شبكة ذي قار
عـاجـل










كنّا قبل الاحتلال نعيش بوعي متقدم قصة استشهاد سيد الشهداء ، ونجعلها منطلقاً للعمل وتوحيد الصفوف ، وكنا نستذكر المعاني الحقيقية لاستشهاد سيدنا الحسين عليه السلام ، وكانت الدولة العراقية تنظر الى المناسبة من منظار استلهام المعاني والدلالات التي خرج من اجلها سيد الشهداء ، وكانت الرؤية الوطنية في التعامل مع الحدث الكبير والجلل بما يتفق والكتاب والسنة ، فالحسين شهيد بل سيد شباب أهل الجنة وهو كما يقول الباري عز وجل
" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل احياء عند ربهم يرزقون ". ال عمران ١٦٩

وهم أرادوا من ذلك اعلاء كلمة الله اي لا يخطر ببالك وحسابك انهم ماتوا وفقدوا ، وذهبت عنهم لذة الحياة الدنيا ، والتمتع بزهرتها ، بل حصلوا على اعظم مما يتنافس فيه المتنافسون.

ويقول عز من قائل :
فرحين بما اتاهم من فضله ويستبشرون بالذين لم يلتحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون . ال عمران ١٧٠

هذا الفرح والاستبشار يعني انهم يتمنون ان يلتحق بهم اخوتهم المجاهدين في سبيل كي يعيشوا في النعيم الذي هم فيه ، فجائزة الشهادة جنة ونعيم مقيم ، لانهم نذروا أنفسهم من اجل اعلاء كلمة الله ونصر الاسلام والوقوف رسول الله صَل الله عليهم وسلم، وهولاء الشهداء لم يتمنوا للذين ينوحون ويلطمون ويطبرون ، ان يلتحقوا بهم لان هولاء بعيدين عن الله ورسوله وهم كذابين ، علينا ان نعي ثورة الحسين ولماذا انتفض فهو ليس طالب سلطة و وراغب في دنيا زائلة فأبوه سيدنا علي بن ابي طالب عليه السلام زهد بالدنيا واحتقرها ونبعه نبع نبوة ، فخرج على حاكم ظالم وعليه يجب ان يكون الوعي والعمل بمنهج واحد .

وكما يقول الاخ عدي الزيدي في كلمة قصيرة عممها يبدأ حيث يقول الوعي بكلمة ،، والثورة تبدأ بشرارة !!

هكذا يجب ان نتعلم من ثورة الحسين ابا الأحرار ، لم يخرج الا لطلب الاصلاح في أمة جده ، لم نسمع او تقرء ان ولده علي السجاد قد لطم او طبر ولا اخته قد ناحت او شقت جيبها ، هذه كلها أمور دخيله على ديننا نبارك لأحبتنا في محافظة ذي قار هذا الوعي في معرفة معاني ثورة الحسين عليه السلام ، فقد قام الشباب العراقي الوطني بغلق احد المواكب الحسينية في قضاء الرفاعي ورفع بوستر كتبوا فيه ،،،،،،

‏( تعلمت من الحسين أن اكون مظلوماً فأنتصر ) لا ان أكون لطاماً وأطبر !!
‏هذا مكان موكب الرسول الخدمي ولكن سيغلق في عاشوراء لاأننا لم نتعلم من الحسين سواء ( اللطم والبكاء ) !!!!

‏ولوكنا حسينيون فعلا لخرجنا ضد الفساد
‏وسيفتح الموكب عند خروجنا ضد الفاسدين!!! هذه بحق ثورة الحسين وهكذا يكون الاقتداء به وعلينا نشر الوعي بين الشباب لتكون كلمتهم واحدة فبدلاً من اللطم على صدورنا فلنلطم الفاسدين على وجوههم ! وبدلا من المسير الى كربلاء من اجل ان نبكي على أنفسنا فلنغير المسير الى المنطقة الخضراء كي نُبكي الفاسدين ! وبلاً من ان نطبر هاماتنا فلنطبر هامات الفاسدين ومن جاء بهم ، هكذا تكون ثورة الحسين وهكذا نكون عراقيين بحق .

لقد خرج سيدنا الحسين ضد الجور والتسلط و
الذي يحب الحسين وأخيه العباس ، عليه ان يتذكر عطشهم وإذا تذكر ذلك عليه ان يتذكر عطش أهل البصرة الذين يطالبون بأبسط الحقوق المشروعة ، وقد اثبتت الأحداث أنكم لا تحبوا الحسين ولا ال بيته ، انتم مجموعة من السراق والقتلة تستغلون المناسبة الشريفة لأغراضكم الدنيئة ، انتم حكومة عار وأحزاب خزي وشنار ، سرقتم قوت الجياع واطعمتم حكام ايران ، فلا بارك الله فيكم وسيد الشهداء برئ منكم
قال الإمام الحسين ( عليه السلام):

{إنّي لم أخـرج أشراً، ولا بطـراً،ولا ظالماً ،ولا مفسداً ؛إنـّما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي}.

كانت الغاية من خروج الإمام الحسين( عليه السلام) طلب الإصلاح، أي أنّ الهدف هو الإصلاح ،ولا شيء غيره،وهو امتداد لدعوة رسول الله، ومنهجه صَل الله عليه وسلم ، فالنبي الكريم بُعث بعد أن بلغت نسبة الفساد ذروتها في المجتمــع الجاهلي، وهكـذا كـــان خروج الامام الحسين (ع )،ويعلم علـم اليقين أن لا إصلاح للفساد المستشري في الدولة،والمجتمع إلا بالثّـورة على الظلم،والفساد فيها حتى وإن كلّفه ذلك أقصى مـايملـك بعد أن انحسرت مكارم الاخــلاق، وأصبح الفساد مُعلنا،وظاهرة لاتستوجب السكوت،والساكتُ عن الحقّ شيطان أخرس.ستة عشر عاماً ونحن نعيش في ظلام اقسى من ظلام أوربا في عهودها المظلمة ، الا تلاحظون الى اين وصل العراق الذي كان منارة وقبلة للمتحضرين والمبدعين والأحرار ، ومع الاسف بلغ الان اعلى درجات التخلف في كل الميادين ، الذي يحب الحسين عليه ان يلتحق بركب الثورة وينزع عباءة الذل والتبعية والخنوع وممارسة طقوس اجبرتم عليها ومنها ما حطت من كرامتكم اليس فيكم رجل رشيد ؟

هكذا كان خروج سيدنا الإمام الحسين عليه السلام لإحياء نهج،ورسالة رسول الله صَل الله عليه وسلم واليوم بعد أن عمّ الفساد،وضيّـعت مصالح البلاد، والعباد، ما أحوجنا أن نتذكرقوله (ع)،ونستلهم العبرة في الثورة على الفساد ،والمفسدين.كونوا احفاد بررة ولا تكونوا تابعين لعصابة قذرة، عودوا الى احياء الشعائر كما كانت قبل الاحتلال البغيض عام ٢٠٠٣ ، و تذكروا كيف كانت الدولة من رئيسها الشهيد وكل رفيق شعلة في احياء الذكرى بما يرضي الله ورسوله.

فسـلام عليك سيدي يـــوم ولدتَ ، ويــــوم استشهدتَ، ويـوم تُبعث حيـّاً، وسلام على الأحرار الثّائريـــن في أرض الرافدين على مظاهر الفساد كلها.
 





الثلاثاء ١٠ محرم ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / أيلول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جعفر عبد عون الفريجي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة