قار
عـاجـل










السبب الذي جعل من الدول الغربية بصورة عامة والولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها إسرائيل أن تتفوق تفوقاً على دول العالم الثالث بصورة عامة ، والدول العربية خاصة ، وجعلتها أن تخضع لسياستها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ولغاية يومنا هذا هو انشغالها بالدراسات ( الإستراتيجية ) التي تعد من قبل كبار المنظرين والسياسيين المخضرمين المنشغلين ليلا ونهارا في مراكز البحوث الإستراتيجية الرسمية والغير رسمية ليتوصلوا من خلال دراساتهم لمعرفة كل ( مفردة ) من مفردات الشعب العربي و ( جيوش دوله واقتصاده وصناعته وزراعته وثقافاته ) و ( معتقدات أطيافه وأقلياته وأديانه ) وطبائع ميوله ( الدينية والمادية والسياسية ) لكل حقبة من الحقب السياسية التي ساسها من خلال تعايشه معها !.. وطبيعة جغرافية كل دولة من الدولة العربية ، وبعكس الدول العربية البعيدة أنظمتها عن كل ما ذكر أعلاه لانشغال عناوينها السياسية وحواضنهم بحياكة المؤامرات فيما بين أنظمتهم ناهيكم عن انشغالهم في شراء القصور والسيارات والطائرات الفارهة ونهب المال العام وإيداعها في البنوك والمصارف الغربية لحسابهم الخاص !.

أمنية الملايين من العرب أن تحذوا أنظمتها القابعة في القصور ( الرئاسية والملكية والأميرية ) حذو الدول الغربية بتهيئة كبار المنظرين والسياسيين في مراكز ومعاهد ( إستراتيجية ) كبرى لدول عربية مشتركة على الأقل لإعداد استراتيجيات ( عسكرية ،اقتصادية ، مالية ، ثقافية ، علمية ، زراعية ، صحية ، خدماتية ) ولمدد زمنية تتراوح من خمس أو عشر سنوات ولغاية الخمسين سنة لهدف حماية أمنها القومي ومصالحها مع الدول الكبرى والإقليمية بصورة عامة والقطرية خاصة !!!!!!!!.

ولهذا السبب فان فقدان الأنظمة العربية لهذه الإستراتيجية جعل من الغرب والولايات المتحدة وحلفائهم أن ينفذوا كل ما توصلوا إليه من نتائج الدراسات التي استغرقت لديهم أكثر من ستة عقود ليترجموا المفردات أعلاه إلى سياق عمل جاهز للتنفيذ في كل صفحة من صفحات إستراتيجيتهم ( المشتركة ) ولأهداف منقطة ضمن صفحاتها للهيمنة والسيطرة على مقدرات وثروات وممرات بحار وسماء وسيادة دول العالم الثالث بصورة عامة والدول العربية خاصة .

بتاريخ ( 9 / آب/ 2018 ) نشرت مقالا في شبكة ( ذي قار ) بعنوان ( هل التهديد الأمريكي لإيران حقيقي أم فلم من أفلام ( هوليود ) !؟ .. طرحت من خلاله وجهة نظري النابعة من تجارب التاريخ القديم والقريب ، واقصد بالقريب بعد غزو واحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ، والتي وهبت من بعد هروبها منه بفعل عمليات المقاومة العراقية المسلحة ( سلطته ، وثرواته ، وماله العام ، والخاص ، وسيادته ، وسماءه ، وأرضه ومياهه ، وحقوق الإنسان في العيش الكريم ) لإيران ، والتي مثلتها آنذاك واليوم بالشك الذي راودني ويراودني عن كل ما أعلنته وتعلنه وسائل الأعلام الأمريكية ومن تحالف معها من الدول ( الغربية والعربية والفارسية ) المنشغلة بالتغريديات ( التوترية ) المتتالية لشن الحرب المجهولة ساعة ( صفرها ) على دولة فارس الصفوية .

