قليل من هذا الجيل من أبناء شعبنا وامتنا من يعلم الأسباب التي ادت لقيام ثورة السابع عشر من تموز 1969.. ، وماذا حدث ولماذا حثت 30 تموز وكيفية ذلك؟ بل هناك تشويه وظلم لهذه الثورة المجيدة واكاذيب يسوقها اعداء العراق والمتضررين من الثورة.
 في هذا المقال سنبسط الامر لشبابنا باستعراض حال العراق قبل الثورة ، فحال العراق قبل يوم 17 تموز 1968 لم يكن ليرضي الاحرار من ابناء شعبنا وفي طليعتهم الشباب لحال العراق آنذاك فحاله شبيه لحال العراق الان .. وقد يتعجب البعض من قولي هذا.. ولكن سأوجز لكم ملامح تلك المرحلة وباختصار شديد:
 1. قامت ثورة 14 تموز 1958 للتخلص من تبعية العراق للقوى الاستعمارية ولنيل الاستقلال التام ، لكن اصبح النظام القاسمي خاضعاً لمشيئة الغرب (بريطانيا واميركا وفرنسا وهولندا).
 2. عمد النظام القاسمي على عزل العراق عن محيطه العربي والتقوقع في ظل مد قومي وحدوي كان يقف هو العائق في اتمام الوحد بين العراق وسوريا ومصر.
 3. كان النظام السياسي يعتمد الطائفية والشعوبية في توزيع المناصب.
 4. كانت الثروات النفطية (استخراجاً وتصديراً) تخضع بشكلٍ تام لمشيئة الدول التي تتبعها شركات النفط الاحتكارية وهذه الدول كانت تملك كل حقوق الاستكشاف والاستخراج والتصدير.
 5. فتح المجال للحزب الشيوعي لقمع جماهير الشعب وارتكاب مجازر مشهورة خصوصا في محافظة نينوى تحت حماية الحكومة وباستغلال امكانيتها.
 6. كانَ المنتمين الى الحركة الماسونية هم من يرسم سياسة البلد الداخلية، ورغم أنّ زعماء الماسونية في العراق هم من الشيعة والسنة والمسيحيين إلا أنّ الصراع الطائفي كان محتدِماً وبتوجيهٍ منهم.
 7. كانَ لإيران دوراً هاماً في تمويل الحركات والاحزاب الطائفية وتمويل وتأجيج الطائفية بنشر الخرافات والخزعبلات وكانت تتعمد في إدخال تبرعاتها العينية للنجف وللأضرحة الشريفة بمواكب تخترق الاعظمية والكرخ حاملةً صور رموز الطائفية من الشخصيات الدينية الشيعية ذات الاصول الايرانية وتردد هذه المواكب شعارات طائفية لتأجيج الكراهية بين المجتمع العراقي، وكل ذلك يتم بحماية نظام الحكم القاسمي الشعوبي.
 8. وكانت إيران تمد تلك الحركات بالمال والاسلحة وخاصةً الحركة الفاطمية وحزب الدعوة والذي برز على الساحة حينذاك.. وكانت تدعم عمليات الشغب ضد رجال الدين "الشيعة" العرب والمقلَدين المعروفين وكان دعمها موجهاً للفارسي الاصل محسن الطبطبائي الحكيم.
 9. كانت اغلب الصحف العراقية (وكانت وقتها الاعلام الاكثر انتشاراً) تصدر بتمويل جهات أجنبية مثل (بريطانيا والاتحاد السوفييتي (روسيا) وأميركا) والكيان الصهيوني كان يعتمد بعض المحررين من خلال عملائهِ.
 10. كان للكيان الصهيوني وجوداً قوياً في بغداد والبصرة وكان الجواسيس للحركة الصهيونية ولكيانها المسخ في فلسطين وجوداً شبه معلن أمثال (عِـزرة ناجي زلخا) وغيرهُ.
 11. كان معظم الضباط الوطنيون والقوميون إما يرزحون في السجون والمعتقلات أو مُحالين على التقاعد.
 12. كان القبول في الجامعات يعتمد على العلاقات الشخصية وأن التزكيات للقبول تتم في مكاتب التجار ونوادي الخمر والقمار (الميسر).
 13. كانت الكليات الطائفية للسنة والشيعة تقبل طلابها بتزكيات خاصة من المتنفذين من رجال الدين المسيسين في الحسينيات والجوامع ولم يكن لمعدلات الطلبة ومستواهم العلمي علاقة في القبول.
 14. لم يكن هناك قبولاً مركزياً وإنما تقبل الجامعات الطلبة بشروطها الخاصة وفي بعض الاحيان شروطاً غير معلنة تُفَصّل حسب الطلب!.
 15. مطاردة ومحاربة الاحزاب القومية والزج بأعضائها في السجون وتعذيبهم، خصوصا حزب البعث العربي الاشتراكي لخوف النظام السياسي منهُ ومن اتساع قاعدتهُ بين أبناء شعبنا.
 16. كان الصراع على كركوك محتدماً أيضاً بين الاحزاب الكردية المدعومين من أميركا والسوفييت(الروس) وبريطانيا والكيان الصهيوني وبين الاحزاب التركمانية المدعومة من تركيا وبين الآثوريين المدعومين من قبل بريطانيا وبين العرب الذين لم يكن لديهم سوى حقهم التاريخي وقوتهم العشائرية. وكان النظام الحاكم لا يتدخل لحل هذا الصراع او ايقافه بل كان لا يجرؤ على التدخل بسبب نفوذ الدول انفت الذكر.
 17. كانت المدن العراقية من الجنوب حتى الشمال تعاني من التخلف بما فيها بغداد وتنقصها المياه الصالحة للشرب والكهرباء والطرق وجميع الخدمات كما هو عليه الحال حاليا بعد الاحتلال..
 18. كانت المدارس قليلة جداً وكانت الامية تزيد على الـ75% من أبناء الشعب، والتعليم يقتصر فقط على ابناء القادرين على تحمل نفقاته من التجار واصحاب رؤوس الاموال والضباط والمتنفذين.
 19. كانت البطالة متفشية وكان قِلة من الخريجين من يجد لهُ عملاً في المؤسسات الحكومية والتعينات تكون حسب المحسوبية وليس على اساس الاحتياج او التخصص (كما هو الحال الان بعد 16 سنة من الاحتلال).
 20. كان الاقطاع منتشر ومسيطر على الارض، والفلاح بقي مضطهداً رغم الشعارات التي رفعها النظام القاسمي الشعوبي.
 
 22. كانت هناك تجارة رائجة للحشيشة والمخدرات بين الشباب وخاصةً في الاحياء الفقيرة من بغداد.. وكان مصدرها الايرانيون القادمون لزيارة المراقد في بغداد وكربلاء والنجف.( كما هو الحال الان بعد 16 سنة من الاحتلال).
 هكذا كان العِراق حال العراق وشعبه.. ولذا كان قرر حزب البعث العربي الاشتراكي أن يقود هو عملية التغيير بثورة خطط لها لتكون بيضاء بعيدة عن الثأر والانتقام وسفك الدماء، كانت ثورة 17-30 تموز/1968 ثورة سريعة بيضاء لم تراق بها قطرة دم، ولم يكن حزب البعث العربي الاشتراكي يطمع بالسلطة ودائما زاهد بها لكنه حتى يستطيع القيام بالتغير كان لابد من الثورة وعمد للقيام بالثورة بعد أن عجزَ من إقناع الساسة والنظام القائم آنذاك بتغيير اتجاه المسيرة السياسية..
 وحينما تم الاتفاق مع بعض المتنفذين من ضباط الجيش آنذاك كي يساندوا أخوانهم الثوار من الضباط الاحرار دخلت عناصر مشبوهة وأرادت أن تفرض شروطها مثل (عبد الرزاق النايف- والذي كان يشغل منصب قائد الاستخبارات العسكرية) وما كان على الثوار إما اختيار الرفض وانكشاف مخططهم مما يعني تصفية الضباط الاحرار وقيادات الحزب التي كشفت نفسها أمام أولئك الضباط من غير البعثيين أو قبول التعامل مع (عبد الرزاق النايف) وأمثالهُ كسباً للوقت ولضمان سرية التغيير.. ونجحت الثورة من دون أن تريق قطرة دم واحدة (وهذا سبب تسميتها بالثورة البيضاء)..
 وبعد نجاح الثورة مباشرةً بدأ عبد الرزاق النايف بالتحرك لملأ مفاصل الدولة بالمشبوهين من أمثالهِ مما جعل الحزب يتخذ قرار التخلص منهُ وممن ساعدهُ في اختراق الثورة ابراهيم عبدالرحمن الداوود قائد الحرس الجمهوري من أجل حماية الثورة وعدم تكرار مؤامرة تشرين التي.. وقد أعطت قيادة الحزب صلاحية التخطيط والتنفيذ لأجراء تلك العملية للشهيد القائد صدام حسين "رحمه الله" الذي كان أول من دخل القصر الجمهوري يوم 17 تموز وهو البعثي المدني.. وقد قرر الشهيد صدام حسين ورفاقهُ أن يكون يوم 30 تموز هو الموعد المحدد لتطهير الثورة من الخونة والمشبوهين الانتهازيين.. ونجح الشهيد القائد بتنفيذ المهمة بمعاونة رفاقه الثوار من انجاز المهمة يوم 30 تموز بدون دماء ايضا وتم حفظ حياة المبعدين وتسفيرهم الى خارج العراق للدول التي اختاروها واجريت لهم رواتب يستلموها بما يليق بدرجاتهم ومعادله لإقرانهم.. وهو السبب الذي جعل يوم الثورة يقترن بيومي 17 و30 من تموز 1968.
 ومن بعد ذلك بدأ الحزب وقيادتهُ الشابة بعملية التغيير الجذري لبناء العراق كما خطط الحزب.. فبدأت بمجموعة اجراءات حققتها من ابرزها:
 • مجانية التعليم.
 • بناء الاف المدارس.
 • أقرت قانون التعليم الالزامي.
 • محو الامية.
 • استحداث عدد من الجامعات وتطوير الموجودة.
 • الاهتمام بالتعليم المهني.
 • تنفيذ قانون الاصلاح الزراعي وتقديم الدعم الكامل للفلاح العراقي.
 • دعم القطاع الصناعي وتطويره.
 • ارسال مئات الطلبة العراقيين لأرقى الجامعات الامريكية والبريطانية والفرنسية لنيل اعلى الدرجات العلمية ليصبح لدى العراق اعرض قاعدة من العلماء.
 • تأميم النفط العراقي والثروة المعدنية
 • بناء الجيش العراقي ودعمهِ واوصلته الثورة الى الجيش الرابع في العالم.
 • بناء اكبر شبكة طرق غطت كل العراق.
 • مجانية العلاج وتخليص العراق من كثير من الامراض المستوطنة.
 • بناء عشرات المستشفيات ومئات المراكز الصحية.
 • الاهتمام بالشباب وانشاء مراكز للشباب تعنى بهم في كل حي.
 • اصدار وتنفيذ قانون الحكم الذاتي الذي منح ابناء شعبنا الاكراد كامل حقوقهم.
 • سعت الثورة للقضاء على الفقر في العراق واتسعت في عهدها الطبقة الوسطى التي تحيا بكرامة وبحبوحة العيش.
 • القضاء على البطالة.
 • الاهتمام بالمرأة والطفل.
 • الاهتمام بالشيوخ والعجزة واصحاب الاحتياجات الخاصة وتخصيص راتب شهري مجزي لهم.
 • اصبح العراق في عهد الثورة مهاب له سمعة رفيعة وعالية بين الشعوب.
 • شهد العراق في عهد الثورة قفزات نوعية في جميع المجالات.
 
 وسأكتفي بذلك.. ولكن لابد لي من أن اتوجه لحضراتكم يا عماد الوطن وقادة المستقبل بسؤال:
 إن كنتم قد لاحظتم أنّ الظروف التي سبقت ثورة تموز 17-30/تموز/1968 متشابهة للظرف الحالي التي نعيشها في ظل الاحتلال المركب؟
 ان كانت اجابتكم بنعم .. اقول لكم ثقوا سيعود أبطال العراق ومنقذيه وبمؤازرة كل الشعب وانتم الشباب في المقدمة لتحرير العراق وتخليصه من وضعه البائس والارتقاء به بمشيئة الله تعالى ، وعليكم ان لا تصدقوا التهم والاكاذيب والافتراءات على ثورة تموز ومحاولة طمس منجزاتها ، كونوا احرار بالبحث عن الحقيقة لا تتأثروا بالإعلام المؤدلج او بإعلام اعداء وطنكم..