والشك هو ليس من جانب الخيال بل هو ناتج عن يقين ثابت وجازم بان الإستراتيجية ( الأمريكية الصهيونية الفارسية ) هي إستراتيجية ( تخادم مشتركة ) للسيطرة والهيمنة على وجود وكيان وهوية ودين وثروات دول امتنا العربية ، والدلائل كثيرة ومعروفة لدى التاريخ العربي والإسلامي ناهيكم عن الصداقة المتينة بين دولة فارس وإسرائيل ، وتعاونها مع أمريكا، وعدائها للعرب للأسباب التي ذكرتها في المقال أعلاه . ثم افترضت فيه عدة فرضيات في حالة أن هناك تهديد أمريكي غربي ( حقيقي ) ضد النظام الفارسي ألصفوي في المستقبل وبساعة ( صفره ) مجهول علمها من خلال الأسئلة التالية :

هل الاستعدادات العسكرية الأمريكية هي استحضارا ميدانيا حقيقيا لشن الحرب ضد النظام الفارسي !. أم مسرحية من المسرحيات "الديمقراطية " التي مررت وتمرر لغاية اليوم على شعبنا العربي والعراقي " ، أم لأجل كسب ود الأنظمة العربية وشعبها العربي لسياسة إدارة الولايات المتحدة الأمريكية التي ستنقذ الجميع من نظام الملا لي ونفوذه وميليشياته وأحزابه وكتله المنتشرة في ( العراق ودول الخليج العربي وسورية ولبنان واليمن وبعض الدول العربية الأخرى ) ، أم لمكافئة إيران ومنحها رتبة من ( شرطي ) في الخليج إلى ( جنرال ) فارسي على امة العرب ، وكما صنعت من الإرهابي ( قاسم سليماني ) جنرالا يصول ويجول في ( العراق وسورية واليمن ولبنان ) والمنطقة العربية وتحت مرأى ومسمع سياسيو ومستشارو وقادة جيوش إدارتيهما السابقتين والجديدة ، أم لغرض التخادم في تقاسم الحصص والمصالح المشتركة بين الدول الكبرى وإيران وبعض الدول الإقليمية وكما هو الحال في ( سوريا ) ، أم لحلب دول المنطقة العربية بصورة عامة ودول الخليج العربي خاصة بإجبارهم على شراء المزيد والمزيد من الأسلحة والدروع والصواريخ والطائرات المتنوعة وقبب الحماية الصاروخية من الضربات الإيرانية ! ام .. ام ..الخ ؟!!!!..

ومع هذا أقول للحاكم والمحكوم العربي :- لو كانت الإدارة الأمريكية الجديدة تريد قضم أجنحة النظام الفارسي : فلماذا لم تفعله قواتها مع حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية المتواجدة في سورية أثناء تواجد قواتها وطائراتها على ارض الميدان أو من خلال ما يسمونه التحالف الغربي لمحاربة الإرهاب ؟! ..

واليس بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية بصفتها كدولة محتلة ، ولها الثقل والدور الكبير في تشكيل حكومات احتلال طائفية في المنطقة الغبراء من خلال انتخابات مزورة عبر صناديق مستوردة من دهاليز أصحاب قرارها أبان الإدارتين السابقتين لإدارة ترامب أن تقمع وتمنع ما جاء به دستور ( نوح فالندمان ) الأحزاب والكتل والفيالق الصفوية التي شكلت من بعد تسلمها حكم العراق أكثر من ( 120 ) ميليشيا طائفية مرتبطة ارتباطا عقائديا وعسكريا وماديا ولو جستينا بسلطة ولي ( السفيه ) ؟!.

وكيف بالدولة العظمى التي تؤمن بالديمقراطية أن تقاتل إيران وأجنحتها الميليشياوية في المنطقة العربية بصورة عامة والعراق وهي التي وضعت سيادة دولة وشعبها، وما لهما من ثروات تحت سلطة وفتاوى مرجع فارسي ليسن أو يصدر فتوى تشكيل ميليشيات طائفية إرهابية وعلى مسمع ونظر سياسيو إدارتها وقادتها وسفرائها وبحجة مقاتلة داعش التي هي ناتج لإستراتيجية ( أمريكية صهيونية فارسية ) بموجب التقارير المسربة عن تدريباتها حسب تصريحات كبار المسئولين الأمريكان من قبل شركة ( بلاك ووتر ) وفي مدينة ( مشهد ) الإيرانية ؟!.

وكيف بالدولة العظمى ( أمريكا ) أن يصل الحد بها لتشن الحرب على دولة ذات ميليشيات سهلت وبلطت الطريق لتدمير جيوش عربية في ( العراق وسورية واليمن ولبنان ) والتي جعلت وميليشياتها من الكيان الصهيوني أن يتنفس الصعداء من على جبال القنيطرة وغزة وو.. الخ ؟!.

وما الذي فعلته الإدارة الأمريكية الجديدة رغم وصول قواتها العسكرية والجوية وطيران جيشها القواعد العراقية والمدن والميلشيات الإجرامية المحسوبة على الحشد الطائفي تنتشر حول قواعدها وطرق مسالكها وأمام مرأى قادتها وقواتها في نقاط السيطرة المنصوبة على مداخل المدن والاقضية والنواحي والقرى والقصبات والأحياء والجسور ومقتربات الطرق والسدود وو.. الخ وابتداءً من منفذ إبراهيم الخليل وقضاء سنجار وتل عفر وربيعة ولغاية بغداد ومن منفذ المنذرية إلى منفذ طريبيل وال تنف في محافظة الانبار ؟!.

وما الذي فعلته أمريكا بإيران وميليشياتها في اليمن رغم امتلاكها الأقمار الصناعية وطائرات الاواكس والرادارات التي تكشف الإبرة في البحار والمحيطات والذباب والبعوض في الجو من الطائرات المسيرة التي أرسلتها ميليشيات الحوثي على المنشاة النفطية في المملكة العربية السعودية ، والتفجيرات التي أعطبت أربع ناقلات نفط سعودية وامارتية في شرق ميناء الفجيرة رغم اتهامها إيران بالضلوع فيهما ؟!.

وكيف يصف الحكام والمحكومين العرب من التقلبات في التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي ( ترامب ) بعدم نيته بشن الحرب على إيران ، وأن واشنطن لا تسعى لتغيير النظام في إيران، وأعراب قناعته بأن إيران تريد أن تتفاوض مع الولايات المتحدة، واستعداد واشنطن بذلك ، ومنبها بان إيران لديها فرصة لتكون دولة عظيمة في ظل القيادة الحالية.. ولا نسعى لتغيير النظام؟!.

اعتقد أن عدم نية ( ترامب ) بشن الحرب على إيران وو ..إلى .. الخ .. جعل من المراقب أن يستنتج بأن الأساطيل المختلفة الأسماء وحاملات الطائرات التي جاءت إلى بحر العرب والخليج العربي هو ليس من اجل إيران وإنما لأهداف لا يعلم بها إلا الله ( جل وعلاه ) وخشيتي من اللعبة المرسومة على دول امتنا لتنفيذ أو تمرير صفعة وليس ( صفقة ) القرن مزلزلة تجعل من الحكام العرب بصورة عامة ودول الخليج العربي أن يستسلموا لها وكما استسلموا بالأمس القريب عندما صفقوا لمعاهدة الأرض مقابل السلام ، أو لبداية صفحة جديدة من الصفحات المعدة مسبقا بالحرب على الإرهاب الداعشي الذي من المحتمل أن تظهره على الساحة ( أمريكا والصهيونية وإيران ) من جديدة في إحدى الدول العربية أو الخليجية وكما أظهروه في العراق وسوريا !! ليسمح من بعده الميليشيات إلايرانية ومستشاريها العسكريين في الدخول لمحاربتها وكما حاربت في سورية والعراق ومن ثم تقوم هذه الميليشيات بواجباتها الإرهابية والإجرامية والتدميرية المعروفة للعالم وعلى مرأى من الحكام العرب وكما حدث ويحدث في العراق حين دمرت مدنها وحضارتها وقتلت ونهبت وهجرت سكانها وفقا للمشروع ألصفوي المرسوم في الإستراتيجية ( الأمريكية الصهيونية الفارسية ) !!!.

وفوق كل هذا فان ما ذكرته في المقال أعلاه ثبت صحة ما يجري لأمة العرب بانه ليس فلم ( هوليودي ) فقط ، وإنما هو أضخم من ذلك .. انه فلم من الأفلام التجارية على مستوى البشرية لكونه يحمل نفقات باهظة با ( التريليونات ) لتغطية صرفيات كل حركة ووقوف وتشغيل واقلاعات فورية واعتيادية وتحميل ، ووقود الأساطيل والطائرات والآليات ورواتب القوات وعلاجاتهم الطبية وأرزاقهم اليومي والأسبوعي والشهري إضافة إلى صرفيات الذين أصيبوا بدوار البحر في البحر العربي والخليج العربي .. ولا اعرف من الذي سيقوم بحلب فواتيرها من دول امتنا العربية بصورة عامة ودول الخليج العربي بصورة خاصة !.

إذن على الحاكم والمحكوم العربي تحليل سؤال عنوان المقال أعلاه :-

هل التهديدات الإعلامية " الأمريكية " لإيران توحي بالحرب أم الحلب أم لتنفيذ صفعة قرن مزلزلة لدول عربية أو خليجية ؟!!!.





الثلاثاء ٨ شــوال ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / حـزيران / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الحسين البديري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة